مرحبا بزوار التقدمية

مرحبا بالزوار الكرام لمدونة التقدمية. هذه المدونة تتبع صحيفة التقدمية الأصلية وهذا موقعها http://www.taqadoumiya.net/. تعرضت للضرب والحذف فجر يوم 3 سبتمبر وتم استعادتها في آخر يوم 4 سبتمبر بعد الاتصال بشركة غوغل... قد تضرب في أية لحظة مرة أخرى فالرجاء من القراء المهتمين بالمقالات تسجيلها أو طبعها أو البحث عنها عبر غوغل في مواقع أخرى...

الثلاثاء، 4 يناير 2011

انتهاء حقبة رئيس الموساد


انتهاء حقبة رئيس الموساد: اغتيال مغنية والمبحوح وتدمير 

المفاعل بدير الزور والتشويش على البرنامج النووي الايراني 

واختراق الدول العربية والحصول على الهدايا من الزعماء 

زهير اندراوس:
القدس العربي
2011-01-03



 
تعمد صناع القرار في تل ابيب، في خطوة غير مسبوقة، السماح لوسائل الاعلام بحضور مراسم وداع رئيس الموساد المنتهية ولايته، مئير داغان، لوزراء الحكومة الاسرائيلية، وعلى الرغم من الحميمية التي ظهرت بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الموساد، الذي عاد الى مستوطنة روش بينا، في الشمال حيث يسكن لمزاولة هواية الرسم التي يعشقها، بحسب صحيفة 'يديعوت احرونوت'، الا انّ الخلافات بين نتنياهو وداغان لم تختف بالمرة، بل على العكس، رئيس الوزراء الاسرائيلي رفض قبل عدّة اشهر الطلب الذي تقدّم به رئيس الموساد، الذي باشر اعماله رئيسا للموساد في العام 2002، بتمديد فترة ولايته لسنة اضافية.
وبحسب كبار المحللين للشؤون العسكرية والاستخبارية في الدولة العبرية فانّ القشة التي قصمت ظهر البعير كانت الفشل الذي ما يزال يلاحق اسرائيل في عملية اغتيال القيادي العسكري في حركة حماس، محمود المبحوح، في دبي، قبل نحو عام.
كما انّ رئيس الموساد تعرض لانتقادات لاذعة لانّه اقام حوله جيشا من الخاضعين له والذين دأبوا على تسريب معلومات للصحافة العبرية لتمجيده واظهار الجهاز على انّه من انجح الاجهزة الامنية في الدولة العبرية، ولكنّ الحقيقة مختلفة عن الصورة الوردية التي حاول داغان صبغ الموساد بها، فخلافا لرؤساء الجهاز السابقين، كتب امس المحلل رونين بيرغمان في صحيفة 'يديعوت احرونوت' غيّب داغان عن سبق الاصرار والترصد التعاون الوثيق مع شعبة الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال (امان)، الامر الذي اثار حفيظة العديد من صناع القرار في المستويين الامني والسياسي، على حد سواء.
مع ذلك، يعتبر رئيس الموساد الاسرائيلي من اكثر الشخصيات الامنية تأثيرا على صنّاع القرار في تل ابيب في السياسة الخارجية.

