مرحبا بزوار التقدمية

مرحبا بالزوار الكرام لمدونة التقدمية. هذه المدونة تتبع صحيفة التقدمية الأصلية وهذا موقعها http://www.taqadoumiya.net/. تعرضت للضرب والحذف فجر يوم 3 سبتمبر وتم استعادتها في آخر يوم 4 سبتمبر بعد الاتصال بشركة غوغل... قد تضرب في أية لحظة مرة أخرى فالرجاء من القراء المهتمين بالمقالات تسجيلها أو طبعها أو البحث عنها عبر غوغل في مواقع أخرى...

الثلاثاء، 11 يناير 2011

العدالة القطرية تنظر في طلاق القرضاوي من الجزائرية أسماء بن قادة


image

العدالة القطرية تنظر في طلاق القرضاوي من الجزائرية أسماء بن قادة





قصة حب بدأت بزواج مليء بالأسرار وانتهت بـ''عشاء أخير''

الخبر الجزائرية 
الجزائر: جلال بوعاتي
11-01-2011



تقف الجزائرية الدكتورة أسماء بن قادة (من خلال محاميها الدكتور نجيب النعيمي) لأول مرة أمام العدالة القطرية، للدفاع عن نفسها أمام زوجها رئيس  الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
 الشيخ يوسف القرضاوي، في قضية طلاق أثـارت جدلا واسعا خلال العامين الماضيين وسط المشتغلين بالحقل الإسلامي والإعلامي في الوطن العربي.
 طلق القرضاوي أسماء، زوجته الثـانية، في ديسمبر 2008 برسالة بعثـها لها عبر البريد خلال اختفائه خارج الدوحة، وهي لا تعرف سبب ومكان اختفائه، من دون أي سابق إنذار أو خلاف يذكر، واضعا بذلك نهاية مؤسفة لأزيد من عشر سنوات من زواج شاءت الإرادة الإلهية أن يقع دون ترحيب من عائلة الدكتورة أسماء.
ويدافع عن أسماء المحامي ووزير العدل القطري الأسبق نجيب النعيمي، رئيس فريق الدفاع عن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، من أجل استرجاع الاعتبار المعنوي لموكلته على الأضرار التي لحقت بها خلال العامين الماضيين، بسبب طلاق غير واقع شرعا وقانونا وفقا لقانون الأسرة القطري.

وحسب مصادر قضائية قطرية، يتعيـّن على القرضاوي تحمل مسؤولية عدم وقوع الطلاق طيلة الفترة الماضية، على اعتبار أن المادة 108 من قانون الأسرة القطري لا توقع الطلاق إذا كان في ''طهر يكون الزوج قد مس فيه زوجته''.
وفي محاولة لتتبع حيثـيات هذه القضية، تغوص ''الخبر'' لسبر أغوار هذه الحكاية العاطفية المثـيرة التي جمعت بين عالم جليل بوزن القرضاوي وإحدى سليلات الأمير عبد القادر، رأت في زواجها غير المتكافئ منه محاولة للهروب من قدر يخبئ لها مفاجآت كثـيرة وغير سارة.
تعود وقائع قصة زواج أسماء من القرضاوي إلى نهاية الثـمانينيات، حسب عائلة بن قادة في الجزائر، عندما بدأ القرضاوي يلاحق الفتاة بنظراته وتعليقاته ومتابعاته وإهدائها كتبه وبمحاولات اتصالاته، إلى غاية 1989 عندما بدأ يمطرها برسائل وقصائد ساخنة واتصالات تليفونية تدوم بالساعات، بل وصل به الأمر إلى الإقامة في الجزائر لمدة سنة من أجل إتمام هذا الأمر، ولكنه لم يتحقق. وبعد مرور خمس سنوات، يعود الشيخ العاشق ليتواصل مع محبوبته، مصرّا على الزواج منها، فاستخدم كل الطرق من وساطات ورسائل، ولكن والدها ظل رافضا لذلك الارتباط، الأمر الذي أغرق الفتاة في بحور من الحيرة والتمزق العاطفي، بين إرضاء العائلة التي تنظر إلى زواج غير متكافئ وبين عاشق ولهان يبذل النفس والنفيس ومستعد للتخلي عن عمامته الأزهرية وإمامته لمريديه مقابل الظفر بجسد يافع جميل مليء بالحياة. وتم الزواج الذي وثـق بموجبه العقد في المحكمة اللبنانية في بيروت.
يوسف القرضاوي حب فعشق فطلاق

لم يكن للصبية أسماء أدنى معرفة بما يخبئه لها القدر من أحداث، غير أنها سرعان ما بدأت تطلع على مقدمات مأساة طبعت ما تلى تعرّفها على الشيخ القرضاوي، من سنوات أقل ما توصف بأنها مليئة بالمفاجآت غير السارة.
اقترب الشيخ من مريدته وهو يرتعش إعجابا.. قبل أن يتحول، بعد أن تكررت اللقاءات، إلى عاشق ''كاسر'' لكل الطابوهات المعروفة لدى مجتمع جزائري محافظ، لا يعرف عن الشيخ إلا الورع والتقوى والرصانة والحزم في السلوك والموقف.
وتروي نفس المصادر: ''... لم يكن بوسع الصبية أسماء أن تقاوم السيل العاطفي الجارف الآتي من رجل يكبرها بعقود من الزمن، ولم يكن بوسعها الاقتراب من والديها أو أخواتها للبوح لهم بالهجوم الوجداني غير الآخذ بالحسبان التبعات التي ستظهر بعد عشر سنوات أو أكثـر في شكل محاكمة مثـيرة للجدل والاستغراب''.
الشيخ يوسف القرضاوي عندما كان شابا

وفي نفس السياق، تذكر الروايات المتواترة عن عائلة أسماء بن قادة في الجزائر العاصمة، أنها لم تكن موافقة أبدا على زيجة كانوا متأكدين أنها ستجلب لهم الكثـير من المعاناة النفسية والمعنوية. ورغم ذلك، لم تحمـّل العائلة ابنتها مسؤولية خيارها الشخصي، ونأوا بأنفسهم عن تحميلها ما لا تطيق، إذا كان بإمكان أي فتاة الرضوخ للسيل العارم من الرسائل الغرامية والبكاء والاعترافات التي تذيب بلاغتها الحجر!
لقد مكث الشيخ القرضاوي عاما كاملا في الجزائر، يتولى التدريس بين الجامعة المركزية وجامعة الأمير عبد القادر الإسلامية في قسنطينة خلفا للشيخ محمد الغزالي. وكانت الجزائر قد بدأت تشكل آنذاك نواة قاعدة إسلامية، سرعان ما تحولت إلى بركان شق الصفوف، مغرقا المجتمع الجزائري في أتون حرب أهلية كلفتها ما لا تطيقه أي دولة أخرى في المنطقة العربية.
يروي القرضاوي قصة زواجه، والتي سبق لـ''الخبر'' أن نشرتها قبل سنتين، قائلا: ''... ولم أكن أدري أن القدر الأعلى الذي يخط مصائر البشر قد خبأ لي شيئا لا أعلمه، فقد حجبه عني ضمير الغيب. وأن هذا الحديث التلقائي بيني وبين أسماء ـ الذي لم يتم بعده لقاء بيننا إلا بعد سنتين كاملتين ـ كان بداية لعاطفة قوية، أدّت لعلاقة وثـيقة، انتقلت من عالم العقول إلى عالم القلوب، والقلوب لها قوانينها وسننها التي يستعصي فهمها على كثـير من البشر، وكثـيرا ما يسأل الإنسان: ما الذي يحوّل الخليّ إلى شجيّ؟ وما الذي يربط رجلا من قارة بامرأة من قارة أخرى؟ أو ما الذي يحرك القلوب الساكنة، فتستحيل إلى جمرة ملتهبة؟ حتى ترى النسمة تتطور إلى إعصار، والشرارة تتحول إلى نار! ولا يجد المرء جوابا لهذا إلا أنه من أسرار عالم القلوب. ولا غرو أن كان من تسبيح المؤمنين: سبحان مقلب القلوب (...) وكان النبي، صلى الله عليه وسلم، يقسم بين نسائه ويسوّي بينهن في الأمور الظاهرة، ثـم يقول: (اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تؤاخذني فيما تملك ولا أملك).. فقد شاء الله أن يتطور الإعجاب إلى عاطفة دافقة وحب عميق. لا يدور حول الجسد والحس كما هو عند كثـير من الناس، بل يدور حول معان مركبة، امتزج فيها العقل بالحس، والروح بالجسم، والمعنى بالمبنى، والقلب بالقالب، وهذا أمر لا يعرفه إلا من عاشه وعاناه. كما قال الحكيم: من ذاق عرف! وكما قال الشاعر: لا يعرف الشوق إلا من يكابده، ولا الصبابة إلا من يعانيها! وقد يعذل العاذلون، ويلوم اللائمون، ويعنّف المعنفون، ويقول القائلون: لِمَ؟ وكيف؟ كيف يحب الأستاذ تلميذته؟! أو كيف يحب الشيخ الكبير فتاة في عمر بناته؟! وهل يجوز أن يكون لعالم الدين قلب يتحرك ويحترق مثـل قلوب البشر؟...''.
وعلى الرغم من هذه الاعترافات المثـيرة، فإن الكثـير من المصادر تشير إلى أن فترة ما قبل عقد الزواج الأول بين القرضاوي والصبية أسماء أخفت كتابات ورسائل ساخنة، ليس هذا هو مجال التطرق إليها في الوقت الحالي.. وتلقي الكثـير من الظلال على قصة ظاهرها حب عذري وباطنها عذاب آت، يقتل وجدان صبية قليلة التجربة محاصرة بأوهام القدوة والقداسة التي لا تكون إلا للأنبياء والرسل، ومن مثـل ذلك قوله في إحدى رسائله ـ اطلعت عليها ''الخبر'': ''أحب أن أصارحك أنني أتهرّب الآن من الإمامة ما استطعت، فإن تفكيري فيك لا يفارقني، وهذا ما يجعلني ياحبيبتي أسهو، ومع السهو أسهو إن أسجد للسهو!''.
ثم يصف ترقبه لموعد رؤيتها بعد المصارحة بقوله: ''... إذا كنت أشعر بكل هذه السعادة برؤيتك في الخيال، فكيف تكون سعادتي بلقائك في الحقيقة، لأحسبني قادرا على تصوير كنه هذه السعادة المرتقبة، إنها النشوة بلا سكر، أو السكر بلا خمر، إنها التحليق على آفاق عالية، بغير جناح أو بجناح من نور، إلى عالم من عشق مثـل أسماء الحبيبة، وهل لأسماء من مثـل؟ إنها الدرة اليتيمة والجوهرة الفريدة التي لا تتكرر...).
 بداية معضلة لم تنته بعد
ولأن الرياح جرت بما لم يشتهه القرضاوي، وفي أجواء من المعارضة والرفض، تم عقد القران في بيروت لتصبح أسماء زوجة للقرضاوي على سنة الله ورسوله. وفي الأردن، ستقيم أسماء في بيت مستأجر من رئيس البرلمان الأردني السابق وزعيم جبهة العمل الإسلامي عبد اللطيف عربيات (1990 ـ 1993)، وتسجل في قسم الماجستير في العلوم السياسية بجامعة عمان، متابعة لما كانت تدرسه في قسم الماجستير في جامعة الجزائر، وكانت تعيش تحت أعين القرضاوي على الرغم من تواجده بعيدا عنها في قطر.. وفي أحد الاتصالات بينها وبينه قبيل عيد الأضحى من عام 1997، استشارت أسماء زوجها في مكان قضائها للعيد، فأشار عليها بقضائه بين أهلها في الجزائر، على أن يتصل بها ليهنئها في أول أيام العيد، شيء لم يحدث أبدا.. إلى أن عادت إلى عمان في رابع أيام العيد، أين صعقت بطارق على بابها يسلمها رسالة حملتها إليها شركة ''دي أش أل'' احتوت ورقتين، الأولى رسالة يبرر فيها قراره المدمر، والثـانية وثـيقة طلاق صادرة عن الجهات القضائية اللبنانية.

وتحكي نفس المصادر أن الخبر نزل كالصاعقة على أسماء، التي دخلت في غيبوبة متقطعة لم تفق منها إلا بعد أيام، بذل فيها عبد اللطيف عربيات وقيادات إسلامية جهودا مضنية لإقناع القرضاوي بتصحيح الخطأ الذي إن ذاع والتقفته أقلام وسائل الإعلام، لكانت الكارثـة. لم يأبه القرضاوي لمناشدات عربيات وغيره، بل رفض استقبالهم عندما قرروا زيارته في الدوحة لتصحيح الوضع ومحاولة تذليل مشاكله مع أسرته هناك.
وتمضي الأيام والأشهر، وبعد عام ونصف من الغياب والانقطاع، ولما بدأت أسماء تتعافى بعض الشيء من تلك الصدمة الهائلة، وعلى مقربة من انتهاء فترة دراستها بالجامعة الأردنية، يتصل القرضاوي بطليقته من الدوحة فجأة في يوم ميلادها ليبارك لها، معبرا لها عن أشواقه، وعلى أنه فقد طعم الحياة بعيدا عنها، وأن طيفها يلازمه في كل أحواله وأوضاعه، معيدا على أسماعها الأغنية القديمة التي تضمنتها رسائله الساخنة إليها، مطالبا إياها مقابلته في أبو ظبي حيث أصبح له برنامجا يبث على المباشر كل يوم سبت من قناة أبو ظبي، مشترطا عليها ألا يتحدثـا عن الماضي وألا يفكرا في المستقبل في هذا اللقاء، وأن تفكر وترد عليه. ولم ترد عليه أسماء، فرجع واتصل بها ثـانية وهو يسألها إذا كانت قد فكرت في الموضوع، فانفجرت أسماء قائلة: ''أنت من يريد أن يراني، وتريد أن تراني بشروط رغم كل مافعلته بي قبل سنة ونصف''، ليرد قائلا: ''تعالي وبدون أي شروط لنتحدث في كل الذي حصل...''، وأشياء أخرى تدخرها أسماء وعائلتها لوقتها المناسب.
وبعد هذه الممانعات من طرف أسماء، رضخ القرضاوي لشرطها بتصحيح الوضع بالزواج، ولكن ترجاها أن تكتم الأمر في الأشهر الأولى، لكي تعطي الفرصة لتحقيق حمل من شأنه أن يقوي موقفه أمام أسرته حين يأتي موعد إعلامها بالرجوع إلى محبوبته!
وفي أبو ظبي، تبدأ رحلة جديدة مع المجهول، حيث ستضطر أسماء إلى الصمت وتجرع المرارة لسنوات أخرى، عندما دخلت في دائرة مفرغة، بين عدم قناعتها بأن كيانها الاجتماعي والشرعي كزوجة مرتبط بالولد وانزعاجها من ذلك التكتم، ومن الحمل الذي لم يأت لأسباب كثـيرة متعلقة بالشيخ هي اليوم في ملفات القضية.

كانت يوميات أسماء في أبو ظبي مغايرة تماما، فهي موظفة في مركز الإمارات للبحوث والدراسات الاستراتيجية الذي يترأسه الفريق أول الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد إمارة أبو ظبي، ككاتبة تحليلات سياسية واقتصادية في نشرات المركز التي تشكل مصدرا لمعلومات يستخدمها صناع القرار في دولة الإمارات. وهو المركز الذي لازالت أسماء تذكره باحترام كبير، وتعبر دوما عن ارتباطها الفكري والمعنوي به، بسبب ما شدها إليه من جدية ومهنية قلما توجد في العالم العربي، وبما يشتمل عليه من مرافق، خاصة مكتبته النادرة التي تحوي كتبا ومراجع نادرة في العلوم السياسية والتاريخ وأمهات الأرشيف العالمي. وفي هذه الأثـناء، عاشت أسماء حالة من الانفصام مفروضة عليها، فهي طول أيام الأسبوع صبية تتلقى عروض الزواج والتقدم لطلب يدها، وليلة واحدة منه زوجة لرجل عالم قدوة، عاجز عن تطبيق الشرع والتعامل بالعدل. الأمر الذي سبب لها الكثـير من الألم النفسي والانزعاج الدائم والشعور المستمر بانعدام الأمان والاستقرار.
إذن، القرضاوي يأتي إليها بشكل منتظم، بحكم تقديمه برنامجا دينيا في أحد تلفزيوناتها، وهو يحلم في كل ليلة أحد من الأسبوع بلقاء ذلك الجسد الغض الممشوق. ولكن إصدار سلطات أبو ظبي منعا بدخول القرضاوي إليها حال دون حدوث أي لقاء بين الزوجين، ومن ثـم قامت أسماء بعد فترة بزيارته في الدوحة في إجازة عيد الفطر. وخلال تلك الزيارة، أجرت مقابلة لطلب وظيفة لدى إدارة قناة الجزيرة، وسرعان ما حظيت بها بفضل مؤهلاتها المتعددة التي لا يجهلها من يعرفها، تم كل ذلك دون علم من القرضاوي، الذي اضطر فيما بعد للإقامة في مسكنها لمدة تزيد عن ست سنوات.

 انكشاف المستور
يا ترى، لماذا يخشى عالم دين ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إظهار زواجه من امرأة يحبها والتعامل معها بما تستحقه، وهي بنت الحسب والنسب؟ أليس مباحا له تعدد الزوجات، وهو من أفتى بجواز زواج المسيار وعدم الاستحياء منه؟! في الدوحة القطرية، ظلت العلاقة بين الزوجين شبه سرية وكأنها علاقة محرّمة.. فلا القرضاوي قادر على إفشاء السر، ولا بإمكان أسماء الصبر على تحمل نظرتها إلى نفسها. غير أن ما عمل الزوج على كتمانه، ذاع بمكالمة هاتفية أجراها القرضاوي مع زوجته الثـانية من بيت زوجته الأولى.. إذ من سوء حظه، استطاعت هذه الأخيرة التقاط ما يمكن اعتباره همسا غير مباح يخرج من فم (أبو أولادها) في أذن غير زوجته. وقبل ذلك، كان القرضاوي يزور أسماء ليلا مرة في الأسبوع من الثـامنة إلى العاشرة، وهي لا تراه في الإجازة التي تزيد عن ثـلاثـة أشهر، ولا في رمضان، ولا في الأعياد والمناسبات. وبعد هذه الحادثـة، تغيرت حياة أسماء مع القرضاوي إلى شيء من العدل. ولكن، ومع الإعلان، انتقلت إلى مستوى آخر من المعاناة، والتي تحولت من الصراع والغليان النفسي إلى الصراع مع أبناء القرضاوي الذين كانوا يريدون لها أن تبقى في الخفاء، لا يذكر لها اسم أو وجود يربطها بوالدهم أمام المجتمع، بدءا بطلبهم التوقف عن كتابة الجزء من المذكرات الذي يجمعه بحياته مع أسماء، انتهاء بمقاطعته وتعبئته ومحاصرته كلما ظهرت معه عبر الإعلام أو في أي مناسبة أو في الأسفار التي وصلت إلى حد سرقة جواز سفرها، والتهديد بقتلها والتهديد أيضا بصفعها أمام الملأ في مؤتمر القدس الذي كان منعقدا بفندق شيراتون الدوحة من طرف ابنه الأكبر الذي أردف قائلا لأبيه أمام الناس في تلك الحادثـة: ''عندما أحضر، هي تختفي!''. أما الابن الأوسط، فقد قاطع أباه لمدة عشر سنوات خلال هذا الزواج. أما ابنه الأصغر، فقد كان يتصل بالقلة القليلة من الإعلاميين المصريين الذين كانوا يدافعون عن أسماء أيام الحملة الصحفية المصرية التي أعقبت نشر المذكرات، ليؤنبهم على ذلك الدفاع.
وهكذا، وبسبب ذلك التحالف بين أولاده والصحفيين وبعض العناصر في محيطه، تمت تعبئة الشيخ الذي أشعروه بأن كيانه الفكري والثـقافي ورمزيته مهددة من طرف امرأة، يشهد لها الجميع في كل مكان بعمقها الفكري وطروحاتها الناضجة ورصيدها العلمي.
وتتذكر أسماء، بأسف شديد، ما كتب عنها على شاكلة (في وهاد حب فيه تترى)، (المال والسلطة وروكسلانة)، (من يهدم القرضاوي)، (من وراء السنة والشيعة)، (عودة الشيخ إلى صباه)... إلخ، بالإضافة إلى الرسائل الإلكترونية التي بلغت 150 من أرذل ما رأت أسماء في حياتها، وهي سليلة بيت محترم يتشرّف الأحرار بالاقتراب منه ومصاهرته.

 العشاء الأخير
في هذه الأجواء، جاء القرضاوي لزيارة زوجته مساء العاشر من نوفمبر 2008 وفي غير ليلتها المقررة لها من حالة التعدد، وقرر المبيت عندها. وهنا، سألته أسماء: وماذا ستقول لهم، أليست اليوم ليلتهم؟ فقال: لقد قلت لهم بأنك متعبة قليلا، وسأبيت عندك الليلة. وجهزت أسماء العشاء، وبعدها، أخذ الشيخ جرعته الأخيرة وهو ينوي الطلاق وأسماء في غفلة تامة عن كل ذلك، حيث حممته بنفسها في الصباح، وفطرته وفقا لذلك النظام الغذائي الذي ركبته من العناصر التي أشار عليها الأطباء بها، فكل من كان قريبا منهما يعرف بأن أسماء كانت الممرضة والصديقة والمرافقة والمستشارة والمترجمة، وقد كانت معه في مستشفى حمد في الدوحة، وفي المستشفى العسكري في الجزائر، وفي مستشفى جدة، وفي مستشفى المغرب، وفي المستشفى الأمريكي في باريس مرتين، تمرضه وتسهر على راحته، بل لقد تعمقت في التشخيصات والأمراض المصاب بها، حتى بات الأطباء يسألونها ما هو تخصصها في الطب! إذن، قضى القرضاوي تلك الليلة مع أسماء وهو ينوي طلاقها، ثـم اختفى بعدها مباشرة، وسافر وهو يوهمها بأنه في الدوحة في المزرعة عند صديقه عبد الله سلاطين، لكنه في حقيقة الأمر كان متوجها إلى القاهرة ليغدر بها. وبعدها، لم تره أسماء أبدا.
لقد اختفى القرضاوي في مصر وأغلق كل وسائل الاتصال بها إلى غاية اليوم، وأرسل لها بعد ذلك رسالة وقعت عليها كالصاعقة، تماما مثـل رسالة الأردن، ليقول لها فيها بأنها طالق. وبعد أيام، وبعد أن تمكنت أسماء من استعادة بعض قوتها بفضل ملازمة السفير الجزائري وحرمه لها ليلا نهارا، راحت تحاول الاطلاع على قانون الأسرة القطري، لتجد بأن الطلاق لا يقع في طهر مسها فيه، فأخبرته عن طريق من يمكن أن يوصل إليه الخبر، فهو محاصر وأبناؤه قد هددوا جميع الشباب في مكتبه بأن من يصله بأي اتصال من طرف أسماء سيتم الاستغناء عنه حالا، أخبرته أن طلاقه غير واقع، وإذا كان يريد الطلاق، فليطلق طلاقا شرعيا وقانونيا.
 ولكن لا حياة لمن تنادي، ظل يؤكد بكل الطرق أن طلاقه شرعي ومؤكد، وأنه اختفى في القاهرة حتى لا يبقى قريبا منها فيضعف عن الاستغناء عنها. وبقي على هذا الحال بعيدا عن الحوار أو الطلاق والتسريح بإحسان، وليس عن طريق الغدر.
وبهذا الشكل الفظ الصادم الذي يتنافى مع أحكام الشرع وتدرجه في إيقاع الطلاق من خلال المراحل المعروفة لدى الجميع، وذلك إذا ما كانت المشاكل بين الطرفين وليس من أطراف خارجية متمثـلة في أولاده ومقربيه، أزعجتهم المذكرات وأقلقتهم قضايا الميراث.
وهكذا، ترك الشيخ زوجته أسماء معلقة بهذا الشكل لمدة سنتين كاملتين، دون نفقة أو سؤال أو أي تواصل من أي نوع كان، وهي في غربة بعيدة عن أهلها وبلدها. ولم يصل الأمر عند هذا الحد فقط، بل وصل إلى التهديد بشكل مباشر وغير مباشر إن هي صرحت بأي شيء عن طبيعة حياتها معه وما جرى فيها، والتي لازالت أسماء لم تفصح عنها لأي وسيلة إعلام إلى حد اللحظة.
بعد السنتين، إذن، توجه بعدها إلى المحكمة رافعا دعوى طلاق، ثـم غيرها إلى دعوى إثـبات طلاق، تنظر فيه المحكمة القطرية حاليا وسط ذهول أعيان البلد والعالم الإسلامي أجمع!

الثلاثاء، 4 يناير 2011

السعودية والكويت: حدثان والمصيبة واحدة


السعودية والكويت: حدثان والمصيبة واحدة



بقلم الدكتورة مضاوي الرشيد


مقال نشر في القدس العربي بتاريخ 03-01-2011

الحدث الاول حصل في دولة الديمقراطية الفريدة المسماة الكويت حيث تفتخر الدولة والمجتمع بالمجلس المنتخب والذي يمثل المجتمع وسلطته الرقابية على الحكومة.
تعرض مجموعة من النواب الكويتيين المنتخبين للضرب من قبل الأمن والشرطة على خلفية تجمع تعتبره الحكومة مخالفا لنصوص الدستور الذي لا يقبل بالتجمع والتجمهر اعتبر بمثابة فضيحة للديمقراطية الكويتية الناشئة في المنطقة وانتكاسة لمكاسب وحقوق انتزعها المجتمع من السلطة إما بالتوافق أو تحت ضغط عوامل خارجية منها الاحتلال العراقي للكويت عام 1995 عندما اضطرت الكويت دولة التنازل عن بعض التعنت والرضوخ للارادة الشعبية والمشاركة السياسية.

لقد تجرأت الحكومة بأجهزتها الامنية الداخلية على ضرب النواب والنيل من مبدأ التمثيل الشعبي والشرائح الاجتماعية التي انتخبتهم. ولكن لا نعتقد أن هذا الحدث قد احرج الاجهزة الامنية أو ادى الى مراجعة اسلوبها في التعامل مع ممثلي الشعب الكويتي. وان كان للحدث دلالة الا أنه قد يفتح الباب على مصراعيه امام جدوى الانتخابات في منطقة عربية لا تعرف سوى اساليب القمع واستلاب الارادة والفكر وخطف اي محاولة مجتمعية لتوسيع حلقة القرار السياسي والمشاركة في الحكم. ان كان للحدث دلالة فتتلخص بكون الانتخابات التي تأتي بممثلين شرعيين للمجتمع يعتبرون زيادة عدد في اللعبة السياسية والقائمة اولاً واخيراً على استئثار بالسلطة والتفرد بها. هذه السلطة لا تحترم نائباً ولا تأبه بضربه امام عدسات الكاميرات وعلى مسمع ومرأى آلاف المشاهدين الذين يتناقلون الحدث صوتا وصورة على صفحات الانترنيت والفضائيات العربية والعالمية.

اما الحدث الثاني فهو في السعودية حيث النفاق يستشري في اروقة السياسة الا في ما يخص الانتخابات. فمجلس شورى السعودية مجلس يعين الملك اعضاءه وهو اذاً يمثل السلطة كجهاز من اجهزتها ويحظى بدعمها ماليا ومعنويا وتنتفخ جيوب الاعضاء بمعاشات من خزينة الدولة على مستوى شهادات الدكتوراه التي يحملها معظمهم وقد اقنعت الدولة العالم ان اعضاء مجلس الشورى ليسوا بأعضاء سلبيين منتهية صلاحياتهم بل هم اعضاء ناشطون من التكنوقراط والبيروقراط 'المودرن' أصحاب مهارات عالية وخبرات رفيعة. وهم يمثلون مناطق المملكة وشعوبها. وكثرت الاحصاءات عن تقنيات هؤلاء الاعضاء وقدرتهم على مناقشة مواضيع مختلفة وتقديم المشورة والنصح والبصم على قرارات الدولة مؤخرا ثم اعتقال احد الاكاديميين على خلفية مقال طرح اسئلة جدية ووجيهة عن مستقبل المملكة في مقال على الانترنيت وبعدها بأيام معدودة اقتنصت اجهزة الامن محمد العبد الكريم وحتى كتابة هذا المقال لا يزال معتقلا وقد قام البعض بتفعيل قضيته على الانترنيت وكثر المناصرون والمعلقون على الموضوع من بين هؤلاء محامي المعتقل وليد ابو الخير والذي دخل في جدل مع احد اعضاء مجلس الشورى المسمى عبد الكريم العناد في نقاش حول شرعية اعتقال موكله. فما كان رد هذا العضو والذي يمثل مفخرة السعودية في مسيرة الشورى كان رده على المحامي بمصطلح بذيء عندما قال له 'كل تبن' وان دلت هذه البذاءة على شيء انما تدل على مستوى وضيع من الفهم والتقدير ليس فقط لمحامي يعنى بشؤون الحرية وهموم المواطنين بل بالمجتمع كله حيث اصبح مصطلح كل تبن يتردد في الانترنيت بتهكم ان دل على شيء انما يدل على استعلائية وفوقية اهل السلطة ولو كانوا في موقع هامشي كأعضاء مجلس الشورى ولكن ربما ما شجع هذا العضو على تصرفه الاحمق هو كونه يعتبر نفسه ممثلا للسلطة مدعوما من قبلها ولا علاقة له بالمجتمع وهمومه كما حاول النظام السعودي اقناع العالم ومجتمعه عندما استحدث بدعة مجلس الشورى المعين منذ 20 عاما. أمام هذين الحدثين الكويتي والسعودي يقف المراقب على واقع مرير في بلدين يختلفان في الكثير من تركيبتهم الاجتماعية والسياسية ولكنهما اجتمعا في واقع إهانة المجتمع وممثليه كما حصل في الكويت واهانة نظيره السعودي من قبل ممثلي السلطة اعضاء مجلس شورى. هذه المقارنة تعكس حالة استلاب الكرامة والارادة والحرية في بلدين وان اختلفا الا انهما اجتمعا على مبدأ واحد يتسم باحتقار المجتمع واهانته وحصانة السلطة التي تبقى خارج القانون وفوق العباد. ففي الكويت يتعرض النائب المنتخب للضرب وفي السعودية يهين العضو المعين النخب الاجتماعية وخاصة تلك التي تمتلك الارادة والمعرفة والقدرة على التصدي لغطرسة السلطة واعتقالاتها التعسفية خاصة اولئك المعنيين بالدفاع عن حقوق الانسان وحرياته والتي لا يعترف بها عضو مجلس الشورى حيث آثر أن يُطعم المحامي التبن تماما كالحيوانات. ولم يعتذر هذا العضو بل تماهى في غطرسته لانه يعلم ان السلطة تقف خلفه بثقلها الامني والاستخباراتي، خاصة تلك الاجهزة التي تقتنص المفكر والكاتب من مركز عمله وتزج به في السجن لمجرد كتابته سلسلة من الاسئلة تخص مستقبل البلاد في ظل حالة الصمت التي تفرضها السعودية حول مستقبل البلاد في لحظة تتكاثر فيها التكهنات والتساؤلات المشروعة. وسيختلق البعض الاعذار والتبريرات لمطعمي التبن حيث سيقولون انها حالة فردية تماما كما يبررون التعذيب في السجون ومراكز الشرطة على انها حالات فردية تعاقب السلطة عليها أو يتذرعون بأن الفساد وسرقة المال العام والاستهتار بحقوق المواطنين هي ايضا حالات شاذة خارجة عن سياق المؤسسات وهذا في مجمله لا يصمد امام الواقع والتجارب التي يدونها قلة قليلة من الذين يهتمون بالشأن العام ويطمحون بحقوق شرعية لا تزال في حالة استلاب. وها هم اليوم امام السلطة ممثلة بالعضو الصغير تهين المجتمع الكبير الذي قد تحول بالفعل الى أكلة تبن تحت مسمع ومرأى السلطة دون ان تحرك هذه الاخيرة ساكنا أو تضغط من أجل اعتراف بالاهانة وتقديم الاعتذار العلني الذي يليق بمحام وموكله.

