مرحبا بزوار التقدمية

مرحبا بالزوار الكرام لمدونة التقدمية. هذه المدونة تتبع صحيفة التقدمية الأصلية وهذا موقعها http://www.taqadoumiya.net/. تعرضت للضرب والحذف فجر يوم 3 سبتمبر وتم استعادتها في آخر يوم 4 سبتمبر بعد الاتصال بشركة غوغل... قد تضرب في أية لحظة مرة أخرى فالرجاء من القراء المهتمين بالمقالات تسجيلها أو طبعها أو البحث عنها عبر غوغل في مواقع أخرى...

الخميس، 2 سبتمبر 2010

جان زيغلر: الأنظمة الغربية تخلق من الإسلام عدوا وهميا




جان زيغلر باحث وسياسي وعالم اجتماع وأستاذ بجامعتي جنيف والسربون بباريس وقد لد سنة 1934. عمل ثماني سنوات مقررا خاصا لبرنامج الغذاء في الأمم المتحدة. وله العديد من الكتب ترجم بعضها إلى اللغة العربية ومنها: ضد النظام العالم (1983)، أمراء الجريمة (1998)، كتاب الرأسمالية الأسود (1998)، سادة العالم الجدد (2002)، إمبراطورية العار (2005)، كراهية الغرب (2008). وغير ذلك من الكتب والمقالات.
من الملاحظ ونحن نحاور جان زيغلر حول رؤيته لعلاقات الغرب بالإسلام والمسلمين أن دولا مثل ألمانيا أو فرنسا أو بريطانيا هي ديمقراطيات حقيقية عندما يتعلق الأمر بما يحدث داخل ترابها الوطني، لكن حماية حقوق الإنسان تتوقف عند حدودها وليس أكثر.
عندما يحرق الأطفال العرب تتغافل الدول الغربية عن ذلك، بينما تسارع للدعوة بعقد اجتماع لإدانة النظام في السودان، وعليه فإن أسلوب الكيل بمكيالين يؤدي بالنتيجة إلى إنهاء كلي لمصداقية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة. جذور فكرة حقوق الإنسان هي جذور أوروبية وتحولت إلى فكرة كونية فيما بعد، لكن تتم خيانتها باستمرار من أصحابها أنفسهم أي الغرب وأوروبا قبل غيرهم.
منذ حوالي خمسة قرون يمارس الغرب سياسة وحشية في إطار ازدواجية الخطاب بين ما هو معلن وبين ما يتم تنفيذه في أرض الواقع. استخدم الغرب أسلوب القتل ضد كل من رآه خطيرا على مصالحه.
وفي هذا السياق رأينا أن نحاور المفكر جان زيغلر حول بعض القضايا التي تناولها في العديد من كتبه وبحوثه.
رياض الصيداوي مع جان زجلر المفكر السويسري صديق العرب وصحيفة التقدمية

آخر كتبك جاء تحت عنوان "كراهية الغرب"، لماذا هذا الكتاب اليوم؟
تحولت الذاكرة المجروحة في العديد من بلدان أمريكا اللاتينية إلى وعي سياسي ومن ثمة انتصارات انتخابية رائعة مثل ما حدث في بوليفيا أو في فينيزويلا أو في الإيكواتور
جان زيغلر
: صحيح، إن العنوان يصدم. أولا أود أن أنبه إلى وجود الكراهية تجاه بلدان الجنوب بتعلة الإرهاب، أو القاعدة، هذه هي الجريمة المنظمة مهما كانت الأعذار الأيديولوجية أو الدينية أو الثقافية، فلا يوجد أي عذر لأشخاص يلقون بالقنابل على حافلات مدرسية. والقرآن هو كتاب تسامح وحب.
ثمة ثلاثة منابع للكراهية المكشوفة: أولا، الذاكرة المجروحة والتي لا يستطيع أحدا أن يسيطر عليها تحليليا. أما الجيل الثاني فأيضا لا يستطيع، فقط مع الجيل الثالث أو الجيل الرابع تتحول هذه الذاكرة المجروحة إلى وعي سياسي ومطالبة بالتعويض المادي والمعنوي... بالنسبة لشعوب الجنوب فإن الاستعباد والمجازر الاستعمارية هي الذاكرة المجروحة عندهم وتعود دائما في شكل وعي سياسي. وذلك غريب فعلا، فمنع العبودية حدث في التاريخ البشري منذ القرن الماضي فالبرازيل منعته سنة 1888 وفي سنوات الستين أصبحت أغلب البلدان الإفريقية وبلدان جنوب آسيا مستقلة وتوقفت المجازر الغربية. وهنا فقط بعد ثلاثة أجيال تحولت الذاكرة المجروحة إلى وعي سياسي.
أعطيك مثالا: في شهر ديسمبر/ كانون الأول 2007 ، ذهب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى الجزائر ليتفاوض حول اتفاقيات بترول وغاز وتبادل البضائع بين الجزائر وفرنسا. وقبل أن يبدأ الطرفان في التفاوض قام الرئيس بوتفليقة وقال أريد اعتذار فرنسا على مجازر سطيف سنة 1945 حيث قتل الجنود الفرنسيون حوالي 40 ألف مواطن جزائري عزلا بمن فيهم النساء والشيوخ والأطفال. وأجابه الرئيس الفرنسي ساركوزي حرفيا: "لم آت إلى هنا من أجل الحنين إلى الماضي". فأجابه بوتفليقة: "الذاكرة قبل الاتفاقيات التجارية". وقد ألغى بوتفليقة زيارة الدولة المقررة لفرنسا في شهر يونيو/ حزيران الماضي 2009 بسبب عدم اعتذار فرنسا. وهذا شيء جديد وراديكالي. وقد تحولت الذاكرة المجروحة في العديد من بلدان أمريكا اللاتينية إلى وعي سياسي ومن ثمة انتصارات انتخابية رائعة مثل ما حدث في بوليفيا أو في فينيزويلا أو في الإيكواتور.

وما هو المنبع الثاني لكراهية الغرب؟
السلوك المزدوج للغرب مرفوض فهو يستخدم أسلوب الكيل بمكيالين وهو ما يؤدي إلى نتيجة إنهاء كلي لمصداقية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة
- يكمن المنبع الثاني للكراهية في ازدواجية اللغة لدى الغربيين وبخاصة فيما يتعلق بحقوق الإنسان. وأعطي هنا مثالين: إن مجلس حقوق الإنسان يتكون من 47 دولة منتخبة من كل القارات وعليه أن يراقب تطبيق الثلاثين مادة التي تشكل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان من قبل الدول المختلفة المنظمة لهيأة الأمم المتحدة. إن الغرب يطبق ما يطلق عليه عالم السياسة الفرنسي موريس دو فرجيه "الفاشية الخارجية" حيث إن دولا مثل ألمانيا أو فرنسا أو بريطانيا هي ديمقراطيات حقيقية عندما يتعلق الأمر بما يحدث داخل ترابها لكن حماية حقوق الإنسان تتوقف عند حدودها. أعطيك مثالين: من 28 ديسمبر/ كانون الأول 2008 إلى يوم 20 يناير/ كانون الثاني 2009 ارتكب الجيش الإسرائيلي وطيرانه مجازر بشعة ضد الفلسطينيين في غزة. وسكانها المحشورين في غيتو وعددهم مليون ونصف يقيمون على 365 كلم مربع. وهو على الأرجح الغيتو الأكثر كثافة سكانية في العالم. وقتل ألفا وأربعمائة فلسطيني أغلبهم نساء وأطفال وشيوخ.
ودعا مجلس حقوق الإنسان بطلب من المجموعة العربية إلى عقد جلسة طارئة تم فيها إصدار قرار بإدانة المجازر الإسرائيلية المرتكبة في حق الفلسطينيين في غزة ولكن أيضا أدان استخدام حركة حماس للصواريخ ضد المدنيين الإسرائيليين. وقد رفض السفراء الغربيون التصويت على القرار.
وبعد شهرين، دعت مجموعة الدول الغربية إلى انعقاد جلسة طارئة ضد عمليات التطهير العرقي في دارفور وطالبت في القرار النهائي الذي صدر، بإرسال 22 ألف جندي من القبعات الزرق وإنشاء خمسة ممرات إنسانية انطلاقا من التشاد ومنع الطيران فوق الجنوب السوداني ودارفور دون ترخيص من الأمم المتحدة. هنا سفراء دول الجنوب صوتوا ضد القرار.
فعندما يحرق البيض الأطفال العرب يوافق الغربيون على ذلك ولكنهم يسارعون للدعوة بعقد اجتماع لإدانة النظام في السودان، وهو نظام فظيع، والأفارقة يرفضون هذا السلوك المزدوج للغرب حيث يستخدم أسلوب الكيل بمكيالين ما يؤدي إلى نتيجة إنهاء كلي لمصداقية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة.