من ناحيته كتب المعلق للشؤون العسكرية في صحيفة 'هآرتس' امير اورن ان لاسرائيل اسبابا كافية لتنفيذ عملية اغتيال عماد مغنية، بدون المحفزات الامريكية التي تصل الى 5 ملايين دولار، جائزة على قتله.
واشار في هذا السياق انه في حال تبينت صحة ما ذهبت اليه وكالات الانباء العربية فان الجائزة هي من حق مئير داغان والموساد. واعتبر ان عماد مغنية يمثل تجسيدا للعلاقة بين ايران وحزب الله، وايضا بين الايديولوجية المتطرفة لنظام ايات الله وبين ارهاب حزب الله، مشيرا الى ان لقبه رئيس الجهاز الامني (او ضابط العمليات) لا يعكس الا القليل. يذكر انه في نهاية كانون الاول (ديسمبر) يكون قد مضى على داغان في رئاسة الموساد 8 سنوات، وكان رئيس الحكومة الاسبق ارييل شارون قد قام بتعيينه في المنصب، وفي اعقاب ذلك مدد رئيسا الحكومة التاليان ايهود اولمرت ونتنياهو ولايته في منصبه.
ونسبت التقارير الاسرائيلية الى فترة داغان عدة عمليات قام بها الموساد، مثل اغتيال القيادي في حزب الله عماد مغنية في دمشق، والكشف عما اسمته بالمفاعل النووي السوري في دير الزور، وعدة عمليات لعرقلة البرنامج النووي الايراني.
كما ينسب لداغان اقامة علاقات وثيقة مع اجهزة استخبارية موازية، اضافة الى نفوذه الكبير لدى رؤساء الحكومات الاسرائيلية. كما ينسب للموساد عملية اغتيال القيادي في حركة حماس، محمود المبحوح، كما نشر مؤخرا ان داغان عرقل مبادرة شخصيات من خارج الاجهزة الامنية لاجراء تحقيقات في قضية امنية.
ويبدو انّ الزعماء العرب الذين يقيمون علاقات علنية وعلاقات سرية مع الدولة العبرية كانوا كرماء جدا خلال اللقاءات التي تمت بينهم وبين العديد من المسؤولين الاسرائيليين في السنوات الاخيرة، هذا على الاقل يمكن فهمه من المزاد العلني الذي ينظم في مدينة تل ابيب، والذي سيتم خلاله بيع هذه الهدايا، وهدايا من زعماء اخرين في مزاد علني نُظم من قبل الدولة العبرية. وبحسب صحيفة 'هآرتس' الاسرائيلية، التي اوردت النبأ فانّ سلاسل من الاحجار الكريمة التي تلقاها قادة الموساد الاسرائيلي (الاستخبارات الخارجية) ستكون في مقدمة الاغراض المعروضة للبيع امام الجمهور الواسع، اذ انّ كل من يدفع اكثر يحصل على هدية من زعيم عربي، علاوة على السلاسل المرصعة، فانّ اسرائيل تعرض للبيع ايضا مجموعة كبيرة من السيجار الفاخر المعروف باسم كوهيبا، والذي حصل عليه رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود اولمرت، كما تعرض الحكومة في تل ابيب للبيع الة موسيقية ثمينة كان قد تلقاها رئيس الوزراء السابق ارييل شارون، بالاضافة الى ذلك يشمل المعرض ساعات ثمينة مرصعة بعلم احدى الدول الخليجية.

وكانت صحيفة 'يديعوت احرنوت' العبرية قد قالت انّ رئيس الموساد الاسرائيلي (الاستخبارات الخارجية) مئير داغان يفتخر امام الزائرين الاجانب الذين يصلون الى مكتبه بالقرب من مدينة تل ابيب بالهدايا التي تلقاها من الزعماء العرب، واضافت الصحيفة انه منذ تسلمه منصبه في العام 2002 تمكن الموساد من اختراق العديد من الدول العربية. وقالت ايضا انّ الملوك والرؤساء العرب قاموا باهدائه الكثير من الهدايا، واكثرها كانت عبارة عن سيوف مرصعة بالذهب والاحجار الكريمة.
مع استقالته من الجيش لصقت به صفة ضابط بوهيمي يرسم ويستمع الى الموسيقى الكلاسيكية ويدخن الغليون، وهو نباتي، واعتاد التندر بالعلاقة بين اختصاصه العملاني ـ الدموي وحقيقة كونه لا يأكل اللحوم.
وشغل داغان لعدة سنوات منصب رئيس الهيئة لمكافحة الارهاب في مكتب رئيس الحكومة. يعتبر داغان، المولود عام 1945 قبل هجرته الى البلاد، انسانا منعزلا. لا يصاحب الوزراء وكبار المسؤولين، ويتمتع بالهالة التي تحيط برئيس الموساد، كمن يعرف كل شيء. لا يقوم بزيارات اجتماعية لسياسيين ويعلق في مكتبه صورة ليهودي يقف على حافة حفرة ويطلق عليه نازي النار من الخلف. ويقول ان ذلك اليهودي هو جده.
امّا المحلل للشؤون السياسية في صحيفة 'هآرتس' الوف بن فقد كتب: عندما تمّ تعيين مئير داغان رئيسا للموساد قبل ثماني سنين، كان صدام حسين يحكم العراق، وكان ياسر عرفات سجينا في المقاطعة، ودرّس محمود احمدي نجاد الهندسة في جامعة العلوم والتكنولوجيا في طهران، كافحت اسرائيل انذاك موجة عمليات الانتحار، وهدد الجهاز الاقتصادي بالانهيار، وكانت الروح المعنوية في الحضيض. ان ارييل شارون، الذي عرف داغان من الجيش، عيّنه على رأس الجهاز السري كي يُعيد اليه الروح الهجومية، لافتا الى انّه تُنسب الى شارون مقاولة: خبرة مئير هي فصل رؤوس العرب عن اجسادهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق