مرحبا بزوار التقدمية

مرحبا بالزوار الكرام لمدونة التقدمية. هذه المدونة تتبع صحيفة التقدمية الأصلية وهذا موقعها http://www.taqadoumiya.net/. تعرضت للضرب والحذف فجر يوم 3 سبتمبر وتم استعادتها في آخر يوم 4 سبتمبر بعد الاتصال بشركة غوغل... قد تضرب في أية لحظة مرة أخرى فالرجاء من القراء المهتمين بالمقالات تسجيلها أو طبعها أو البحث عنها عبر غوغل في مواقع أخرى...

الأربعاء، 22 ديسمبر 2010

السعودية: مستقبل غير محدد المعالم


السعودية: مستقبل غير محدد المعالم




بقلم الدكتورة مضاوي الرشيد


مقال نشر في القدس العربي بتاريخ 20-12-2010
رغم انه سؤال لا يتجرأ على طرحه الا القليل من الباحثين والمهتمين بالشأن السعودي الا ان ظروف المرحلة الحالية قد فرضته وطرحته على طاولة النقاش والتكهنات ولكن مجرد التفكير به في الداخل السعودي يعرض المرء لاقصى انواع العقوبات والتي تنتهي دوما بالسجن الى امد غير معروف ويظل السؤال مطروحا في حلقات ضيقة والمجالس المقفلة ينطوي السؤال على ماهية العلاقة بين اسرة حاكمة ومساحة تسمى الوطن وبما ان المساحة كانت تعتبر فضاء فسيحا خاليا من اي انواع القانون والسلطة حسب معايير التاريخ السعودي الرسمي نجد ان تحويل الجغرافيا الفسيحة شعبها المتناحر يعتبر انجازا اسريا مرتبطا بأسرة واحدة ونظرتها الشاملة وانجازها العظيم.

بحسب المقولات التاريخية السعودية تعتبر المساحة الجغرافية سابقا بؤرة صراع وهمجية وكفر والحاد وعصبيات قبلية ونعرات مناطقية وطقوس بدائية اقرب ما تكون الى جاهلية ما قبل الاسلام وليس المجتمع المسلم كما عرفته المناطق العربية الاخرى التي تحولت الى اوطان في القرن العشرين. ان سيطرة هذا الخطاب التاريخي المزور على عقول وقلوب الكثير من سكان الجزيرة العربية او اطرافها التي دخلت في المنظومة السعودية الحديثة تجعلهم بالفعل يقتنعون بالعلاقة الحميمة بين الاسرة والوطن فيعتبرون وجود الاولى ضرورة ملحة لوجود الوطن وان زالت الاسرة يزول الوطن بعملية عفوية تلقائية فيتلاشى في لحمته ووحدته ويندثر بل قد يعود الى حالة التفكك والانفصال السابقة.