أين تكمن جذور حقوق الإنسان إذن في الغرب؟
جذور فكرة حقوق الإنسان هي جذور أوروبية وتحولت إلى فكرة كونية، لكن يتم خيانتها باستمرار من أصحابها أنفسهم أي الغرب وأوروبا
- نعم المشكل يزداد حينما نعرف أن جذور فكرة حقوق الإنسان الثلاثة القائمة في العالم اليوم هي بخاصة جذور غربية. الأول ظهر في فيلادلفيا في 4 يوليو /تموز 1776 في الولايات المتحدة الأمريكية. أما الثاني فظهر في فرنسا في شهر أغسطس 1789 عبر إعلان حقوق الإنسان والمواطنة. والجذر الثالث ظهر في المزج بين الجذرين السابقين عبر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي تبنته هيأة الأمم المتحدة في 10 ديسمبر/ كانون الأول 1948.
إذن جذور فكرة حقوق الإنسان هي جذور أوروبية وتحولت إلى فكرة كونية. لكن يتم خيانتها باستمرار من أصحابها أنفسهم أي الغرب وأوروبا. ومثال نيجيريا، الذي أوردته في الفصل السابع من كتابي، وهي المنتج الثامن في العالم للبترول. وتحكمها شراذم عسكرية تتوالى على السلطة منذ سنة 1966، مرة يحكمها الجنرالات المسيحيون المنحدرون من الجنوب ومرة أخرى يحكمها جنرالات الشمال المسلمون. وهم ضباط عسكريون شباب مرتشون كلية من قبل شركات الاحتكار النفطي الكبرى "شال" و"تكساكون" وغيرهما... وهي شركات تستغل ثروات البلاد استغلالا فاحشا.
في آخر انتخابات تمت في شهر فبراير/شباط 2007، طالبت منظمات المجتمع المدني من كنائس وجمعيات وغيرها الاتحاد الأوروبي بمراقبة الانتخابات. وهذا الأخير أرسل مراقبيه مجهزين بطائرات الهليكوبتر وأجهزة الكمبيوتر اللازمة. وفي يوم 8 مايو/ أيار 2007، يعقد فامبار، ممثل الاتحاد الأوروبي، ندوة صحفية في بروكسل ويعلن أن الانتخابات تم تزويرها بشكل كامل. وأن الجنرال عمرو يور أدوا، حاكم الشمال الذي أعلن عن انتخابه رئيسا للبلاد، هو في الواقع لا يمتلك أية شرعية ديموقراطية. وقد ترأست الجمهورية الفدرالية الألمانية الاتحاد الأوروبي في السداسي الأول من سنة 2007. وبعد ثلاثة أشهر دعت المستشارة ميركل عمرو يور أدوا إلى ألمانيا وكذلك فعل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وغيره... وتدعوه مجموعة الثمانية ضيف شرف واحد ممثلا عن كل قارة. وقامت ميركل بدعوة الرئيس النيجيري غير المنتخب ديموقراطيا... ليمثل قارة إفريقيا.

كيف نفهم علاقة الغرب بالعالم الثالث؟
مسلسل احتقار وازدراء الغرب للشعوب الأخرى مسلسل متواصل. مثل ساركوزي في مواجهة الذاكرة المجروحة لشعوب إفريقيا، حيث قام في العاصمة السنغالية داكار بإلقاء خطاب في شهر يونيو / حزيران 2007 كله إهانة وتجريح للأفارقة قائلا أن مشكلتهم تكمن في أنهم لم يدخلوا التاريخ وفي عدم انتفاعهم كما يجب من الاستعمار... ففي مواجهة ذاكرة الجنوب المجروحة نجد ذاكرة الغرب الحجرية المتعجرفة المهينة.
وأعطي مثالا آخر وهو هايتي. في سنة 1789 حدثت فيها ثورة العبيد. وفي سنة 1802 أرسل نابليون بونابرت حملة عسكرية لإعادة احتلال البلاد. وفي سنة 1804 أصبحت أول جمهورية سوداء تابعة للمجال الغربي. وبعد سقوط نابليون قامت فرنسا فورا مع بريطانيا بمحاصرة هايتي بحريا. واضطر رئيسها في ذلك الوقت إلى قبول شروط فرنسا التي تطالب بتعويض قدره 150 مليون فرنك ذهبي مقابل تحرير العبيد. ووجب على هايتي، إحدى الدول الأكثر فقرا في العالم، التوقيع على الاتفاقية ودفع التعويض إلى آخر مليم إلى حد سنة 1883. وبالتالي فإن هذا البلد لا يمكنه القيام بأية عملية تنمية بسبب ما دفعه من تعويضات. وهو ما تبين مؤخرا على إثر الزلزال الذي أصابها حيث عجزت الحكومة على توفير الغذاء أو الدواء لمواطنيها. وقد قام رئيسها أرستيد بالمطالبة بإعادة مبلغ 150 مليون فرنك ذهبي إلى بلاده أثناء قمة دوربن في شهر أغسطس/ آب 2001. وطبعا رفضت فرنسا مطلبه. وقامت عبر أجهزة استخباراتها بانقلاب ضده سنة 2004.

ما هي آليات ما تسمونه الهيمنة الغربية على العالم؟
منذ حوالي خمسة قرون مارس البيض سياسة وحشية في إطار ازدواجية الخطاب بين ما هو معلن وبين ما يتم تنفيذه في أرض الواقع. ويمثل اليوم البيض نسبة 12.8% من السكان في العالم، أية أقلية، لكنهم يهيمنون على العالم، ومارسوا في الماضي الإبادة العرقية في أمريكا ضد الهنود الحمر ثم مارسوا تجارة العبيد لمدة 350 سنة واستعمروا أراضي غيرهم لمدة 150 سنة في إفريقيا وآسيا. واليوم يكمن أبشع نظام استغلال في دكتاتورية الرأسمال المالي المعولم. ففي السنة الماضية وحسب البنك العالمي، فإن أكبر خمسمائة شركة خاصة عابرة للقارات سيطرت على أكثر من 52% من الناتج الإجمالي الخام العالمي. وتمتلك سلطة لم يمتلكها أحد سابقا لا إمبراطور ولا ملك في تاريخ البشرية. وقد أدمجت هذه الأولغارشيات العالمية كل من الهند والصين في نفس النظام الاستغلالي. وقد أدى ذلك إلى جنيها جبالا من الذهب وفي الآن نفسه إلى جبال من الجثث والشهداء. والآن على سبيل المثال، يموت في كل خمس ثواني على الكرة الأرضية طفل عمره أقل من عشر سنوات بسبب الجوع. ويموت 47 ألف شخصا كل يوم بنفس السبب أي الجوع. ويعاني أكثر من مليار في العالم من سوء التغذية. رغم أن منظمة الزراعة العالمية تقول أن الأرض يمكن أن تطعم 12 مليار نسمة أي ضعف عدد سكان المعمورة الحالي.
الاستنتاج هو أن النظام الكولنيالي يقتل البشر دون حاجة للقتل وهو نظام عبثي.
أنت تنتقد الغرب بحدة وتضعه محل اتهام دائم، لكن ما هو دور قادة العالم الثالث الفاسدين في تخريب بلدانهم بأنفسهم حيث شهدنا فشلا كاملا وذريعا لأنظمة الاستقلال؟
لعب الغرب دورا بارزا في تصفية القادة الثوريين المخلصين، حيث حدثت تصفية جسدية لكل من يستطيع فعلا أن يبني دولة جدية ناجحة. حيث تم اغتيال باتريس لوممبا في 17 يناير/ كانون الثاني 1961، وتم قتل أميرال كابرال في 20 يناير/ كانون الثاني 1973، وبارتيمي في أوغندا سنة 1960 بتفجير طائرته في الجو، وتم إغراق حركة الاستقلال المسلحة في الكاميرون في مستنقع من الدماء من قبل الجيش الفرنسي وتم اغتيال الزعيم المغربي المهدي بن بركة في فرنسا وفرحات حشاد، الزعيم النقابي، في تونس، وكذلك عبد الناصر الذي حوصر وأفشل مشروعه وتوفي بسكتة قلبية، والرئيس توماس سانكارا في بوركينا فاسو.
يجب أولا التأكيد على هذه الأحداث المتعاقبة التي استهدفت القادة الوطنيين المخلصين. فالغرب قد استخدم أسلوب القتل ضد كل من رآه خطيرا على مصالحه. وثانيا، يأتي الفساد والاستغلال حيث يتم نهب ثروات البلاد، فموبوتو وضع ثروته هنا في سويسرا... وبخاصة أن الفساد والرشوة يدمر علاقة الثقة بين المواطن والسلطة. فالدولة حينما تكون فاسدة لا ينتمي المواطن لمشروعها ولا يتحمس له. وعندي فصل في كتابي كراهية الغرب عن الفساد.
فهو وسيلة للهيمنة الأجنبية وهذا ما بينته في معالجتي لحالة نيجيريا بالوثائق والأرقام... ونفس المشكل يتكرر في كل مكان في إفريقيا: الكونغو والنيجر ونيجيريا... فشركات النفط تدفع أموالا لهؤلاء الحكام وتفسدهم وتدعمهم... ولو حدثت انتخابات نزيهة شفافة لأوصلت إلى السلطة حكاما وطنيين مخلصين يدافعون عن مصالح بلدانهم بدل مصالحهم الخاصة. واعتبر مسؤولية الغرب مزدوجة فهو يساعد هؤلاء الحكام الفاسدين في بلدانهم ضد معارضيهم وفي الآن نفسه يستقبل أموالهم المهربة في بنوكه.
منذ انهيار الاتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكي شهد العالم الغربي ما يمكن أن نسميه بشيطنة الإسلام والمسلمين وازدادت حدة هذه الظاهرة منذ أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001. فكيف تفسر هذا الاستهداف؟
الطبقات الغربية الحاكمة تستخدم معاداة الإسلام كسلاح تكسر به التضامن الداخلي لدى الطبقات الكادحة
بالنسبة لاستهداف الإسلام والمسلمين من قبل الغرب أعتقد أنني امتلك تفسيرا لذلك بسيطا ولكنه صحيح من الناحية السوسيولوجية. إن الرأسمالية تعيش أزمة كبيرة وغايتها هو تجزئة الطبقات الشعبية. أعطى مثالا الرأسمالية الأمريكية التي نجحت في تكسير الطبقة العاملة. حيث كانت طبقة انتفاضات دائمة طيلة القرن التاسع عشر تقوم بالإضراب عن العمل وأشهر إضراب هو الذي حدث في غرة مايو/ أيار في سنة 1886 في شيكاغو حيث أصبح عيدا عالميا للشغل. لقد نجحت الرأسمالية في تكسير الإضراب بلعب ورقة العمال البيض ضد العمال السود. وأوهمت البيض بأن السود يزاحمونهم في العمل وفي معيشتهم وبأنهم أعداء لهم. يفعل الأوروبيون اليوم نفس الشيء مع المسلمين. فهم يوجهون الطبقات الشعبية نحو عدو وهمي اختلقوه لهم أي الإسلام. فالإرهاب رغم أذيته للبشر وشروره فهو من اختصاص الشرطة والأمن وليس مشكلة طائفية أو اجتماعية أو ثقافية. ولا يشكل خطرا فعليا على دول مثل بريطانيا أو فرنسا أو إسبانيا... فهو حالات فردية قليلة العدد تخص بضعة مجانين. وقد نجحت الرأسمالية في نشر صورة أسامة بن لادن كعدو للبشرية وكرجل يختزل في شخصه كافة المسلمين.
ففي فرنسا يوجد 4.5 مليون مسلم مهمش في المجتمع وتنتشر فيها البطالة بنسبة كبيرة حيث تصل إلى 12% بشكل عام و18% عند الجالية المسلمة. وما فعلته الرأسمالية هو توجيه أنظار الطبقة العاملة نحو المسلمين واعتبارهم العدو الحقيقي والرئيسي لهم. ووصل الأمر إلى منع الحجاب في المدارس ثم تتم اليوم مناقشة منع البرقع في الشارع ولماذا لا يناقشون مثلا منع وضع القبعة اليهودية على الرأس أو حمل الصليب. هذا شيء فظيع وهستيري ومعاداة الإسلام توظف اجتماعيا مثلما فعل هتلر ضد اليهود أيام النازية، أو ما فعل الرأسماليون الأمريكيون ضد العمال السود... واليوم الطبقات الغربية الحاكمة تستخدم معاداة الإسلام كسلاح تكسر به التضامن الداخلي لدى الطبقات الكادحة.
إن أحداث 11 سبتمبر هي عمل إجرامي مثل أي جرائم أخرى قد تحدث. وهي لا علاقة لها بما يدعيه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من أن فرنسا مهددة من قبل الإسلام. إن معاداة الإسلام هي نوع من العنصرية اليومية.
وفي فلسطين تم قصف وضرب المدارس والمستشفيات في غزة لمدة ثلاثة أسابيع ونصف. وهو ما صورته قناة الجزيرة وبثته للعالم أجمع وما قالته الأمم المتحدة. والاتحاد الأوروبي الذي وقع مع إسرائيل اتفاقية تبادل تجاري حر، حيث نجد أن الفصل الثاني من اتفاقية يونيو / حزيران 2000 يقول بأن احترام حقوق الإنسان من قبل الطرفين الموقعين هو ما يمنح صلاحية للاتفاقية. ولكن إسرائيل تخترق هذه الاتفاقية، فهي تعذب في سجونها الفلسطينيين وتقتل الأطفال والنساء والشيوخ منهم... والاتحاد الأوروبي لا يحرك ساكنا فكل ما فعله هو تجميد تصدير السلاح لمدة ثلاثة أسابيع لإسرائيل وهو موقف مرتزق وغير مفهوم ومرفوض.
كيف تفسر الموقف الأمريكي من الصراع في الشرق الأوسط؟
الولايات المتحدة الأمريكية وضعها مختلف. فهي تنتج 25% من الإنتاج الصناعي العالمي وهي أقوى بلد صناعي في العالم رغم أن عدد سكانها لا يتجاوز ثلاثمائة مليون نسمة. وهي تستهلك يوميا حوالي عشرين مليون برميل نفط تنتج منها فقط ثمانية ملايين وتستورد اثني عشر مليون الباقية وأغلبها يأتي من منطقة الشرق الأوسط. لذلك هي تحتاج إسرائيل كشرطي في المنطقة يحمي مصالحها النفطية ويمكنها الاعتماد عليه دائما على عكس بقية الحكومات الأخرى. إذ يمكن في أي دولة عربية أن يحدث تغيير في رأس الحكم ويظهر نظام يصعد الوضع هنا إسرائيل تتدخل وتهاجم. إذن السياسة الأمريكية عندها أسباب إستراتيجية لكن السياسة الأوروبية تجاه فلسطين اعتبرها سياسة جبانة.
من غير المفهوم أن يحصل الرئيس أبوما على جائزة نوبل للسلام فقط بعد أربعة أيام من قوله إنه يريد أن يرسل ثلاثين ألف جندي أمريكي إضافي إلى أفغانستان والأفظع أنه أعلن أن منطقة وزيرستان في باكستان هي منطقة قابلة للضرب والقصف الحر في أي وقت. وهو ما يعني قتل مئات من النساء والأطفال والفلاحين.
بعد احتلال العراق سنة 2003، هل تعتقد اليوم بوجود مخطط لمهاجمة إيران وضربها أو احتلالها؟
طبعا. إن الأمريكيين قد فهموا أن إسرائيل تلعب دورا محوريا لحماية مصالحهم واليهود رغم قلتهم على المستوى العددي إلا أنهم مؤثرين جدا في واشنطن . نعوم تشومسكي يقول "إن السياسة الخارجية الأمريكية تصنع في تل أبيب". وبما أن الإسرائيليين لا يريدون أن تكون إيران بلدا قويا ذو سيادة ويمتلك السلاح النووي، وأنا لا أرى مشكلا في أن تمتلك إيران السلاح النووي، رغم رفضي لهذا السلاح بشكل عام، بما أن دول كثيرة أخرى تمتلكه. فبأي حق تمنع إيران من امتلاك السلاح النووي ويسمح للآخرين وبمن فيهم إسرائيل امتلاكه.
ولكن هل تعتقد بأن إيران ستضرب عسكريا؟ ألا تجد أمريكا حرجا في ضربها مع وجود الشيعة المقربين لإيران في الحكم في بغداد؟
لا أعرف بالضبط، لكن عندك حق من أن أمريكا ستواجه رفض الشيعة الذين يحكمون في العراق وإمكانية إغلاق مضيق هرمز وهو ما سيؤدي إلى كارثة كبرى للأمريكيين. ورغم استبعادي لذلك، فإنهم بسبب تحكم الإسرائيليين فيهم فإن كل شيء ممكن الحدوث.
هل تعتبر أن صعود الصين على الساحة الدولية بشكل مدهش صناعيا واقتصاديا يمثل أملا للعالم الثالث في التصدي للهيمنة الغربية؟
وضع الرئيس الصيني الأسبق دينغ كسياو بنغ بلاده رهينة للرأسمالية وقضى على الامتيازات الاجتماعية للطبقات العاملة والفلاحين
كلا. إن وضعها هو الأسوأ. فهي تعيش تحالفا بين أسوأ الشيوعيين مع أسوأ الرأسماليين. فمن جهة هي تعد 1.4 مليار ساكن وهي دولة شمولية حيث يوجد نظام الحزب الواحد ودكتاتورية بوليسية. وبخاصة أن الشركات الاقتصادية فيها يديرها أبناء وبنات النومنكلاتورا (النخبة الحاكمة صاحبة الامتيازات). وفي الصين يوجد فقر مريع يعيشه مئات الملايين من العاملين والنازحين من الريف وحيث يعد فيها الإضراب عن العمل جريمة اقتصادية وكذلك تعاني الأقليات الإثنية فيها من الاضطهاد مثل المسلمين الإيغور والبوذيين التيبيت والمنغول من قبل القوات المسلحة. فهي بالتأكيد واحدة من أبشع الدكتاتوريات إلى جانب كوريا الشمالية. وفي نفس الوقت معك الحق حينما تقول إن نظام رأسمالية الدولة في الصين في حالة ازدهار كبيرة جدا بنسبة مئوية قوية تتجاوز العشرة في المائة سنويا. ولكنها في إفريقيا تقوم بالنهب الاستعماري، إن 11% من البترول الصيني يأتي من السودان. إضافة إلى أن الأوليغارشية المالية الصينية مثلها مثل نظيرتها الهندية هي مندمجة بشكل كامل في النظام الرأسمالي الغربي. فهي تقرض المال للأمريكيين وهؤلاء يستثمرون فيها... رغم أن الحضارة الصينية رائعة وثرية وغنية وهي عريقة.
ألا تعتقد أن الصين ستهيمن على العالم مستقبلا بما أنها في حالة نمو اقتصادي قوي جدا يتجاوز العشرة بالمائة سنويا في حين أن الاقتصاديات الغربية ومنها الأمريكية تعاني من ضعف في النمو أو حتى من الانكماش؟
في سنة 2008، تجاوز شراء الأسلحة لأول مرة ألف مليار دولار وسيطرت الولايات المتحدة الأمريكية على 41% من هذا المبلغ الهائل. بينما كان نصيب الصين 11%. والنمو الاقتصادي لا يعني شيئا كبيرا حينما يتعرض المجتمع إلى التفكك. والصين تتعرض إلى هذا التفكك حيث إن العمال يتم استغلالهم بشكل فضيع... في المناطق الصناعية في الجنوب. ولا اعتقد أنه سيحدث فيها نفس الشيء مثلما حدث في الاتحاد السوفيتي... لقد وضع الرئيس الصيني الأسبق دينغ كسياو بنغ بلاده رهينة للرأسمالية وقضى على الامتيازات الاجتماعية للطبقات العاملة والفلاحين.
_______________
باحث تونسي
المصدر: مركز الجزيرة للدراسا

شيوخ منافقون : سلمان العودة


شيوخ منافقون : سلمان العودة
عندما كان يدعو للجهاد في العراق أراد ابنه الذهاب بناء على فتاويه الملهبة للمشاعر فإذا به يمنعه من ذلك إلى حد استنجاده بالشرطة لمنعه

بقلم أستاذ الفقه الإسلامي الناصر خشيني 

سلمان بن فهد بن عبد الله العودة، ولد في شهر جمادى الأولى عام 1376هـ.في بلدة البصر إحدى ضواحي مدينة بريدة في منطقة القصيم يرجع نسبه إلى بني خالد، حاصل على ماجستير في السُّنة في موضوع "الغربة وأحكامها"، ودكتوراه في السُّنة في شرح بلوغ المرام /كتاب الطهارة) ، كان من أبرز ما كان يطلق عليهم مشائخ الصحوة في الثمانينات والتسعينات.
سلمان العودة متقبل دائما ويفتي بفتاوي متناقضة والضحية هم شباب المسلمين المخدوعين
تخرج من كلية الشريعة وأصول الدين بالقصيم، ثم عاد مدرساً في المعهد العلمي في بريدة لفترة من الزمن، ثم معيداً إلى الكلية ثم محاضراَ، وعمل أستاذاً في كلية الشريعة وأصول الدين بالقصيم لبضع سنوات، قبل أن يُعفى من مهامه التدريسية في جامعة الإمام محمد بن سعود وذلك في 15/4/1414هـ وذلك بعد أن تم إيقافه عن العمل الجامعي بعد أن صرح أكثر مرة من خلال محاضراته سواء بالجامعة أو خارج الجامعة بأمور سياسية بحته تم إيقافه على أثرها وحبسه فترة من الزمن بأحد السجون السياسية بمدينة الرياض قبل أن يتم الإفراج عنه والسماح له بإقامة المحاضرات الدعوية الهادفة والمليئة بالوسطية والبعيدة عن التطرف والغلو بالدين. وهنا مربط الفرس حيث بمجرد خروجه من السجن أصبح إنسانا آخر مختلفا تماما عما كان سابقا إذ يرصد كل الملاحظين انقلابا بمائة و ثمانين درجة فأصبح ناعما جدا ووصل به الأمر إلى حد أنه خالف في برنامجه "حجر الزاوية" على MBC، رأي وتوقعات الكثير من الإسلاميين بسقوط الولايات المتحدة في المستقبل القريب، معتبرا أن اعتمادها على مؤسسات قائمة على العدل كفيل ببقائها.
وكان الشيخ سلمان العودة من أكثر أعداء قناة الأم بي سي السعودية فهو يهاجمها ويفند برامجها ويدعو لمقاطعتها ومحاربتها... وفجأة وبدون سابق إنذار أصبح موظفا دائما في برامجها وأطلق عليه سكان الجزيرة العربية لقب "سلمان العودة مفتي الأم بي سي".
انظر في هذا الفيديو كيف كان سلمان العودة يحارب الأم بي سي التي أصبح موظفا دائما فيها اليوم.
فسبحان مغير الأحوال من حال إلى حال.

تفاسير جديدة للإسلام تخضع للأهواء

وأكد الشيخ في تفسيره للآية الكريمة {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ} أن الفتوح الإسلامية في الماضي ليست راجعة إلى قوة المسلمين وروحانيتهم وشجاعتهم وصدقهم مع الله فحسب، وإنما أيضا بسبب هشاشة أعدائهم، فالروم والفرس أسرفوا في الملذات ولم يقيموا العدل لذلك كانت إمبراطورياتهما مهيأة للسقوط.

وقد أحصيت له عشرات الكتب والأبحاث والاسطوانات والأشرطة والمقابلات التلفزيونية في الفترة الأولى التي كان قد خصصها للجهاد ودفع بآلاف من الشباب العربي و المسلم إلى إلغاء تام لعقولهم و الذهاب إلى أفغانستان للجهاد ضد الروس و بعد انتهاء المهمة انقلبت عليهم الولايات المتحدة التي كانت تشجع على ذلك الجهاد ولكن لما وقفوا ضدها أصبح ذلك إرهابا وهنا لا بد من ذكر طرفة لتناقض الشيخ العودة. فعندما كان يدعو للجهاد في العراق أراد ابنه الذهاب بناء على فتاويه الملهبة للمشاعر فإذا به يمنعه من ذلك إلى حد استنجاده بالشرطة لمنعه من ذلك فالجهاد وقوده الشباب العربي و المسلم من غير آل العودة. يرسلون أبناؤهم إلى المدارس ويزوجونهم ويحافظون على أرواحهم وأموالهم وفي الآن نفسه يدعون شباب المسلمين إلى الجهاد والانتحار ودفع أموالهم في سبيل الجهاد.
سلمان العودة كان يهاجم الأم بي سي ثم أصبح فجأة موظفا فيها برتبة مفتي

وكان سلمان العودة يدعو إلى الجهاد في الجزائر ويطلب من شبابها المسلم أن يقتل رجال الدرك الوطني وجنود الجيش الوطني الشعبي الجزائري لأن الدولة حسب رأيه كافرة ومارقة عن الدين... لكنه حنما تعلق الأمر بالعراق/ أعلن عن بطلان الجهاد وعدم ضرورته وطلب من الشباب المسلم أن لا يذهب إلى العراق وأن لا يقاتل لأن ذلك حرام. وهو ما نجح الصحافي احمد منصور في قناة الجزيرة من أخذه من مه علانية وبصريح العبارة.
انظر الفيديو واستمع لسلمان العودة

سلمان العودة من أنت؟ مع الأم بي سي أم ضدها؟ مع الجهاد أم ضده؟ هل أنت مفتي السلطان أم مفتي الشعب... القارئ حينما يسمع كلامك عبر الفيديو سيحكم...


الطلب بتعميم مذكرة توقيف بحق لبناني يشتبه بتجسسه لحساب الكيان الاسرائيلي


قال مصدر قضائي الخميس ان النائب العام التمييزي اللبناني سعيد ميرزا طلب من الانتربول تعميم مذكرة توقيف بحق لبناني يشتبه بانه تعامل مع جهاز الموساد الاسرائيلي.
   
وصرح المصدر في تصريح ان "النائب العام التمييزي اللبناني سعيد ميرزا تسلم مذكرة توقيف غيابية من قاضي التحقيق العسكري وارسلها لمكتب الانتربول في بيروت لتعميمها على مكاتب الانتربول بحق غسان الجد".

وذكرت الصحف اللبنانية ان الجد "عميد متقاعد في الجيش اللبناني ظهر اسمه اول مرة في خطاب الامين العام لحزب الله حسن نصر الله في اب/اغسطس".
   
ولبنان في حالة حرب مع الكيان الاسرائيلي. ويواجه المتعاملون مع هذا الكيان عقوبة السجن المؤبد مع الاشغال الشاقة. واذا رأى القاضي ان هذا التعاون تسبب بالقتل, فبامكانه ان يطلب انزال عقوبة الاعدام.
   
وتنفذ السلطات اللبنانية منذ نيسان/ابريل 2009 حملة واسعة ضد شبكات تجسس اسرائيلية تم خلالها توقيف اكثر من مئة شخص بينهم ضباط وعناصر من الشرطة والجيش كانوا مزودين باجهزة تكنولوجية متقدمة. وصدرت احكام بالاعدام بحق خمسة متهمين.
 

كاريكاتور العدد: السيجارة مفطرة

بعد اجتماع شيوخ الوهابية الكبار في ملتقى علمي دولي صدرت الفتوى التالية:
السيجارة مفطرة في شهر رمضان
الله ينصر دينك... يا شيخ ... الله ينصر دينك...


كاريكاتور الرسام الجزائري أيوب نقلا عن صحيفة الخبر الجزائرية

سرقة خمور فاخرة جدا من قصر قائد الجيش السعودي خالد بن سلطان بن عبد العزيز


والصحيفة الفرنسية تسخر من النفاق الديني السعودي ومن تدين آل سعود الكاذب!
خاص بـ \ صحيفة صدى نجد والحجاز :
وهذه بعض العناوين الساخرة  كما جاءت في الصحيفة الفرنسية :
الأمير السعودي - المحب للنبيذ - يتعرض لعملية سطو
ـ سموه الملكي خالد بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود تعرض للسرقة من قبل لصوص بارعين.
ـ سرداب قصره في باريس مليء بما قد يجعل الأمير - سليل الرسول - مسلماً سيئاً.
ـ تقدم الأمير بشكوى إلى مركز الشرطة بالدائرة السابعة.
ـ قد تخفف هذه السرقة وقتياً - على الأقل- من آثام هذا المحب للنبيذ.
ذكرت إحدى الصحف الفرنسية أن قصر الأمير السعودي خالد بن سلطان آل سعود الشهير بـ سلطعون الصحراء, والواقع في باريس الدائرة السابعة, قد تمت سرقته, والمُفاجئة أن من ضمن المسروقات مجموعة خاصة من الخمور المُعتقة والتي يحتفظ بها سموه في مخزنه الخاص.
حيث جاء في نص الخبر في الصحيفة الفرنسية :
أمير سعودي، ووريث الأسرة المالكة ونائب وزير الدفاع في بلده، هذه مجموعة وظائف والتزامات يفترض أن تشغل صاحبها، وتترك القليل من الوقت لصاحب السمو الملكي خالد بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود للاستمتاع بقصره الباريسي المتواضع الواقع بالدائرة السابعة، والذي اقتحموه لصوص، في غيابه.
فأثناء إقامته الأخيرة بعاصمة الأنوار، على غرار آلاف المسافرين، اللذين يعودون إلى إقامتهم الثانوية، تفطن سموه بما لا يدع مجالاً للشك، إلى أنه تعرض للسرقة من قبل لصوص، بارعين.
ذلك أن السرداب وحده، المليء بما قد يجعل الأمير - الذي يعتبر يفترض أنه سليل الصحابة - مُسلماً فاسداً، هو الذي تعرض للسطو، وخاصة ما يوجد فيه من خمور رفيعة يصل ثمن القنينة الواحدة إلى 4500 يورو.
وقد تقدم الأمير، الذي يلاحقه في صالونات الفنادق كل ما يعده عالم الطيران من وسطاء في الأسلحة، بشكوى إلى مركز الشرطة بالدائرة السابعة يوم 3 يونيو الماضي.
وقد تخفف هذه السرقة وقتياً - على الأقل من آثام هذا المُحب للنبيذ.
وجاء في قائمة تلك الخمور المُعتقة المسروقة في اللائحة التالية :
- زجاجتانLafite Rotschild 1979 - سعر الواحدة 230 يورو الواحدة
- زجاجات Fleur-Petrus 1978 - سعر الواحدة 910 يورو
- عدد من Haut-Brion 1990 - 400 يورو
- زجاجات Latour 1985 - 500 يورو... وLe Pin 1989 - سعر القنينة 4500 يورو
ويبدو أن سمو السلطعون لا يطفح إلا الخمور المُعتقة القديمة, التي تعدل كيفه وتمخمخ طاسة سموه!!
الجدير بالذكر أن خالد بن سلطان أحد المتورطين في تلقي رشا في صفقة اليمامة المشهورة.
والظريف أن لص اليمامة هذا الشهير بسلطعون الصحراء هو من قام بإبلاغ الشرطة الفرنسية عن السرقة, وهذا يدل على دلاخة وبخل سموه, حيث لم يستر على نفسه, بل أصر أن يفضح نفسه بنفسه من أجل قارورات خمر مُعتقة, يجلد من أجلها المواطن السعودي العادي ويُعزر في داخل المزرعة السعودية!
رابط الخبر من إحدى الصحف الفرنسية :

رياض الصيداوي في حوار فكري شامل مع د. عصمت سيف الدولة

رياض الصيداوي في حوار فكري شامل مع  د. عصمت سيف الدولة


* الصيغة الناصرية في المنهج والنظرية والأسلوب ليست مهمة فرد


* اجتهاداتي الفكرية لم تكن أبداً "نظرية"


* لا يمكن للدولة أن تكون إقليمية وديمقراطية في نفس الوقت.


* ميشال عفلق صالح ما بين القومية والإسلام


* عندما تطاول بعض الأصوليين على العروبة مارست هواية الكتابة


* دعوت رموز الإسلاميين إلى التصحيح أو المناظرة.



في الساعة الحادية عشرة صباحاً كنت أبحث عن شاليه الدكتور عصمت سيف الدولة في قرية "البلاح" الساحلية الجميلة الهادئة والملتحمة بالبحر، حتى وجدته. وكان في استقبالنا أنا ومرافقي الصحفي المصري، وعلى عكس ما عرف عنه من حدية، فقد كان بشوشاً هادئاً .. ومنذ اللحظات الأولى، وقبل أن ننهي شرب قهوتنا الأولى، دخلنا في حوار متشعب طويل، هو مزيج من الجدل والنقاش والاختلاف حيناً والاتفاق أحياناً..
قبل أن نسجل أو نكتب شيئاً، انطلق الدكتور في حديث طويل عن ذكرياته مع معمر القذافي ومع ليبيا في بداية الثورة، وعن ذكرياته مع وزير الداخلية المصري السابق، المرحوم شعراوي جمعة، وعن علاقاته بالعراق والعراقيين وبحزب البعث والخصومة بين سوريا والعراق..


كان حديثاً طويلاً متشعباً، غلبت عليه نزعة الماضي وأحداث أصبحت في عداد التاريخ.. حتى وصلنا موضوع الحوار، وقدمت مجموعة من الأسئلة بلغت حوالي الثمانية عشر سؤالاً، تخص أغلبها المسألة الناصرية. ولقد رفض الدكتور الإجابة على حوالي خمسة عشر سؤال منها، وشرح أسباب رفضه في مقدمة الحديث الذي أدلى به، وحتى تتضح المسألة أكثر، وتبرز كل جوانب هذا الحوار ـ الجدل ـ كان لا بد أن نقدم بعض نماذج من هذه الأسئلة التي لم يجب عنها، وقبل ذلك لا بد من التنويه بكرم الدكتور وحسن استقباله وضيافته.. وهذه بعض الأسئلة:


* تعتبر أن منهج جمال عبد الناصر هو منهج التجربة ـ الخطأ ـ فالتصحيح، ولم يكن له منهجاً علمياً، في حين أن الأسلوب الذي اتخذه عبد الناصر كان علمياً، وأهم سماته: إنشاء المؤسسات ومراكز الأبحاث والاستعانة بأهم الخبراء والأدمغة، واستخدامه التخطيط.. ولقد أنجزت أطروحات في هذا المجال بينت كيف كان عبد الناصر يتخذ القرار السياسي، إضافة إلى أن مسألة الخطأ هي ظاهرة إنسانية وليست منهجاً مختاراً. ولقد اكتشفت منهج جدل الإنسان سنة 1965، ورغم ذلك لم ينتبه له عبد الناصر، فلو اطلع عليه مثلاً هل كان يمكن أن يتفادى هزيمة 1967؟


* الأحزاب الناصرية في الوطن العربي لم تأخذ بنظرية الثورة العربية، رغم قولك أن منَ لم يتبعها منطلقاً وأسلوباً وغاية، ليس بالناصري، حتى لو جاءني بورقة موقعة من عبد الناصر نفسه؟ 


* الشباب القومي آخرون.عليه كثرة النظريات والمناهج، فالدكتور عصمت سيف الدولة يطرح "نظرية الثورة العربية" والدكتور نديم البيطار يطرح "النظرية الوحدوية العلمية الجامعة" والدكتور عبد الله الريماوي يطرح "الحركية الحياتية.." وكتاب ومفكرون آخرون .. فأين الصحيح في كل هذه الاختزالات الشخصية؟


* "النظرية" تأتي كتطور طبيعي للفكر، بينما نظرية الثورة العربية جاءت بطلب من قيادات سياسية عربية، أفلا ترى نوعاً من رد الفعل أكثر من الفعل المباشر؟


وهذه إجابات الدكتور:


أشكر الأخ رياض الصيداوي على زيارته واهتمامه بأن ينقل عني إجابات على 18 سؤالاً. وأريد أن أعتذر عن عدم الإجابة على كثير منها لأسباب مختلفة.
فمثلاً السؤال الأول عن المنهج، لا يصلح حديث عابر للإجابة عليه، إضافة إلى أن الإجابة الوافية مطروحة في كتبي، وبشكل خاص، في الصيغة النهائية للمنهج كما جاء في كتاب "نظرية الثورة العربية".
وكمثل ثان الأسئلة المتصلة بوقائع تاريخية خاصة مثل: السؤال الخاص بكيف جاءت فكرة النظرية، ومع من دار الحوار، حيث لا أعتقد أن هذا له أهمية. بالإضافة إلى أني تعرضت إليه في آخر ما كتبت "حديث عن الناصريين وإليهم". وأخيراً وأهم الأسئلة التي اعتذر عن الإجابة عليها هو ما يتعلق بالناصرية والناصريين.

المؤلف مع الفكر الكبير الراحل الدكتور عصمت سيف الدولة في قرية البلاح المصرية في شعر أغسطس 1991

وأرجو أن يؤجل الشباب العربي الناصري محاولة الإجابة على هذه الأسئلة إجابة نهائية إلى أن يتوحدوا فيتحولوا من ناصريين إلى قوة ناصرية منظمة تجيب على كل الأسئلة الخاصة بالتراث الفكري، والاجتهادات الفكرية اجتهادات العلاقة مع الناصريين، عندئذ ستكون إجابة القوى الناصرية الموحدة هي الجواب الصحيح الملزم للناصريين المميز لهم عن القوى الأخرى أو الأفراد الآخرين حتى لو ادعوا أنهم ناصريون. ذلك لأنني لاحظت من خبرتي واتصالاتي الواسعة بالشباب الناصري، أن التركيز على المضامين أو الصيغ الفكرية للناصريين بقصد الوصول إلى تحديد لها، كان من أسباب الخلاف بينهم وما يزال، ولا يوجد ناصري شاب ممن قابلتهم، وهم كثيرون، لم يسمع قولي بأن الصيغة الناصرية في المنهج والنظرية والأسلوب ليست مهمة فرد ولا مجموعة أفراد، ولكنها مهمة التنظيم الناصري الموحد، لهذا فإن إجاباتي على هذه الأسئلة قد تعمق خلافات موجودة. وأعتقد أن لا أحد من المفكرين ولا أحد من الناصريين قادر على ذلك. ومع أن أحداً لم يسأل الفلاحين والعمال والفقراء والمقهورين عن ما هي الناصرية فكراً، فإن الناصرية التي ينتمي إليها هؤلاء الذين أسميهم جماهير عبد ا! لناصر هي الناصرية الحقيقية ولا ينقصهم إلا مؤسسة تجمع كل أولئك الذين عرفوا عبد الناصر وآمنوا بالناصرية وما يزالون يتطلعون إليها نتيجة مكاسب عينية، وليس نتيجة حوارات فكرية، أقول جميعهم في مؤسسة منظمة يعبرون فيها عن إجاباتهم عن السؤال ما هي الناصرية؟ ليتولى المثقفون في الحزب صياغتها، إذن هي الناصرية في الواقع وليست في أذهان المثقفين. ولعل الناصريين يركزون على الوحدة التنظيمية ولو من أجل اكتشاف الناصرية في أذهان جماهير عبد الناصر. وأنا واثق تماماً أنه عندما يحدث هذا سأكون أول من يتبنى نظرية الناصريين، ومنهجها أيضاً وأسلوبها وغايتها، والاعتراف بأنها هي فعلاً الناصرية، وبصرف النظر عما اجتهدت في أن أصوغه في كتب وكتابات قبل ذلك، وذلك لأنه الواقع بالنسبة لاجتهاداتي الفكرية أيضاً لم تكن أبداً نظرية بل كانت محاولة لصياغة ما أعتقد أنه آلام وآمال الشعب العربي وكذلك يجب على كل من يزعم أنه قومي أن يتلقى من الشعب العربي، لا من الدول ولا من مفكريها ولا من جامعاتها ولا حتى من مثقفيها الذين يحاولون صياغة أفكارهم بعيداً عن الناس ومعاناتهم الحقيقية، وإذا كان لا بد من مزيد التحديد، ولأدلل على أن! الاجتهادات الفكرية من الناصريين كثيراً ما تكون هروباً من متاعب إكمال حوار عبد الناصر.


وإنني لم أكف أبداً عن اقتراح أن يبدأ الناصريون وحدتهم التنظيمية على أساس وثيقة جيدة الصياغة عميقة المضمون متقدمة فكرياً، وضعها عبد الناصر شخصياً، وأعني الميثاق، وأن يكمل التنظيم من خلال الممارسة ما قد يكون في الميثاق من قصور.
والميثاق لم يغط مرحلتين تاريخيتين خطرتين لم يتوقعهما، أولهما: مرحلة هزيمة 1967 وثانيهما مرحلة الردة الساداتية. وما زلت أتمنى التوحد الناصري بدءاً من الميثاق، وتولي التنظيم بنفسه ما كان عبد الناصر قد وعد بتغييبه حسبما جاء في الميثاق للتطبيق.
وقد يكون من الإنصاف، وليس من التباهي أن أقول أنه عندما اتفق أقطاب الناصريين معي بعد وفاة عبد الناصر أن أصيغ مشروعاً وأن أضع ثلاثة خطوط تحت مشروع وثيقة فكرية للبدء في تأسيس الحركة العربية الواحدة في أوائل سنة 1971. وكان الميثاق خاصة في أبوابه الفكرية الأولى هو النواة التي استنبت لها جذوراً سميتها المنهج، وأصولاً سميتها المنطلقات وفروعاً سميتها الأسلوب وثماراً أسميتها الغايات.


ويستطيع آخرون على سبيل القطع أن ينموا الميثاق ويستنبتوا منه غير ما استنبت. ولا تثريب ولا خطأ في هذا ما دام الميثاق قد أدى وظيفته التي كان يريدها ناصر، وهي أن تتوحد عليه القوى الناصرية.

أما الأسئلة التي من الممكن أن أجيب عليها فهي:

* هل يحتاج القوميون إلى نظرية في المعرفة لتوحيد الوطن العربي؟


** نظرية المعرفة أو المنهج لازمة لوحدة المعرفة بمعنى أنه عندما تكون ثمة نظرية أياً كان موضوعها يعتنقها آخرون، سيواجهون دائماً بسؤال: كيف عرفتم أن هذه النظرية صحيحة، عندئذ يصبح المنهج لازماً للإجابة على هذا السؤال. وهذا ينطبق على كل النظريات وكل الأفكار، والبديل عنه نظرية المعرفة. وهو يأخذ عدة أشكال مثل: التجربة، الخطأ، البراغماتية، الحدسية .. ولكن منهج المعرفة أكثر إحكاماً من التوحيد النظري، ولا ننسى أيضاً أن له مخاطره، فقد يتوحد الناس على نظريات محكمة قائمة على منهج محكم الصياغة ثم يضعون الحياة طولاً وعرضاً تطبيقاً لنظريتهم وإذا بهم يكتشفون في فترة النهاية حقيقة أن كل شيء انهار، ثم يتساءلون هل الخطأ منهم أم الخطأ من النظرية أم الخطأ من المنهج؟


والجواب أن الملتزمين بنظرية يطبقونها لا ينسب إليهم خطأ، فيكون الخطأ في النظرية، فإن كانت نظرية قائمة على خطأ منهجي فلا بد أن يكون الخطأ في المنهج والمثل التاريخي الصارخ على هذا هو ما حدث للماركسية في أوروبا الشرقية، فالنظرية الماركسية نظرية محكمة وقد طبقوها 70 عاماً ثم اكتشفوا أنها فشلت في التطبيق في موضوع الديمقراطية، وموضوع القومية، فانهار البناء كله، ومرد ذلك إلى أن منهج المعرفة الماركسي الذي هو المادية الجدلية لا يعترف للإنسان بأنه قائد التطور في نطاق تأثيره وتأثره بالواقع المادي، فلم تلتفت النظرية ولا التطبيق لدور ما هو إنساني في التطور إلى الاشتراكية فتجاهلوا حرية الإنسان، وما يتبعها من ديمقراطية، وأنكروا واستنكروا الانتماء الإنساني إلى مجموعة من البشر التي هي القومية، إلى أن تبينوا أن البناء الاشتراكي والصناعي والثقافي والأدبي غير مكتمل الأسس ينقصه الإنسان، ولما جاءت أول فرصة ليواجه الإنسان المنهج الذي تجاهل وجوده، انهار المعسكر الاشتراكي، وطبيعي أنه كان يمكن ألا ينهار لو أن هناك قوى معادية أصلاً للاشتراكية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الغربية لتقطع على ا! لدول الاشتراكية الطريق إلى مسألة تصحيح المنهج ثم النظرية ثم النظام وتصل إلى منهج جدل إنساني، نظرية قومية في إطار التوحيد ونظرية اشتراكية. وهذه أحد مخاطر المنهج أردنا أن ننبه إليها حتى لا نتصور أنه مجرد فهم تصوغه عقول فوق المكاتب. لكن حتى هذا المنهج، وهو تأصيل النظرية، يمكن استخلاصه حتى لو لم يكن مصاغاً من النظرية الناتجة عن مجرد التجربة والخطأ والتصحيح، ومن هنا استطعت بدون تردد أن أجد العلاقة بين منهج جدل الإنسان وكل ما هو إيجابي في الممارسة الناصرية خطأ وتصحيحاً.
كل هذا لا علاقة مباشرة له بوحدة الوطن العربي، وحدة الوطن العربي غاية، الغاية طبقاً لمنهج جدل الإنسان لا تأتي تلقائياً، بل يحققها البشر. فالمنهج وضع لنا التنظيم القومي أسلوباً وحيداً لتحقيق الوحدة العربية، وعندما توصلنا في فترة من الفترات إلى نوع من الوحدة الجزئية نتيجة التجربة والخطأ بدا كما لو كانت أن الوحدة قد تحققت بدون منهج. ولكن توقف الوحدة عند القطرين مصر وسوريا، وعدم قبول وحدة العراق ثم ما بعدها من أقطار، بما قيل حينئذ أن التوحيد المتسرع مع العراق خطأ، قد أثبت أن المنهج الإنساني الذي يعترف بالقومية كانتماء فيحدد الوحدة كهدف لا يقبل التصالح مع الإقليمية المعادية للقومية.
وهكذا نرى أن منهج المعرفة أيضاً ضروري بالرغم من وحدة النظرية في تحديد الأسلوب الأمثل لتحقيق الغايات.

* في مسألة الأسلوب، رصدنا ظهور أحزاب ناصرية في الوطن العربي، ساهمت سياسياً في العمل والتفاعل مع التعددية وهامش الديمقراطية المتاح في أوطانها، فكيف تقيم هذه الأحزاب ومشاركاتها؟


** مع إصراري على عدم التعرض الآن على الأقل للسمات الناصرية للأفكار والحركات، لا يمكن أن أتجاهل الإشارة إلى التناقض الذي تضمنه السؤال.
فتعدد الأحزاب الناصرية في الوطن العربي يعني في نظري أنه إما أن يكون من بينها حزب ناصري قومي واحد، أو ألا تكون كلها ناصرية، لأن التعدد ينفي الوحدة على المستوى النظري بصرف النظر عن المستوى المنهجي والأحزاب المتعددة في الوطن العربي حتى ولو كانت وحدوية لا يمكن أن تكون قومية. القومية لا تقسم الأمة إلى وحدات اجتماعية مستقلة بعضها عن بعض، تمثلها قوى مستقلة بعضها عن بعض. وعندما يكون هذا التعدد والاستقلال تابعاً للتقسيم الإقليمي للوطن العربي، فإنها لا تكون غير قومية فقط، بل تكون إقليمية، أن يجسد كل حزب فيها إقليما يمثل شعبه ويطمح إلى حكمه وإن نجح يتحول هو ذاته إلى دولة إقليمية كما حدث لحزب البعث في سوريا والعراق واليمن الجنوبي وفي أي مكان. وستكون وظيفة أي حزب في هذا الوقت أو من ضمن وظائفه، الوظائف التي قام بها "البعث" العراقي والسوري، والتي انتهت إلى عداء إقليمي لا يقيم وزناً لانتماء الشعب في القطرين وإنما يتنازعون على الحكم فيه.
وطبيعي أن ليس هناك في الوطن العربي الآن حزب ناصري قومي يستطيع وحده، وليس أحد غيره، أن ينكر ادعاء أي حزب آخر أنه ناصري. ولكن عندما يقوم هذا الحزب يستطيع أن يجرد 99.99% من الأحزاب التي تقول أنها ناصرية من هذا الادعاء، إذ يكون هو مرجع الاعتراف بمن هو الناصري وغير الناصري.


أما عما جاء في السؤال حول مشاركتهم في لعبة الديمقراطية فلا أستطيع أن أحكم على سلوك كل واحد منهم لأني غير محيط بنشاط هذه الأحزاب. ولكني أقول قد ينطبق عليهم تعميم تقييمي وهو أن ما يجري في الوطن العربي الآن ليس لعبة ديمقراطية وإنما هو لعب بالديمقراطية. فالقومي المنتمي أصلاً إلى الجماهير، وليس إلى الدول، المتسلح بالنظرية القومية، ومنهج جدل الإنسان لا يمكن أن يتجاهل الجدل الاجتماعي الذي هو وحدة قانون التطور، والذي يسمونه الديمقراطية.
فالديمقراطية لازمة كضرورة قومية لتطور الأمة العربية من التجزئة إلى الوحدة، ومن الاستعمار إلى التحرر، ومن فوضى الاقتصاد الذي يسمونه رأسمالية إلى الاشتراكية. ولكن لا نفهم الديمقراطية في الوطن العربي في محاولة تسخير الناس في تبرير اغتصاب الأرض العربية والاحتلال، ولو أخذت صيغة ما يقبله الفلسطينيون نقبله نحن، ولو أخذت صيغ أممية أخرى، إذن تنحصر قضية الديمقراطية قومياً كالآتي:


أولاً: لا ديمقراطية بالنسبة للإنسان العربي دون أن تقود خطاه إلى عمل قومي، والتي نسميها دائماً التنظيم القومي، إن أهمية الديمقراطية طبقاً لمنهج المعرفة القومي جدل الإنسان وتطبيقه. أعني الجدل الاجتماعي تحتم، أقول تحتم، لأن لا بديل عما سأقول أن ينشأ التنظيم القومي ديمقراطيا. تنشئه القاعدة الجماهيرية وتنظمه داخلياً وتختار قيادته وتفصلها وأن يبقى دائماً ديمقراطياً في الداخل وأن يكون دوره بالنسبة للشعب العربي في كل قطر، الدفاع عن حرية الشعب العربي وديمقراطيته في مواجهة الدولة الإقليمية المستبدة. ولا أقول استبداد الدولة الإقليمية إن كل دولة إقليمية من حيث هي سجن كبير أو صغير لجزء من الأمة العربية تفصله عن بقية الشعب وتمارس عليه التحكم مرجعها بمرجع استبدادي ويصبح من العبث توقع أن تكون دولة إقليمية وديمقراطية في نفس الوقت.

* تواجد التنظيمات القطرية – القومية ألا يدفع في هذه المرحلة بالعمل القومي إيجاباً؟


** هذا السؤال يواجهه كل الشباب القومي في الوطن العربي، كيف يكونوا منتظمين في قطر ومطهرين من الإقليمية وغير متناقضين.
وأنا أعرف على مدى 30 سنة الماضية مجموعات شباب في بعض الأقطار نشأت متطلعة إلى أن تلتحق بالتنظيم القومي، حتى طال الوقت ولم تجد التنظيم، فمارست العمل السياسي قطرياً فتحولت إلى مجموعات قطرية ولا أقول إقليمية، والإجابة على هذا السؤال تطول وإن كانت رؤية فردية أياً كانت الدراسات التي وراءها. أريد أن أقول باختصار أن ما توصلت إليه حلاً يتلخص في التنظيم القومي الديمقراطي الذي ينشأ من القاعدة لا بد أن يمر بمرحلتين تاريخيتين.


المرحلة الأولى تتم بالتجهيز والإعداد لتأسيسه. وفي هذه المرحلة لا يملك الشباب العربي في كل قطر إلا أن يعدّوا أنفسهم فكرياً، نضالياً، تنظيمياً في حدود القطر الذي هم فيه ولهذا شروط تبقى على سماتهم القومية ولا تخرج بهم إلى المصير الإقليمي وهي:
أن لا يكون التنظيم مغلقاً دون أي عربي يقيم في كل قطر. فكل تنظيم مهما قيل أنه قومي، تقوم عضويته على تصور إقليمي، إذا كانت عضويته غير مباحة للعرب الذي يتواجدون في قطره بصرف النظر أنه مشروع قومي ينمو ليصبح قومياً.
أما المستوى الفكري فهو ألا يقبل الاهتزاز أو الشك أو التردد في الموقف القومي من مشكلات الحياة في القطر، مهمة الحزب القطري أنه يدرب نفسه على كراهية وعداء كل ما هو إقليمي.. فمهمته الكبرى هي تسهيل عملية الوحدة عندما يأتي أوانها، وعليهم إذابته. أما الشرط الثالث الخاص بالتنظيم فهو أن يكون على علاقة منظمة بالقوى القومية التي تنشط في نطاق المرحلة التاريخية الأولى، مرحلة الإعداد حتى تنطبق هذه المرحلة في أكثر من قطر معاً، إنما بمثابة الإعداد تحت الالتزام وخاتم مرحلتها هو اللقاء في مؤتمر تأسيسي للتنظيم القومي تمثل فيه القوى التي مرت بهذه المرحلة، ولكن ليس بالضرورة أن يكونوا ممثلين من جميع الأقطار، لأن التمثيل القطري هو تمثيل إقليمي، فلا يقبل المؤتمر التأسيسي صياغة نهائية للفكر القومي على ضوء كل ما طرح وكل ما هو مطروح. ثم أهم من هذا أن يبدع ويبتكر الأطر الداخلية للتنظيم التي تحقق ثلاثة أمور:


ـ الأول: أن تبقي قواعد التنظيم القومي فوق قيادة التنظيم، ولهذا من الممكن أن تكون القيادة محدودة في فترة زمنية وهذه هي الديمقراطية الداخلية.


ـ الثانية: الرجوع إلى القواعد في تطبيق الأفكار والتزامهم باستراتيجية لقيادة التنظيم، مع ترك النشاط التكتيكي في الأقطار لكل قطر.


ـ الثالث: وهذا قد يبدو شكلياً ولكن منتهى الضرورة أن يطبق هذا داخل الأقطار نفسها، يمكن أن يقوم فرع للتنظيم في كل محافظة في كل قطر. ولكن لا يجوز أن يكون حزباً موحداً في كل قطر، فمثلاً فرع الحزب في سوريا يشمل اللاذقية ولبنان، فرع آخر يشمل الصحراء الغربية وبنغازي حتى لا نترك لأي فرع فرصة التمرد عليه للاستيلاء على السلطة في قطر إقليميا من قبل.
إذا استطاع الشباب القومي أن يتحمل الصعوبات والمعاناة وقوة إلزام أنفسهم لكل هذا، فسيكون لدينا تنظيم قومي. أما إذا لم يستطيعوا فإن الشعب العربي لا يكون مؤهلاً موضوعياً لموضوع الوحدة فينتظم في قطره، فتفقده الحركة القومية كما فقدت الكثير من الشباب القومي.

* هناك صراع فكري جذري بين التيار الأصولي الديني من جهة والتيار القومي العربي من جهة أخرى، وأكثر النقاط في هذا الصراع هي مسألة العروبة والإسلام، ولقد كان لك في هذا الموضوع كتاب حمل عنوان "عن العروبة والإسلام" فكيف تقارب أبعاد هذا الصراع؟


** هناك صراع فكري، وفي بعض الأوقات نشيط بين التيار القومي والتيار الإسلامي في الوطن العربي، أسبابه الفكرية أن التيار الإسلامي وريث لمن يسمون الأصوليين، وهي مرحلة لم تنته في القرن الماضي.


فمنذ الرسالة إلى سقوط وحدة الدولة العثمانية، كانت الأصولية على المستوى السياسي تمثل وحدة الأمة العربية لا في الدين فقط، وإنما في الدولة، والغاية السياسية للتيار الإسلامي هي وحدة الأمة الإسلامية التي تشمل كل الدول الإسلامية. ثم نشأ الفكر القومي، متأثراً بالطغيان التركي. واستئثار حركة الاتحاد والترقي بالدولة العثمانية التي كانت مشتركة بين شعوب كثيرة.. لقد حولتها الحركة إلى دولة الأتراك. وبدأت في ممارسة القهر الاستعماري. فكان رد الفعل نشوء حركة قومية عربية.


.. إن العلاقة بين القومية والإسلام من التيار الإسلامي في التدليل على التناقض والصدام بين المفهومين، وعجز القومي قبل حزب البعث على أن يجد علاقة بين القومية والإسلام، فلما جاء "البعث" خاصة مع ميشال عفلق صالح ما بين القومية والإسلام واتخذ من رسول الإسلام رمزاً للإشادة بهذه العلاقة، وكان هذا موقفاً فكرياً ناقصاً لأنه ذو طابع شخصي، إعجاب أشخاص بالرسول وصحبه وهم أشخاص.. وبقيت هذه المسألة الصغيرة، فينفذ منها التيار الإسلامي للطعن في موقف القومية من الإسلام، وقد اقتضى غلق هذه الثغرة مجهوداً دراسياً استمر أكثر من ربع قرن.. وأزعم ـ ومن حقي أن أزعم ـ أنني أول من التفت إلى هذه القضية، وأراد أن يحدد موقفاً فيها لا بخصوص إنشاء لقاء بين الإسلام والقومية، إذ لم يكن ثمة تناقض بينهما، ولم أكن مستعداً لتفضيل القومية على الإسلام بحكم أنني مسلم، ولكن الحل جاء في سياق دراسة الأمة، فقد كانت كل الأسئلة، ما هي مواصفات الأمة ومميزاتها، وكانت الإشكالية قد طرحت سؤالاً، لماذا تكونت الأمة، وكان الماركسيون يقولون بسبب النظام البرجوازي. وقد تذكر كتابي الأول كان معركة مع الفكر الماركسي، فالتفتت إلى خطورة وج! دية السؤال الذي طرحه لينين وأيد صحة مقولة ستالين حول أن السوق الاقتصادي الموحد يشكل الأمة، ورفض هذه الفكرة لسبب بسيط هو أن الوحدة البرجوازية تمت في كل أمة على حدة بما يعني أن وجود الأمة سابق.


لقد طرحت هذا السؤال (كيف توحدت الأمة) على نفسي بالنسبة للأمة العربية، فبدأنا سنين طويلة في دراسة الجنس السامي ثم العربي وأصل تطوره إلى أن انتهينا إلى الهجرة إلى المدينة، وأصبحت لنا وجهة نظر في لماذا تتطور المجتمعات من الأسر إلى العشائر إلى الشعوب إلى الأمم .. إن جوهر التطور يتم من أجل حياة أفضل ولو من خلال الصراع.. وتطبيق هذا على الأمة العربية يؤدي بنا إلى أنه قبل الهجرة، كان العرب في شمال الجزيرة أو جنوبها، مجتمعات قبلية، حتى جاءت الرسالة الإسلامية ووحدت بين المسلمين فكرياً وانتماءاً إلى الدين، ولكنها في مرحلتها الأولى المكية، لم تدخل عنصر الوطن الواحد كعامل انتماء للمسلمين لدرجة أن الرسول طلب من المسلمين أن يهاجروا إلى الحبشة، ثم جاءت الهجرة، فما أن ذهب المسلمون إلى المدينة حتى وضعوا بينهم وبين اليهود والنصارى دستوراً يحكم المدينة اسمه "الصحيفة" ومن المدينة انطلق الفتح العربي في جميع الأقطار، وأصبحت دار الإسلام أي دخلت الأرض المشتركة عنصراً في الإسلام بالتفاعل ما بين البشر في نظام مشترك (الإسلام) مع أرض محددة..
فنشأت الحضارة العربية مصاغة طبقاً للصفة الإسلامية، عندئذ اكتملت الأمة العربية تكويناً من بشر معينين وأرض محددة، تفاعلاً بينهما.. وبعد عشرين سنة من كتابة هذا الكلام لم أكف ولم أتوقف عندما تطاول بعض الأصوليين على العروبة، فمارست هواية الكتابة، وهواية الكتابة عندي هي الإسهام بالكلمة في معركة قائمة، وليس قبل ذلك، فأخرجت كتابي "عن العروبة والإسلام" وطرحت فيه ما سبق أن كتب وهاجمت فيه من يتخذون من الإسلام حجة لتأييد معاداتهم للقومية، وحاورتهم على أسس إسلامية وتجرأت، فقلت أن الأمة العربية، هي أمة الإسلام، لأنها لم تكن أمة قبل الإسلام. وهاجمت العلمانية، لأن العلمانية حركة فكرية غريبة، وأن أصولها واردة في الإنجيل، لأنها وزعت السلطة بين رجال الدين والدولة.. ولقد ووجه هذا الكتاب بالتعتيم الذي أحيط به، مع أنني قبل أن أقدمه للمطبعة، أرسلت ستين نسخة إلى رموز التيار الإسلامي في مصر، ودعوت من يريد التصحيح أو المناظرة، فنشرته. وكما هي العادة، لم أتتبع ما أنشره، وأستطيع أن أقول أنه منذ سنة 1952، وهذا الكتاب يصحح بهدوء الأفكار الأصولية فيما يتعلق بموقفها من القومية.. وأعتقد أنه في العقد القادم ! ستتغير وجهة النظر الإسلامية في هذه المسألة، أو سيستوعبون أن توحيد الأمة العربية خطوة أولى وسابقة على توحيد الأمة الإسلامية..

البلاح ـ الاسكندرية ـ يوليو ـ (جويلية) 1991.

رحم الله الدكتور عصمت سيف الدولة
رياض الصيداوي
http://www.rsidaoui.blogspot.com/