نعم هما حدثان بعيدان في بيئتين مختلفتين لكن رمزيتهما واحدة. لا تزال المنطقة العربية بنوابها المنتخبين او المعينين غير قادرة على اللحاق بالامم التي اثبتت وجودها وخرجت من هامشيتها امام سوط السلطة وسيفها. تنعدم في هذه المنطقة مفاهيم وممارسات كثيرة منها احترام الانسان والمجموعات والتمسك بحقوقها السياسية والمدنية في عالمنا العربي لا يوجد مواطن صاحب وواجبات بل هناك كتل بشرية تعتبرها السلطة شكلا من اشكال الرعية بمعناها الحيواني او القطيع الذي يساق الى نقاط معروفة على هامش الحدث والتاريخ والسياسة والحقوق. انها عقود القمع والتفرد بالسلطة التي أفرزت الشرطي الذي يضرب ممثل الشعب ويعتبر نفسه مطيعا لأوامر عليا فهو لا يسأل ولا يتردد عندما يمارس عملية ضرب بدائية وهي نفسها العقود التي افرزت العضو المعين الذي يهين المجتمع وافراده دون ان يأبه بالتبعيات او ردود الفعل لانه يعلم علم اليقين انه مولود السلطة وطفلها المدلل. لقد تلاشت الفوارق بين المنتخب والمعين الاول يُضرب بالعصي والثاني يضرب بالتبن من يتجرأ بسؤال أو مقال قد تتعدد الاسباب ولكن المصيبة واحدة.

' كاتبة واكاديمية من الجزيرة العربية

حسب صحيفة الحوار الجزائرية

حسب صحيفة الحوار الجزائرية: وزير الداخلية السعودي نايف بن عبد العزيز يلتقي بنظيره الجزائري دحو ولد قابلية ويتباحث معه فيما  نشرته "التقدمية" من دور المخابرات السعودية في إشعال نار الفتنة الكروية بين مصر والجزائر وبعد أن انتشر المقال على نطاق إعلامي  واسع وصل إلى السي أن أن وغيرها من وسائل إعلام مصرية وعربية وعالمية...
وزير الداخلية نايف بن عبد العزيز واجهته وزارة الداخلية الجزائرية  بما نشرته صحيفة "التقدمية" عن دور بلده في إشعال نار الفتنة الكروية بين مصر والجزائر
وبأدلة عن تورط الاستخبارات السعودية في إرسال جزائريين للقتال في العراق


وهذه تفاصيل مقال صحيفة الحوار الجزائرية


 المسائل الأمنية ومكافحة الإرهاب محل نقاش بين الجزائر والسعودية




هيام لعيون
الحوار : 23 - 12 - 2010
التقى وزير الداخلية والجماعات المحلية دحو ولد قابلية أول أمس مع الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي وزير الداخلية والرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب، لدراسة عدة مسائل على رأسها الأمن ومعالجة الإرهاب في مهده انطلاقا من محاربة الأفكار المتطرفة. وأفادت مصادر دبلوماسية أن ولد قابلية نقل إلى السعوديين انشغال الجزائر بمكافحة الإرهاب وضرورة التنسيق بين البلدين خاصة في محاربة التطرف والاعتماد على الوسطية في الفكر. وأفادت المصادر ذاتها أن النقاش بين الطرفين لم يخلو مما أثارته مؤخرا صحف مصرية حول دور المخابرات السعودية في إشعال نار الفتنة بين الجزائر ومصر، وراحت صحيفة ''المصري اليوم'' تلقي باللائمة على المملكة العربية السعودية حيث اتهمتها بإشعال فتيل الأزمة، متخفية من وراء ستار. وتفيد نفس المراجع أن ولد قابلية تحادث مع وزير الداخلية السعودي حول الاتهامات التي كالها أحد الدبلوماسيين مؤخرا إلى المخابرات السعودية من نقل مقاتلين من دول المغرب العربي على رأسهم الجزائر للقتال في العراق، إلى جانب السعوديين حيث من المحتمل أن يتم التطرق إلى محاولة احتواء هذه القضية بالتعاون الثنائي بين البلدين في شكل يتيح لهم العودة إلى البلدين والتخلي عن الأفكار المتطرفة. كما تناول الطرفان حسب المراجع ذاتها القضايا الأمنية الأخرى كمحاربة الجرائم المختلفة خاصة الإلكترونية منها، والتي أصبحت الجماعات الإرهابية تستغلها لتنفيذ هجماتها في العالم.



 قال الأمير نايف في كلمته في اجتماع مجلسي وزراء العدل والداخلية العرب إن ''التنمية والبناء وتحقيق التطور والرخاء للمجتمعات البشرية، يقوم في الأساس على توفير بيئة خالية من الإرهاب، والجريمة، والفساد''، لافتاً إلى أن ''ذلك الثلاثي الخطير الذي تجب محاربته بلا هوادة ومواجهته بكل ما تستطيع قوة الحق وسلطان الحقيقة أن تفعله لضمان الأمن والأمان للمجتمعات، حيث إن استقرار الأمة ونهضتها وعزة حاضرها واعتزاز مستقبلها يعتمد أساسا على توافر الأمن وتحقيق العدالة''. وهو الأمر الذي تدعو إليه الجزائر دائما في المحافل الدولية. إلى ذلك جرى خلال الاستقبال مناقشة المواضيع التي تهم البلدين الشقيقين، وما تعلق بالجوانب الاقتصادية والاستثمارات وتبادل الخبرات في ميادين ومجالات متعددة. ولأهمية هذا اللقاء فقد حضر الاستقبال الدكتور هشام محيي الدين ناظر سفير خادم الحرمين الشريفين في جمهورية مصر العربية، والدكتور أحمد السالم وكيل وزارة الداخلية، والفريق أول عبد الرحمن بن علي الربيعان المشرف العام على مكتب سمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، والدكتور ساعد العرابي الحارثي مستشار النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، واللواء سعود بن صالح الداود المدير العام لمكتب وزير الداخلية للدراسات والبحوث، واللواء الدكتور صالح المالك المدير العام للإدارة العامة للعلاقات والتوجيه في وزارة الداخلية، والدكتور عبد الله الأنصاري المدير العام للشؤون القانونية والتعاون الدولي المكلف، وأحمد قطان سفير المملكة العربية السعودية الدائم لدى جامعة الدول العربية.  

انتهاء حقبة رئيس الموساد


انتهاء حقبة رئيس الموساد: اغتيال مغنية والمبحوح وتدمير 

المفاعل بدير الزور والتشويش على البرنامج النووي الايراني 

واختراق الدول العربية والحصول على الهدايا من الزعماء 

زهير اندراوس:
القدس العربي
2011-01-03



 
تعمد صناع القرار في تل ابيب، في خطوة غير مسبوقة، السماح لوسائل الاعلام بحضور مراسم وداع رئيس الموساد المنتهية ولايته، مئير داغان، لوزراء الحكومة الاسرائيلية، وعلى الرغم من الحميمية التي ظهرت بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الموساد، الذي عاد الى مستوطنة روش بينا، في الشمال حيث يسكن لمزاولة هواية الرسم التي يعشقها، بحسب صحيفة 'يديعوت احرونوت'، الا انّ الخلافات بين نتنياهو وداغان لم تختف بالمرة، بل على العكس، رئيس الوزراء الاسرائيلي رفض قبل عدّة اشهر الطلب الذي تقدّم به رئيس الموساد، الذي باشر اعماله رئيسا للموساد في العام 2002، بتمديد فترة ولايته لسنة اضافية.
وبحسب كبار المحللين للشؤون العسكرية والاستخبارية في الدولة العبرية فانّ القشة التي قصمت ظهر البعير كانت الفشل الذي ما يزال يلاحق اسرائيل في عملية اغتيال القيادي العسكري في حركة حماس، محمود المبحوح، في دبي، قبل نحو عام.
كما انّ رئيس الموساد تعرض لانتقادات لاذعة لانّه اقام حوله جيشا من الخاضعين له والذين دأبوا على تسريب معلومات للصحافة العبرية لتمجيده واظهار الجهاز على انّه من انجح الاجهزة الامنية في الدولة العبرية، ولكنّ الحقيقة مختلفة عن الصورة الوردية التي حاول داغان صبغ الموساد بها، فخلافا لرؤساء الجهاز السابقين، كتب امس المحلل رونين بيرغمان في صحيفة 'يديعوت احرونوت' غيّب داغان عن سبق الاصرار والترصد التعاون الوثيق مع شعبة الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال (امان)، الامر الذي اثار حفيظة العديد من صناع القرار في المستويين الامني والسياسي، على حد سواء.
مع ذلك، يعتبر رئيس الموساد الاسرائيلي من اكثر الشخصيات الامنية تأثيرا على صنّاع القرار في تل ابيب في السياسة الخارجية.