وينقسم من يطرح هذا السؤال المعقد والشائك والحساس الى اقسام منهم اولا: شريحة تتمنى زوال الاسرة وبقاء الوطن وينطلق هؤلاء من رغبة حقيقية في التخلص من ترسبات القرن العشرين والتي ارتبطت بالحكم المطلق التعسفي وانعدام الحريات والحقوق والمؤسسات حتى اصبح الوطن يختزل في اسرة واحدة وخزينته تتقلص في جيب واحد وموارده توزع حسب قانون لا يعرف خباياه الا المنجمون والعرافون بخبايا الامور وباطن الاشياء ويعترف هؤلاء بأن حالة فوضى وتخبط قد تتلو انتهاء الحقبة السعودية بسبب ضعف المجتمع مؤسساتيا وغياب العمل السياسي والتمرس به في السابق مما قد يؤدي الى خلل مرحلي وتآكل لاجهزة الدولة التي قد لا تصمد امام الكارثة. وهذا يعتبر امرا طبيعيا اذ ان سقوط الحكم الاسري المتفرد بالسلطة هو اشبه ما يكون بسقوط الامبراطوريات التي عادة تكون محفوفة بالمخاطر ومراحل فوضوية في ظل غياب التحضير المسبق لتداعيات سقوطها وهذا بالفعل ما سيحصل في بلد كالسعودية صاحب الحكم المركزي المتسلط وربما تمر البلاد بمرحلة طويلة تكون مرتبطة بالاضطرابات والخلل البنيوي تستمر لسنوات قبل ان تعاد صياغة الدولة على عقد اجتماعي جديد ومؤسسات حقيقية تضمن المشاركة السياسية والتمثيل لكافة اطياف المجتمع. ثانيا هناك فئة تتمنى زوال الاسرة والذي قد يفتح المجال لتبلور نزعات انفصالية نائمة تجد تعبيرا عن نفسها عند بروز الفرصة المناسبة فتتغير ملامح الجغرافيا الحالية برسم خطوط جديدة حول كانتونات كان لها بعد تاريخي وهويات تعاد صياغتها حاليا. وبينما تنتظر هذه الكانتونات فرصا تاريخية جديدة قد تحول الحلم القديم الى حقيقة على ارض الواقع ان توفرت لها الفرص المحلية والدعم الاقليمي والعالمي. نعتقد ان سيناريوهات الانفصال يجب ان ترفض وتقاوم لانها ستكون مبنية على اوهام وليس مصالح مشتركة. فالاقاليم السعودية كانت منذ القدم وقبل عصر الدولة الحديثة اقاليم تعتمد على اللحمة العضوية وليس الانفصال الذي تبلور لاحقا في الخطاب التاريخي السعودي الرسمي. هذا الخطاب هو المسؤول عن رسم ملامح الذاكرة التاريخية لابناء الوطن وكأنه وطن كان مشتتا في مناطق محدودة مسيجة الى ان جاءها المؤسس بسيف ماض ليوحدها تحت رايته.

هذا الخطاب المغلوط يتجاوز حالة التكامل الاقتصادي والتواصل الاجتماعي والموروث الديني الذي كان يجعل من المناطق المختلفة ثقافيا وسكانيا مكملة بعضها لبعض وان برزت نزعات انفصالية في الوقت الحاضر فما هي الا حصيلة سياسة الدولة والاسرة التي ضخمت تاريخ الشقاق المزعوم في العصور الغابرة حيث لا يخلو كتاب تاريخ سعودي من وسم الماضي بابشع الصفات والنعوت في عملية دعائية تبرز دور الدولة الحديثة هي وحدها بممارساتها ومناطقيتها المحدودة المسؤولة الرئيسية عن ظهور الخطاب الانفصالي عند بعض فئات المجتمع في الجزيرة العربية. وثالثا: هناك شرائح في المجتمع تتمنى بقاء الاسرة وزوال الوطن لا يهمها طالما ظلت مصالحها محفوظة وقدرتها الشرائية عالية وهيمنتها على المرافق والفرص الاقتصادية مضمونة فنظرتها للوطن لا تتجاوز النظرة الى السوق وما يوفره من بضائع وفرص لاقتناص الربح المشروع. وغير المشروع ومثل هؤلاء يعرفون جيدا ان دخولهم السوق الكبير مرتهن بارادة حفنة صغيرة من الشخصيات التي تمنح حق المشاركة في السوق والانتفاع منها والاستفادة من بريقها.