من ناحيته كتب المعلق للشؤون العسكرية في صحيفة 'هآرتس' امير اورن ان لاسرائيل اسبابا كافية لتنفيذ عملية اغتيال عماد مغنية، بدون المحفزات الامريكية التي تصل الى 5 ملايين دولار، جائزة على قتله.
واشار في هذا السياق انه في حال تبينت صحة ما ذهبت اليه وكالات الانباء العربية فان الجائزة هي من حق مئير داغان والموساد. واعتبر ان عماد مغنية يمثل تجسيدا للعلاقة بين ايران وحزب الله، وايضا بين الايديولوجية المتطرفة لنظام ايات الله وبين ارهاب حزب الله، مشيرا الى ان لقبه رئيس الجهاز الامني (او ضابط العمليات) لا يعكس الا القليل. يذكر انه في نهاية كانون الاول (ديسمبر) يكون قد مضى على داغان في رئاسة الموساد 8 سنوات، وكان رئيس الحكومة الاسبق ارييل شارون قد قام بتعيينه في المنصب، وفي اعقاب ذلك مدد رئيسا الحكومة التاليان ايهود اولمرت ونتنياهو ولايته في منصبه.
ونسبت التقارير الاسرائيلية الى فترة داغان عدة عمليات قام بها الموساد، مثل اغتيال القيادي في حزب الله عماد مغنية في دمشق، والكشف عما اسمته بالمفاعل النووي السوري في دير الزور، وعدة عمليات لعرقلة البرنامج النووي الايراني.
كما ينسب لداغان اقامة علاقات وثيقة مع اجهزة استخبارية موازية، اضافة الى نفوذه الكبير لدى رؤساء الحكومات الاسرائيلية. كما ينسب للموساد عملية اغتيال القيادي في حركة حماس، محمود المبحوح، كما نشر مؤخرا ان داغان عرقل مبادرة شخصيات من خارج الاجهزة الامنية لاجراء تحقيقات في قضية امنية.
ويبدو انّ الزعماء العرب الذين يقيمون علاقات علنية وعلاقات سرية مع الدولة العبرية كانوا كرماء جدا خلال اللقاءات التي تمت بينهم وبين العديد من المسؤولين الاسرائيليين في السنوات الاخيرة، هذا على الاقل يمكن فهمه من المزاد العلني الذي ينظم في مدينة تل ابيب، والذي سيتم خلاله بيع هذه الهدايا، وهدايا من زعماء اخرين في مزاد علني نُظم من قبل الدولة العبرية. وبحسب صحيفة 'هآرتس' الاسرائيلية، التي اوردت النبأ فانّ سلاسل من الاحجار الكريمة التي تلقاها قادة الموساد الاسرائيلي (الاستخبارات الخارجية) ستكون في مقدمة الاغراض المعروضة للبيع امام الجمهور الواسع، اذ انّ كل من يدفع اكثر يحصل على هدية من زعيم عربي، علاوة على السلاسل المرصعة، فانّ اسرائيل تعرض للبيع ايضا مجموعة كبيرة من السيجار الفاخر المعروف باسم كوهيبا، والذي حصل عليه رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود اولمرت، كما تعرض الحكومة في تل ابيب للبيع الة موسيقية ثمينة كان قد تلقاها رئيس الوزراء السابق ارييل شارون، بالاضافة الى ذلك يشمل المعرض ساعات ثمينة مرصعة بعلم احدى الدول الخليجية.

وكانت صحيفة 'يديعوت احرنوت' العبرية قد قالت انّ رئيس الموساد الاسرائيلي (الاستخبارات الخارجية) مئير داغان يفتخر امام الزائرين الاجانب الذين يصلون الى مكتبه بالقرب من مدينة تل ابيب بالهدايا التي تلقاها من الزعماء العرب، واضافت الصحيفة انه منذ تسلمه منصبه في العام 2002 تمكن الموساد من اختراق العديد من الدول العربية. وقالت ايضا انّ الملوك والرؤساء العرب قاموا باهدائه الكثير من الهدايا، واكثرها كانت عبارة عن سيوف مرصعة بالذهب والاحجار الكريمة.
مع استقالته من الجيش لصقت به صفة ضابط بوهيمي يرسم ويستمع الى الموسيقى الكلاسيكية ويدخن الغليون، وهو نباتي، واعتاد التندر بالعلاقة بين اختصاصه العملاني ـ الدموي وحقيقة كونه لا يأكل اللحوم.
وشغل داغان لعدة سنوات منصب رئيس الهيئة لمكافحة الارهاب في مكتب رئيس الحكومة. يعتبر داغان، المولود عام 1945 قبل هجرته الى البلاد، انسانا منعزلا. لا يصاحب الوزراء وكبار المسؤولين، ويتمتع بالهالة التي تحيط برئيس الموساد، كمن يعرف كل شيء. لا يقوم بزيارات اجتماعية لسياسيين ويعلق في مكتبه صورة ليهودي يقف على حافة حفرة ويطلق عليه نازي النار من الخلف. ويقول ان ذلك اليهودي هو جده.
امّا المحلل للشؤون السياسية في صحيفة 'هآرتس' الوف بن فقد كتب: عندما تمّ تعيين مئير داغان رئيسا للموساد قبل ثماني سنين، كان صدام حسين يحكم العراق، وكان ياسر عرفات سجينا في المقاطعة، ودرّس محمود احمدي نجاد الهندسة في جامعة العلوم والتكنولوجيا في طهران، كافحت اسرائيل انذاك موجة عمليات الانتحار، وهدد الجهاز الاقتصادي بالانهيار، وكانت الروح المعنوية في الحضيض. ان ارييل شارون، الذي عرف داغان من الجيش، عيّنه على رأس الجهاز السري كي يُعيد اليه الروح الهجومية، لافتا الى انّه تُنسب الى شارون مقاولة: خبرة مئير هي فصل رؤوس العرب عن اجسادهم.

ويكيليكس: العاهل السعودي اشترط حصوله على طائرة مثيلة لطائرة بوش لاتمام صفقة مع شركة بوينغ


ويكيليكس: العاهل السعودي اشترط حصوله على طائرة مثيلة 

لطائرة بوش لاتمام صفقة مع شركة بوينغ 

2011-01-03

عواصم ـ وكالات: أظهرت وثائق دبلوماسية نشرها موقع 'ويكيليكس' تدخل دبلوماسيين امريكيين لإقناع زعماء العالم بشراء طائرات 'بوينغ' الامريكية بدلا من منافستها الأوروبية 'إيرباص'، وأشارت الى ربط الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز بين صفقة لشراء طائرات تتجاوز قيمتها 3 مليارات دولار مقابل حصوله على طائرة مثيلة لطائرة الرئيس الامريكي.
وذكرت صحيفة 'نيويورك تايمز' أن الوثائق التي نشرها موقع 'ويكيليكس' تظهر أن دبلوماسيين امريكيين عملوا 'كوكلاء تسويق' لتقديم عروض إلى زعماء دول ومدراء تنفيذيين في قطاع النقل الجوي، كما تشير إلى استمرار تسجيل حالات استخدام الرشاوى أو دفع المال لأشخاص يلعبون دور الوسطاء، على الرغم من أن شركة 'بوينغ' تقول إنها ملتزمة بتفادي الصفقات التي يشوبها الفساد.
وتعترف وزارة الخارجية الامريكية بأن الدبلوماسيين يلعبون دوراً مهماً في مساعدة 'بوينغ' على الرغم من توقيع اتفاق بين الولايات المتحدة والقادة الأوروبيين قبل عقود ينص على إبعاد السياسة عن المسألة.
وتعتبر الإدارة الامريكية شركة 'بوينغ' أساسية لجهة خلق فرص عمل للامريكيين.
وتشير إحدى الوثائق إلى صفقة مع السعودية بقيمة 3.3 مليار دولار تم الإعلان عنها في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
ويبدو أن العمل على إتمام الصفقة بدأ منذ عام 2006، حين سلم المسؤول في وزارة التجارة الامريكية إسرائيل هرنانديز رسالة شخصية من الرئيس الامريكي السابق جورج بوش إلى مكتب الملك عبد الله في جدة، يحثّ فيها الملك على تحديث الخطوط الجوية السعودية بـ43 طائرة جديدة من طراز 'بوينغ' وشراء 12 طائرة للأسطول الملكي، الذي تستخدمه العائلة المالكة.
وأفادت الوثيقة أن الملك قرأ رسالة بوش وقال إن طائرات 'بوينغ' هي المفضلة لديه، مشيراً إلى أنه رفض شراء طائرتين جديدتين من نوع 'إيرباص' وفضّل طائرتيّ 'بوينغ' مستخدمتين قليلاً.

غير أن الملك اشترط أمام هرنانديز بأن يبلغ الرئيس والسلطات المعنية أنه يريد 'كل التقنيات التي يملكها صديقه الرئيس بوش على متن طائرة إيرفورس وان' (الطائرة الرئاسية الامريكية)، وانه حين يحصل على طائرته المزودة بأحدث تكنولوجيا الاتصالات والدفاع 'إن شاء الله، سنتخذ قراراً سيسعدكم كثيراً'.
وأكد مسؤول في وزارة الخارجية الامريكية أن الولايات المتحدة أجرت تجديدات لطائرة الملك عبد الله من دون أن يعطي تفاصيل إضافية لأسباب أمنية.
كما أن العاهل الأردني عبد الله الثاني أبلغ السفير الامريكي عام 2004 أنه اتخذ قراراً سياسياً بشراء طائرات 'بوينغ' على الرغم من أن شركة 'إير باص' قدمت عرضاً أفضل.
وفي عام 2007، مارست الإدارة الامريكية ضغوطاً على البحرين لإلغاء صفقة شراء طائرات 'إير باص' أقل كلفة من طائرات 'بوينغ' بـ400 مليون دولار، وأقنعت المسؤولين بأن الرئيس بوش سيوقع على الصفقة أثناء زيارته المملكة، ما دفع بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى إبلاغ المسؤولين البحرينيين أنه مستعد لزيارة المملكة بعد زيارة بوش، غير أن زيارته ألغيت بعد التوقيع على اتفاقية 'بوينغ'.
وطلبت بنغلاديش الحصول على حقوق هبوط في مطار 'جون كنيدي' في نيويورك مقابل شراء طائرات 'بوينغ'، فيما طالبت تركيا بمساعدتها في برنامجها الفضائي وإرسال رائد فضاء تركي على متن رحلة فضائية لـ'ناسا'.
وأفادت برقيات دبلوماسية أمريكية مسربة اخرى بأنه تردد أن ألمانيا تعتزم تطوير نظام 'تجسس' متطورا يعمل بالأقمار الاصطناعية، يمكن أن يتحدى نظاما فرنسيا منافسا. 
الملك عبد الله بن عبد العزيز يرقص بالسيف في مهرجان الجنادرية

وذكرت صحيفة 'أفتن بوستن' اليومية النرويجية الاثنين أن البرقيات، التي أرسلت من السفارة الأمريكية في برلين، تقول إنه من المقرر تشغيل نظام الأقمار الاصطناعية بحلول عام 2013.
وفي برقية يرجع تاريخها إلى 30 أيلول (سبتمبر) 2009، تردد أن المركز الألماني لأبحاث الطيران والفضاء يسعى إلى الحصول على دعم الولايات المتحدة للتعاون في تطوير هذا النظام، بما في ذلك خاصية التقاط الصور البصرية في الفضاء.
وأشارت صحيفة 'أفتن بوستن' إلى أن نظام الأقمار الاصطناعية يهدف إلى القدرة على رصد أشياء صغيرة الحجم على الأرض يصل قطرها إلى 50 سنتيمترا، والتقاط صور من ثلاث إلى خمس مرات يوميا.
وكانت الصحيفة قالت في كانون الأول/ديسمبر الماضي انها تمكنت من الاطلاع الكامل على ما يقرب من 250 ألف برقية دبلوماسية أمريكية نشرها موقع 'ويكيليكس' الإلكتروني. 

الاثنين، 3 يناير 2011

القرضاوى هدد زوجته أسماء بسحب جنسيتها القطرية وترحيلها الى الجزائر


القرضاوى هدد زوجته أسماء بسحب جنسيتها القطرية
 وترحيلها الى الجزائر

عبد اللطيف بلقايم
صحيفة الجزائرنيوز

كشفت مصادر على صلة ولأول مرة أن السكرتير الخاص السابق للشيخ العلامة يوسف القرضاوي، نقل منه رسالة تهديدية إلى الجزائرية أسماء بن قادة مفادها بأنه سيعمل على سحب الجنسية القطرية منها وترحيلها إلى الجزائر مع تحديد إقامتها فيها ''إن هي نبست ببنت شفة'' حول تفاصيل معاناتها معه ومع أسرته وما يحدث معها من إجراءات إثر ظهور أخبار عن الحملة المصرية على السيدة أسماء والإملاءات المؤذية التي كانت تتلقاها، خلال وبعد اختفائه بشكل مفاجئ يوم الخميس 13 نوفمبر وعودته إلى الدوحة بعد فترة طويلة من هذا التاريخ، لكن الشيخ علق بعد ذلك مع القضاء القطري، عندما لجأ إلى المحكمة بعد سنتين بسبب المادة 108 من قانون الأسرة القطري، وتأجيل النظر في قضيته إلى الثالث عشر من جانفي الجاري·
تسربت لـ''الجزائر نيوز'' تفاصيل خفية وسرية للغاية عن مجريات المواجهة القضائية بين الشيخ القرضاوي والجزائرية أسماء بن قادة في قطر أين يقيمان، وكذا حماية الحقوق والتقدير والاحترام الذي حظيت به الدكتورة أسماء في قطر البلد الذي تحمل جنسيته وفي ظل ما تلقته من تهديدات أرسل بها القرضاوي إليها عبر سكرتيره السابق·
صورة نادرة جدا ليوسف القرضاوي عندما كان شابا يافعا

يقول المصدر إن كبير علماء الإسلام، الشيخ القرضاوي عندما قرر تطليق زوجته أسماء بن قادة، اتجه إلى بيتها وقضى معها ليلة لم تكن ليلتها في ذلك اليوم، حسب أحكام التعدد، ولكنه أرادها آخر ليلة ينتزع فيها آخر جرعة استمتاع واستغلال ليختفي بعدها بيومين خارج قطر، بعد أن عبر لأسماء عن حبه وأكد لها أنه في مزرعة صديقه عبد الله سلاطين في الدوحة وسيعود في المساء!

وبعد اختفائه بسبعة عشر يوما ودون أن تعرف أسماء مكانه وسبب رحيله، يبعث لها برسالة ليقول لها فيها ''أنت طالق''! حدث ذلك في إطار علاقة زوجية فعلت أسماء من أجلها كل ما يمكن به المحافظة عليها بإملاء حرفي من الشيخ، رغم الاعتراض الشديد من أسرتها على هذا الاقتران·
أسماء بن قادة ضحية حملة أولاد الشيخ يوسف القرضاوي عليها

بعد هذه الرسالة بفترة، يعود الشيخ إلى قطر وكأنه لم يعرف يوما هذه المرأة ولم تجمعه بها علاقة أبدا، حيث أغلق كل وسائل الاتصال وهدد أبناؤه أعضاء مكتبه إن مرروا له أي اتصال، وكل الذي وصل إليه من طرف بعض الوسطاء أن هذا الطلاق غير واقع وفقا للقانون القطري، بحكم أنه تم في طهر مسها فيه·
بعد حوالي سنتين من ذلك التاريخ، رفع الشيخ القرضاوي في السابع والعشرين من أكتوبر الفارط، دعوى قضائية في محكمة الأحوال الشخصية في قطر لإثبات طلاقه من أسماء، مما فتح جدلا جديدا حول هذه العلاقة الزوجية التي أثارت نقاشا حادا غير معلن بين أتباع العلامة من الإخوان المسلمين وهي جلبة كان قد عاش بعض آثارها -حسب مصادرنا- في الأردن عام ,1997 حيث حيرت عناصر بارزة وقيادية في جبهة العمل الإسلامي، عندما أرسل الشيخ برسالة طلاق إلى أسماء عن طريق (الدي· أش· أل) بعد ثلاثة أشهر من الزواج، بسبب وصول خبر الزواج إلى أهله وضغطهم عليه لتطليقها، حصل ذلك دون سابق إنذار أو حوار أو تمهيد وبنفس الطريقة تماما التي استخدمها في طلاقه منها في الدوحة· وقد نقل المصدر أن الإخوان المسلمين لم يلتزموا الصمت عام 1997 ولم يبقوا مكتوفي الأيدي بل اتصلوا به في الموضوع، ولاموه على ما فعل وطلبوا منه إصلاح الموضوع، فكان يبرر بقوله ''إنه ارتكب أهون الشرين وأخف الضررين'' ويردف على ذلك ''فلتعد إلى الجزائر''، وهي القاعدة التي ظل يستلها كالسيف في وجه أسماء كلما قرر الانفصال بضغط من أهله، رغم كل الضمانات التي أكد للوسطاء استعداده الكامل للالتزام بها كاملة ووثقها في رسالة إلى والدها أيام طلب يدها·
بعد سيناريو الطلقة الأولى على أرض الأردن يروي المصدر بأن القرضاوي أعاد استعمال أسطوانة الغراميات بعد سنة ونصف من هذا الطلاق، حيث اتصل بها في عيد ميلادها في العاشر من نوفمبر وكان يفصل أسماء عن موعد مناقشة أطروحة الماجستير شهر واحد فقط، ليخبرها بأنه معهم بالجسد ومعها بالروح، وأنه فقد طعم الحياة بسبب ذلك الانفصال وأنه في غاية الشوق إليها وأنه يريد أن يراها في أبو ظبي حيث أصبح لديه برنامج أسبوعي في قناة أبو ظبي كل يوم سبت، ولكن اشترط عليها ألا يتم الحديث عن الماضي ولا التفكير في المستقبل وطلب منها أن تفكر وترد عليه، ولم ترد أسماء، فرجع واتصل بها ليعرف النتيجة فانفجرت أسماء في الهاتف (مع كل ما فعلته معي أنت من يريد أن يراني، وتريد أن تراني بشروط!) فرد قائلا (خلاص تعالي بدون شروط ونفكر في كل شيء) وظل وراءها إلى غاية عودتها إليه بزواج ثان طلب منها فيه ألا يتم إعلانه إلا بعد الحمل الذي سيقوي موقفه تجاه أهله! وعانت أسماء معاناة شديدة في هذه المرحلة بكل ما تضمه من تفاصيل مريرة كانت حقوقها فيها ضائعة بالكامل·
يوسف القرضاوي شيخا

تفاصيل الليلة الأخيرة والتهديدات وإثبات الطلاق
بعد أن منع القرضاوي من دخول الإمارات العربية المتحدة، انتقلت أسماء إلى الدوحة وأعلن الزواج بعد سنوات من تواجدها في الدوحة، وبمجرد كتابته للمذكرات وإعلانه عن قصة حبه لها، بدأت مع أسماء حرب أخرى وحملة إعلامية مصرية شعواء ضدها، وضغوط لا حدود لها من طرف أولاده، وفي ليلة الحادي عشر من نوفمبر وعلى إثر توعك أسماء بسبب كل تراكمات الإيمايلات والمقالات، جاء الشيخ ليزورها، وأكدت أسماء للشيخ بأن هناك استراتيجية حبكها أولاده وحلفاؤهم في القاهرة الهدف النهائي منها الطلاق فرد عليها (من يطلقك يا أسماء أنت مجنونة)! وفي هذه الليلة الأخيرة التي لم تكن ليلتها بحكم التعدد، ولكن أصر الشيخ على قضائها عندها وبتاريخ العاشر من نوفمبر جرى بينهما ما يجري بين زوجين حقيقيين، وعلى إثرها بيومين اختفى الشيخ القرضاوي لتتلقى أسماء بعد اختفائه بسبعة عشر يوما رسالة مفاجئة من طرفه جاءتها من القاهرة وعليها عبارة أنت طالق!

وصاحب هذا الوضع انقلاب مفاجئ وجديد من القرضاوي استمر فيه الانفصال عامين كاملين دون أي تواصل غالقا الباب في وجه كل من يفتح معه هذا الموضوع، إلى غاية السابع والعشرين من أكتوبر الأخير الذي قرر فيه العلامة إثبات طلاقه نهائيا من أسماء بن قادة التي لم تنل حقوقها الزوجية منه بمختلف أنواعها، بل خلال هذين السنتين لم يصلها منه غير رسائل التهديد وعلى رأسها تلك التي وصلتها عن طريق سكرتيره السابق والذي جاء فيه تنكيل معنوي، من القرضاوي يتضمن تهديدا بسحب جنسيتها وترحيلها وتحديد إقامتها في بلدها لو نطقت بكلمة واحدة على إثر نشر جريدة جزائرية لمقال يتضمن ما تعرضت له أسماء من حملة إعلامية مصرية وما كان يصلها من رسائل الشتم والتهديد عبر الإيميل، وتؤكد ذات المصادر، أن أسماء وجدت عند السلطات القطرية كل الحماية والاحترام والتقدير الأمر الذي لم يتوفر لها عند من كانت تعتقد أنه أقرب الناس إليها!

وهكذا بدأت جلسات القضاء في شهر نوفمبر الفارط، دون حضور القرضاوي الذي منح توكيلا لصهره ''زوج ابنته'' الذي كان يرافقه دوما ابنه الأكبر ''محمد'' دون أن يكون لديه محاميا، ولم يكن الشيخ يعلم أن تلك الليلة التي أرادها أن تكون متعة واعتبرتها أسماء وجعا وألما وجرحا عميقا في تاريخ علاقتها معه ووضعتها في إطار ''الاغتصاب الحلال'' بسبب ما كان ينوي فعله دون علمها، قد كانت حجر عثرة في طريق ما يريد إثباته، كما أن دفاع الدكتورة المحامي الدكتور نجيب النعيمي قد أرغمه على توكيل محام بسبب رفعه دعوى نفقة زوجية لأسماء التي من المفترض أنها لا تزال في عصمته بينما لم ينفق عليها خلال سنتين كاملتين، في حين يريد الشيخ إثبات عكس ذلك باستظهار دفاعه لاحقا لجواز سفره ليؤكد من خلاله بأنه غادر الدوحة في الثالث عشر من نوفمبر ,2008 غير أن الفترة التي عاشتها أسماء معه كزوجة حقيقية لا تتنافى مع ما هو مثبت بيولوجيا عنها (10 نوفمبر) وذلك نسبة إلى المادة 108 من قانون الأسرة القطري، ليتم تأجيل النظر في القضية إلى الثالث عشر جانفي الجاري·

السبت، 1 يناير 2011

التقدمية تنفرد بلقاء صحفي مع د. ناجي صبري وزير خارجية العراق قبل الاحتلال


التقدمية تنفرد بلقاء صحفي مع د. ناجي صبري
 وزير خارجية العراق قبل الاحتلال

رواية الكتاب الفرنسي عني فبركة متهافتة استندت لأقاويل
مجهولين ومزاعم ادارة بوش

·      رئيس تحرير جريدة عربية للدكتور ناجي صبري : "لقد أضعتَ عليّ عشرة ملايين دولار، فعندما جئتك الى نيويورك كنت مكلفا من الفرنسيين، الذين كانوا يتعاونون مع الاميركيين، بمفاتحتك للانشقاق على الرئيس صدام... لم استطع أن اطرح عليك الموضوع بعد ان عبرت عن إعتزازك بعملك وسعادتك بالعمل مع الرئيس وعن رعايته لعملك

·      فبركات الكتاب جزء من حملة اميركا لتشويه صورة الحكم الوطني وقادته لتبرير غزوها اللاشرعي وما جره على العراق من كوارث وفوضى ، ومحاولة للانتقام ممن أحبط حملتها الضخمة لاضفاء الشرعية الدولية على غزوها  الاستعماري للعراق

حاوره الناصر خشيني

1//: قلتم في ردكم على ما اورده عنكم الكاتب الفرنسي نوزيه في كتابه اسرار الرؤساء لانه محض هراء وافتراء وتكرار لما روجته ادارة بوش عام 2006 من اكاذيب في اطار حملتها لتشويه صورة الحكم الوطني وقيادته.  لماذا في تقديركم تواصل الجهات الاميركية  مسار تشويه اعضاء القيادة العراقية والحال انه مضت ثماني سنوات على الغزو ، وان الكثير من القياديين اما اغتيلوا او اعتقلوا ؟
ج1// : الحكومة الاميركية ما تزال وستبقى بحاجة لتشويه صورة دولة العراق الوطنية وقيادتها لان التبريرات التي ساقتها لحملتها الحربية الاستعمارية لغزو العراق واحتلاله وتدميره قد اتضح للاميركيين وللعالم أجمع انها محض اكاذيب وافتراءات. ولم تستطع الحكومة الاميركية في عهد ادارة بوش إخفاء زيف اكاذيبها، واعترفت بان كل الاسباب التي بنت عليها غزوها الاستعماري للعراق لا اساس لها الصحة. وقد انحدرت مصداقيتها ومكانتها في الوطن العربي ولدى الشعوب الاسلامية والعالم أجمع انحدارا شديدا جراء هذا الموقف ونتيجة ما جره غزوها اللاشرعي على شعب العراق من ويلات ودمار ودماء وفوضى وكوارث وجرائم منكرة بحق الشعب العراقي لم تستطع بكل آلتها الدعائية الهائلة التستر عليها او إخفاءها. وبحكم موقع العراق في القلب من الامة العربية والعالم الاسلامي تاريخا وحضارة  وامجادا وبحكم دوره المؤسس للحضارة الإنسانية ، فإن هذه الجرائم لاتقف عند حدود العراق بل هي في الوقت نفسه جرائم  ضد مئات الملايين من العرب والمسلمين وجرائم ضد الانسانية.                                                                                                              لذلك تواصل الجهات الاميركية محاولاتها  المستميتة والبائسة واليائسة لتبرير غزوها اللاشرعي من خلال العمل على تشويه صورة الحكم الوطني والسجل الوطني المشهود لقادته، خصوصا أن دولة العراق الوطنية لم تستسلم ولم تتنازل عن سلطتها الشرعية للغزاة بل توجهت حكومتها الشرعية منذ اليوم الاول لاعلان الاحتلال اي يوم 9 أبريل المشؤوم لاستثمار ما اعددته منذ ما قبل الغزو الاستعماري الاميركي من استعدادات عسكرية وتنظيمية للمقاومة الشعبية المسلحة ضد الغزو والاحتلال ، وبدأت تعبىء وتنظم وتقود اعمال المقاومة الوطنية ضد الإحتلال. ومنذ ذلك الحين والشعب العراقي يقاوم الغزاة المحتلين وينزل بهم خسائر مروعة أحالت اكثر من نصف الجيش الامريكي خارج الخدمة جراء مقتل عشرات الالوف من جنوده واصابة مئات الالوف بإعاقات بدنية وعقلية ونفسية فضلا عن خسائر مادية زادت على 3 ترليونات دولار. 

2 //:هل لكم سيدي الوزير أن تكشفوا لقراء التقدمية عن تفاصيل المؤامرة على شخصكم بالذات وفي هذا الوقت بالتحديد وهذه المرة من كاتب فرنسي ؟
ج//:كانت حكومة الولايات المتحدة بقيادة جماعة المحافظين الجدد قد أعدت حملة سياسية ودبلوماسية ضخمة منذ أول ايام تسلمها الادارة سنة 2000على يد بوش بالتعاون مع حكومة بلير، وتضمنت ضغوطا سياسية ودبلوماسية وتقديم رشاوي واختلاق اكاذيب وافتراءات من أجل تمرير مخططها الاستعماري لغزو العراق واحتلاله تحت غطاء الشرعية الدولية   .
الا أن التحرك الدبلوماسي والسياسي العراقي الفعال الذي تشرفت بقيادته قد أحبط هذه الحملة وأفشل بحمد الله مسعى اميركا وبريطانيا لإضفاء غطاء الشرعية الدولية  على غزوهما الاستعماري للعراق . فاضطرتا لشن حربهما الهمجية الاستعمارية في خروج فاضح على ميثاق الامم المتحدة وقراراتها  وانتهاك صارخ للقانون الدولي مما وصم هذا الغزو الى الأبد بسمة اللاشرعية وجعله في مصاف الغزوات والحملات الاستعمارية في التاريخ ،وفي موضع الادانة العالمية الآن وفي المستقبل.   ويبدو ان ادارة بوش قد لفقت هذه الكذبة للانتقام مني بسبب هذا العمل الوطني المشرف الذي قمت به لخدمة وطني وشعبي والانسانية جمعاء ، اضافة الى المسار المركزي للسياسة الاميركية ازاء العراق وهو تشويه صورة دولة العراق الوطنية وصورة قيادتها . والآن بعد أن ادرك القاصي والداني كذب وتهافت اداعاءات ادارة بوش بحيازة العراق اسلحة دمار شامل يأتي كاتب فرنسي ليزعم أنني زودت الفرنسيين بمعلومات عن اسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة ، وكأنه بذلك يريد تبرير الاكاذيب المفضوحة والمتهافتة التي اختلقتها ادارة بوش حول العراق ومنها اكذوبة امتلاكه هذه الاسلحة ، وتناسى الكاتب حقيقة أن الادارة الاميركية نفسها قد اعترفت بتهافت ادعاءاتها ، وحقيقة أن فرنسا واميركا وغيرهما من الدول الغربية والكبرى كانت كلها متيقنة تمام اليقين من خلو العراق من اسلحة الدمار الشامل منذ بداية التسعينيات. 

3// :وما هي قصة لقاء نيويورك الذي أشار اليه الكاتب؟
ج//:ان محور ادعاءات هذا الكتاب وقبلها المزاعم التي روجتها ادارة بوش عام 2006 هو لقاء لبضع دقائق جرى معي في نيويورك في أيلول (سبتمبر) عام 2002 ، حيث كنت أترأس وفد العراق الرسمي الى الدورة العامة  للجمعية العامة للامم المتحدة . وكنت مشغولا بترتيب قرار العراق بالموافقة على عودة مفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة مع امانتها العامة وبمساهمة مشكورة من الامين العام للجامعة العربية، وذلك لتفويت الفرصة على ادارة بوش وحرمانها من استغلال مجلس الامن لإصدار قرار كانت تعده بالتعاون مع حليفتها حكومة بلير الاستعمارية لاضفاء شرعية زائفة على مخططها العدواني لغزو العراق واحتلاله بذريعة مفتشي الاسلحة، وهو ما وفقني الله في تحقيقه.    
    
 وفي غمرة انشغالي بذلك، اتصل بي شخص عربي مقيم في فرنسا ويحمل جنسيتها، وقال انه قدم من باريس لزيارتي والإطمئنان على صحتي ووضعي. وكانت تربطني بهذا الشخص صلة عمل ودية بعد عام 1991 عندما كنت وكيلا لوزارة الثقافة والاعلام ومسؤولا عن الإعلام الخارجي وكان هو رئيسا لتحرير جريدة عربية وقفت الى جانب العراق في تلك الفترة. وبقي يتردد على العراق بضع سنوات وكان يبحث عن فرص تجارية ويلتقي بعض المسؤولين، ثم عرفت فيما بعد ان له صلة معينة بجهاز الامن الوطني العراقي جهاز المخابرات. فقررت ان استقبله لبضع دقائق للمجاملة، ودعوته الى بيت السفير العراقي حيث اقيم في جميع زياراتي الى نيويورك.    لاحظت حرجا شديدا على وجهه ثم بدأ يسألني عن وضعي في العمل في وزارة الخارجية. وأجبته أنني مرتاح في عملي، وسعيد جدا به وبما أحققه لوطني من خطوات مهمة لتعزيز علاقات العراق مع الدول العربية (ومنظومة العمل الرسمي العربي التي وقفت الى جانب العراق في كل مؤتمراتها الوزارية والرئاسية)، ومع منظمة الامم المتحدة، وعلى طريق التصدي للنوايا والتهديدات العدوانية الاميركية والبريطانية، والعمل الجاد والمثمر لسد الثغرات في علاقاتنا الخارجية التي كانت ادارتا بوش وبلير تستغلها للتحريض ضد العراق ولإبقاء الحصار الظالم على شعبه والتحضير لشن الحرب عليه.
ثم سألني: "وكيف علاقتك بالرئيس صدام؟"  قلت له: ممتازة. وتحدثت له عما لقيته من الرئيس الشهيد رحمه الله منذ بداية تسلمي الوزارة من تفهم ودعم ورعاية لعملي. وقلت له : انا سعيد للعمل معه. 
  تصورت آنذاك ان هذه الأسئلة للمجاملة خصوصا أنه لم يلتقيني منذ عام 1999 اي سنتين قبل تسلمي وزارة الخارجية في نيسان/ابريل عام 2001.
بعد برهة، قال هذا الشخص أن لديه علاقة بإبنة الرئيس شيراك وأنها طلبت منه إن كان يعرف مسؤولا عراقيا يستطيع توصيل رسالة خاصة منه الى الرئيس العراقي مفادها ان الرئيس شيراك يريد ارسال وفد فرنسي عالي المستوى سرا الى بغداد لبحث امور خاصة تتعلق بالتهديدات الاميركية للعراق، ويرجو أن يستقبله السيد الرئيس.                                                                                                           انتهى اللقاء عند هذا الحد، وعدت في اليوم التالي الى بغداد. وبعدها بيوم او يومين التقيت الرئيس المرحوم وابلغته الرسالة التي نقلها الشخص المذكور، فأجاب انه يعرف هذا الشخص ويوافق على استقبال الوفد. وقد كلفت احد المسؤولين في مكتبي ألإتصال بالشخص المعني وإبلاغه الموافقة على حضور الوفد.
 لم أسأل بعد ذلك عما حصل بشأن الوفد لإن مهمته حسب وصف هذا الشخص كانت سرية وأمنية مما لا يتصل بميدان عمل وزير الخارجية. وبعد الأحتلال بشهر تقريبا اي في اواسط  شهر مايس اتصل هذا الشخص بي خارج العراق هاتفيا من باريس. وقال لي : "لقد أضعتَ عليّ عشرة ملايين دولار، فعندما جئتك الى نيويورك كنت مكلفا من الفرنسيين، الذين كانوا يتعاونون مع الاميركيين، بمفاتحتك للانشقاق على الرئيس صدام. وفي حالة موافقتك وعد الاميركيون بدفع مئة مليون دولار لك وعشرة ملايين لي. لكنني لم استطع أن اطرح عليك الموضوع بعد ان عبرت عن إعتزازك بعملك وسعادتك بالعمل مع الرئيس وعن رعايته لعملك . فكيف يمكن ان أطرح عليك ان تنشق عليه وانت تشيد بعلاقتك به وتتحدث عن سعادتك للعمل معه. فاضطررت لاختلاق قصة رسالة شيراك". هذا كل ما حدث في لقاء نيويورك الذي حيكت حوله هذه الرواية الملفقة.  
  
   4// : ومن يقف وراء تكرارهذه المعلومة غير الصحيحة في الكتاب الفرنسي؟
ج//: ثمة احتمال ان تكون الجهات الاميركية التي طلبت من الفرنسيين تكليف هذا الشخص، حسب زعمه، بهذه المهمة غير الشريفة في ايلول/سبتمبر 2002 والتي لم يجرأ على طرحها انذاك، بسبب تأكده من ارتياحي وسعادتي في عملي واعتزازي بالعمل مع قيادتي الوطنية ، قد شعرت بالخيبة لفشل مسعاها الرخيص هذا، فارادت التغطية على ذلك بفبركة هذه الرواية المتهافتة واطلقتها عام 2006، ثم عادت الآن لتمررها في هذا الكتاب، وذلك استمرارا في الحملة المنظمة التي ما تزال الولايات المتحدة ماضية فيها لتشويه صورة العراق وحكمه الوطني والرامية لتبرير غزوها غير الشرعي ونتائجه الكارثية، وللانتقام من القيادات الوطنية التي حرمتها من شرعنة حربها على العراق.                  
  وربما يكون هذا الشخص قد اختلق هذه الرواية لغايات ارتزاقية رخيصة وباعها للفرنسيين، فتلقفتها منهم ادارة بوش التي كانت متعطشة لأية معلومات مهما كانت هزيلة وتافهة لاضافتها لقائمة الاكاذيب التي تخصصت في تصنيعها لاستخدامها في التحريض ضد العراق والتهيئة لغزوه واحتلاله. 
  غير أن الكاتب نفسه يعترف بتهافت روايته المفبركة في إجابته على سؤال مقدم البرنامج عما لديه من وثائق تثبت هذه الادعاءات، بأنه استقاها من مصادر في المخابرات الفرنسية (لم يسمها)، وان مسؤولين في الادارة الاميركية كانوا يتحدثون عن وجود مصدر لادارتهم في العراق. أي انه نسبها الى مصادر مجهولة. من يقول ان هناك مصادر بالفعل؟ ومن هي هذه المصادر؟ وما درجة مصداقيتها؟ وما هي ادلتها المادية الموثقة؟   
ثم كيف يمكن لعاقل أن يصدق ادعاءات اعضاء ادارة بوش حول العراق ، بعد أن انحدرت مصداقيتها الى الحضيض في داخل اميركا وخارجها بعد اعترافها بنفسها بالاكاذيب التي اختلقتها واستخدمتها في غزوها غير الشرعي للعراق واحتلاله وتدمير دولته الحديثة. 
إذن، هذه الرواية لم تستند الى اي دليل او وثيقة، لسبب بسيط هو انها مختلقة مائة بالمائة، ولا أساس لها من الصحة على الإطلاق وهي هراء في هراء وكذبة مفضوحة. ولو تأنى هذا الكاتب قليلا ، ونظر الى الذين خدموا اميركا  بالمعلومات الكاذبة أو بغيرها، كيف كافأتهم قبل الاحتلال وبعده ، واين وكيف يعيشون الآن ، لما سقط في هذا الخطأ الشنيع. ويبدو أن هذا الكاتب قد إنطلق من نظرة إستعلائية عنصرية غربية إزاء الانسان العربي والمسلم تستهين بحقه الإنساني في الانتماء الى وطنه والتمسك بكرامته والدفاع عنهما، وتستسهل تبعا لذلك رشقه بالاتهامات جزافا، متجاهلة عن قصد ما يقدمه العرب يوميا خصوصا في العراق وفلسطين والمسلمون في افغانستان من نماذج رائعة في الانتماء لتربة الوطن والتمسك بالأرض وبالهوية الوطنية والقومية والاسلامية، ومقاومة الاحتلال، والتضحية بالنفس والمال والولد دفاعا عن حقوقهم وارضهم.   

  //5 : في مواجهة هذه الاتهامات هل ستكتفون بالرد الصحفي ام لكم خيارات اخرى يمكن ان تلجأوا اليها وهل يمكن التفضل بتوضيحها ؟؟  
 ج//: لقد بينت في الرد انني احتفظ بحقي في اتخاذ الاجراءات القانونية بحق دار النشر والكاتب.