ولا نأسف على هؤلاء اذ انهم ينتمون الى طبقة لها جذور اقتصادية تتعدى الجغرافيا المحلية وفي اية لحظة تستطيع هذه الطبقة ان تشد رحالها وتحزم حقائبها لتنتقل الى مناطق اخرى حيث وجدت لنفسها اسواقا اخرى مزدهرة ونامية. وهذه الطبقة هي حصيلة الانفتاح الاقتصادي والاستثمار العالمي وتعتبر نفسها طبقة كوزموبوليتانية تتفرد بلغتها الخاصة التي تطعمها بلغات العالم مجتمعة وهي من اكلة السوشي والكابوتشينو الذي تتعلمه في ترحالها ورحلاتها الصاخبة الى عواصم العالم ومنتجعاته. ويرتبط الانتماء للوطن عند هذه الشريحة بالسوق الذي يشكل حبل الوريد وما ان ينقطع السوق وتزول اسرته العتيدة حتى تنتهي العلاقة وتبدأ مرحلة الهجرة الجماعية الى اوطان ـ اسواق جديدة.

وستكون هجرتها مقترنة بهجرة الاسرة ان وصل الحال الى هذه المرحلة. ولنا عبر من تاريخ الامم السابقة وخاصة تلك التي حكمتها اسر اقتلعتها الشعوب بسبب طغيانها وتعجرفها وتصرفها بموارد البلاد حسب اهوائها بعيدا عن اهم مبادئ العدالة والشفافية وتعتبر هذه الفئة الثالثة هامشا على صفحات تاريخ الشعوب تزول بزوال نفعيتها ولا تشكل الا عبئا يستنزف موارد الاوطان وينهك ثرواتها وتكون هجرتها عادة بلا عودة فتنساها الشعوب عندما تستنشق هواء الحرية والكرامة والعدالة. لذلك عندما يطرح سؤالنا عن مصير الاوطان في ظل غياب الاسرة نجد هذه الشريحة تترفع عن الفوضى في معادلات صعبة بينما هي منهوكة بتعقب ذبذبات الاسواق العالمية ومراقبة حقائبها الاقتصادية وصعود او هبوط اسهمها المحلية والعالمية.

ان استعراض هذه الفئات المتعددة وغير المتجانسة ومدى ردود فعلها على اشكالية العلاقة بين الاسرة والوطن قد يثير البعض لا لسبب الا لانه طرح واستعرض من قبلنا ونحن نحمل ذاك الارث المرتبط بالاسم. ولكن يجب التنبيه ان اي مشروع انفصالي يتقوقع فيه البعض اما لاحياء حلم قديم او لبناء وهم جديد هو مرفوض تماما حيث ان شعورنا وعاطفتنا واهواءنا تملي علينا التمسك بوحدة الاوطان بل ابعد من هذا بكثير. لقد صقلتنا الايام والتجارب لنعرف مدى اهمية الوحدة الحقيقية ليس فقط على المستوى الاقليمي المحلي بل ابعد من ذلك بكثير حيث تكمل المناطق بعضها البعض ثقافيا واقتصاديا وسياسيا واجتماعيا من بغداد مرورا ببيروت وانتهاء بالرباط. لقد تجنبنا الاطار الضيق والمناطقية المحدودة وشربنا من منابع ثقافية ابعد بكثير من حدود الجزيرة العربية لذلك كبر الطموح وغذاه العقل حتى تحولت الهجرة والغربة الى قوة لها جذور في اوطان كثيرة ومتعددة. ولسنا حالة شاذة او شعور اقلية بل انها حقيقة ملموسة تحسسناها في ترحالنا وتجولنا في المنطقة. سنقول لا لمفتتي الاوطان والذين اعمتهم سياسة دولة فئوية على مر العقود السابقة ولا نلومهم ان نزعوا الى نزعات انفصالية بل نطلب منهم ان يتجاوزوا تاريخ الشقاق والنفاق والتعتيم على تاريخ مشترك وغمامة الفرقة التي نمتها الدولة المركزية بآلتها الاعلامية وسياستها الاقصائية وتعجرفها خلال الفترات السابقة رغم تشدقها بالوحدة الوطنية. وطالما ظلت وحدة الوطن رهينة الخطاب الاعلامي والتاريخي المزيف سنظل نعاني من تطرف الانفصاليين والذين هم في نهاية المطاف نتيجة حتمية لهذه السياسة التي مورست ضد الآخر اينما كان في محاولة لشق الصف واحكام السيطرة التامة على مجتمع متفكك متشرذم يتخفى خلف عصبيات وهمية وعنجهيات غذتها خطابات التاريخ التي صورت شعب الجزيرة وكأنه شعب متوحش لا يعرف سوى الاقتتال والاحتراب حتى جاءه الفرج من انهكته باستئثارها وتشتيتها لموارده ومخيلته. سيبقى الوطن باسرة او بدونها.


' كاتبة واكاديمية من الجزيرة العربية

الأربعاء، 15 ديسمبر 2010

مستقبل السعودية على الفيس بوك بقلم الدكتورة مضاوي رشيد


مستقبل السعودية على الفيس بوك

بقلم الدكتورة مضاوي رشيد

مقال نشر في القدس العربي بتاريخ 29-11-2010

لقد جاء الفيس بوك رحمة للعباد وخاصة الشعوب المغيبة عن صنع القرار والمشاركة في الشأن العام، وبينما هو للدردشة والتسلية في معظم دول العالم التي وفرت لشعوبها قنوات للتعبير وحريات عامة نجد ان الفيس بوك اصبح مجتمعنا المدني ومؤسستنا المستقلة وتجمعنا الممنوع في العالم الافتراضي ننتشل به انفسنا من سوط الرقيب ولو لمرحلة قصيرة وننفس على صفحاته عن نفوسنا المأزومة وهمنا الجمعي. لقد تحول الفيس بوك في بلد كالسعودية الى نبض الأمة وحزبها وصفحة رأيها ووجهها الحقيقي بعد ان وشحت الوجوه واسودت الملامح نتيجة عقود من الرياء والنفاق والمواربة وعدم تسمية الاسماء بأسمائها، والهروب الجمعي من المسؤولية ومواجهة الحاضر والمستقبل الذي ستتغير ملامحه دون ان يكون للمجتمع اي مساهمة في رسم صورته الجديدة. لولا الفيس بوك لتحول المجتمع الى صنم كبير حنطته عقود طويلة من الاستهلاك واللامبالاة بالمصلحة الجماعية. ولا يزال المجتمع ينتظر ما ستسفر عنه الايام او الاسابيع القادمة حيث تظل معضلة وراثة الحكم معلقة لم تحلها هيئة البيعة المزعومة.

في جو الانتظار هذا تتجه الاقلام الى الفيس بوك وكان منها قلم جريء طرح عدة اسئلة لا يجرؤ على طرحها اكبر صحافيي السعودية الذين يزعمون ان مجال الحرية وسقفها في الصحافة قد وصلا الى اعلى المستويات في ظل الحكم الحالي، وهو قلم احد اساتذة اصول الفقه في كلية الشريعة الدكتور محمد العبد الكريم المعروف من خلال قناة دليل. وجاء الكاتب بنقد مشروع لحالة الركود والانتظار وعبر عن مخاوف حقيقية من التفكك والاحتراب في حال انفجار صراع الاجنحة الحاكمة، وتساءل عن موقف المجتمع في حال حدوث صراع عائلي مسلح وهو احتمال لا يستبعد خاصة وان الاجنحة الحاكمة هي بالفعل مسلحة ومستقطبة لشرائح اجتماعية تمت عسكرتها من قبيلة مرورا بحضر والى ما هنالك من اطياف متنوعة اجتماعية.
واشار الكاتب الى تعطيل مسيرة الاصلاح السياسي الفعلي الذي ارتبط بمشيئة الدولة واهوائها. ويبدو ان الكاتب قد فقد الامل من العلماء بعد سكوتهم وبحثهم عن تأويلات شرعية تبرر هذا السكوت وتقبل بانعدام الحراك ووضع امله في ما سمي بالصحوة السياسية المتنامية والتي قد تكون مؤهلة للقيام بالتكليف الشرعي في ظل غياب الفعاليات الأخرى.

ورغم اننا نشيد بجرأة الكاتب ونقدر اهتمامه بمصير البلاد والعباد الا اننا بحاجة لمراجعة مواقف الصحوة خلال العقد المنصرم والتي اشبه ما تكون بموقف الذي يقود العطشان الى بئر الماء فينزل دلوه ومن ثم يقطع عليه الحبل، مما ادى الى غرق البعض وعودة البعض الآخر الى قواعده دون ان يروي عطشه.

هذا هو حال الصحوة التي مهدت وفتحت الباب على مصراعيه أمام الفكر السياسي ومن ثم اغلقته بعد ان تعرضت لضغوط طالت رموزها واتباعهم ليتحول هؤلاء عن مسارهم وينضموا الى طيف المنظرين بشؤون العبادة والطهارة، ومؤخرا يبدو ان الجميع قد انشعل وانفتن بموضوع المرأة. من عالم رسمي الى آخر مستقل استطاع هؤلاء ان يتقوقعوا خلف مواضيع ساخنة كالاختلاط وقيادة السيارة. لقد تحول اسلاميو السعودية الى فقهاء يفتون في السينما والمسرح و'الكاشيرات' ورضاعة الكبير الى ما هنالك من مشاغل تعتبر مصيرية بالنسبة لهم، ونجحت مخططات الدولة في تهميش الحراك السياسي والقضاء على اطروحات التغيير التي راودت البعض وانتهت المطالبة بالاصلاح السياسي الى طريق مسدود مما جعل المجتمع مكشوفا لاي توقع او سيناريو لا يكون في مصلحته، واصطدم الحراك السياسي بفقه العصور الغابرة الذي نما وترعرع في مراحل هزيمة المجتمع وانتصار السلطة المطلقة مما ادى الى تفريغ مصطلحات الشورى والعدل واهل الحل والعقد واهل الشوكة من معانيها لتتحول الى اساطير تضفي غطاء شرعيا على اسوأ اشكال الحكم التسلطي والتفرد بالقرار وعزل المجتمع عن محاور السياسة والمصلحة. وبدل ان يرجع هؤلاء الى نصوص ربانية يقرأونها بمنظور احتياجات ومتطلبات المرحلة الحالية فيردمون الهوة بين القديم والحديث نراهم يجترون فقه التراجع عن المسؤولية ويستشهدون بأئمة العصور الغابرة الذين يتزلفون على عتبات السلاطين ويستجدون الحظوة في مجالسهم. لقد انتصر فقه الغلبة والتفرد بالسلطة على اسمى المعاني والمثاليات بل اصبح المرجع الوحيد الذي من خلاله يستقيل المرء من مسؤوليته ويسلم امره الى حفنة صغيرة من المستأثرين بالحكم والذين ينخرطون في حلبة المنافسة خلف الكواليس وربما في اروقة المستشفيات والمجتمعات علهم يتقاسمون الكعكة الكبيرة ما يوفر لكل منهم نصيبه الذي يعتبره حقا إلهياً. لقد تناسينا فكرة الرهط الذي يتقدم بمطالبه ويحاور المتسلط ليحد من تسلطه وينهى المستفرد بالرأي، وهجرنا مصطلحاتنا السابقة ولم يبق لنا سوى صفحات الفيس بوك نخط عليها احزاننا ونتباكى على مصيرنا المجهول وبعد ذلك نستحضر مسميات كالصحوة وما هي الا لحظات عابرة بددها جمود الفقه وقمع المتسلط واسترخاء المجتمع وانخراطه في متاهات الاستهلاك الضاربة في قلبه. يجتر البعض انجازات المراحل السابقة من تنمية وتطور لنجد انها لا تتعدى فتح الابواب على السوق العالمي الكبير واستيراد صرعاته القديمة والجديدة وايقوناته الكبيرة والصغيرة.

لقد استبدلنا المسؤولية الجماعية بالعملية الشرائية واصبحنا نقيس نجاحنا او فشلنا على ميزان الاستهلاك فكلما انخرطنا في صرعات العصر كلما أثبتنا للعالم اننا شعب متحضر 'مودرن' وليس همجيا من مخلفات العصر الحجري. في مجتمع كهذا تنعدم الاصوات المسؤولة الا قلة قليلة ربما اليوم ليس لها سوى الفيس بوك واخواته خاصة بعد ان اقفلت المنابر في وجه اي خطاب سياسي يحمل هم الشأن العام وحدة الاوطان ومصير الحكام. وتتفرج الاكثرية الصامتة على العالم يناقش شأننا ومستقبلنا دون ان نستطيع ان نسجل سطرا واحدا على منبر ما وكأن هذا الامر لا يعنينا او انه من اختصاص الآخرين. لا نستغرب عملية الهروب الجماعي الذي يمارسه المجتمع اذ انه منغمس في الاستهلاك والمصالح الشخصية لدرجة انه تحول الى حركات سكون لا تنتفض الا عندما تواجه 'الكاشيرة' في المحلات التجارية حينها تستنهض الأمة دفاعا عن الشرف الرفيع الممتهن ولا تحرك اطيافها عندما تواجه فسادا او ظلما او فقرا في اغنى دول المنطقة ناهيك عن فراغ سياسي محتمل خلال الاعوام القليلة القادمة. ولا بد ان نحيّي اقلام الفيس بوك فهي على الاقل استطاعت ان تحدث ثغرة في بحيرة الصمت وحركت الركود عندما تطرح الاسئلة بجرأة ووضوح هذه الاسئلة التي لا تظهر على الملأ بل تبقى حبيسة المجالس الخاصة والحوارات الضيقة. ولكن قبل ان نعلق الآمال على صحوات الداخل السعودي نعتقد انها تواجه ضبابية في الهدف وعدم تعريف للاستراتيجية، ويجب عليها ان تسأل نفسها اسئلة كثيرة من اهمها ماهية الحكم وفقهه بعد ان ميعت الدولة مفهوم الحكم في الاسلام الذي لم يبق منه سوى رفع الشعار والتلويح بالشريعة وليس من الصعب على هذه الصحوات ان تعيد النظر في اولوياتها وتنفض عنها غبار الجدران التي اصطدمت بها وخاصة الفقهية منها حتى تحولت الى بوق آخر يضاف الى الابواق الرسمية من علماء ودعاة ينشغلون بمعارك النساء حيث لهم صولات وجولات، بالاضافة الى الاطياف التي تعتبر نفسها الوجه الحضاري الجديد الذي يستميت في الدفاع عن التركيبة السياسية الحالية على صفحات الجرائد وشاشات التلفاز. وطالما ظلت اطياف المجتمع السعودي مغيبة عن صنع القرار كلما ازدادت خطورة الوضع الداخلي الذي يبقى مرهونا بإرادة احادية لا تسمح للمجموعة ان تشاركه هموم الدولة ومخاطر التفكك والانهيار في منطقة عربية تتآكل فيها هيبة الدول ويزداد فيها التدخل الخارجي واعادة رسم الخرائط بطريقة لا تصب في المصلحة الجماعية لكل منطقة. والسعودية ليست محصنة من هذه المخاطر بسبب ثروتها بل ان هذه الثروة هي ربما الحافز الاكبر للتدخل واللعب بنسيجها الاجتماعي وجغرافيتها الحديثة وتبقى الحصانة الوحيدة في قوة المجتمع وتماسكه عبر المؤسسات وليس الشعارات الخلابة، وبانتظار هذه النقلة النوعية ليس للمجتمع خيارات على ما يبدو سوى خيارات الفيس بوك.

' كاتبة واكاديمية من الجزيرة العربية

تسييس الدين ... وراء نصف كوارثنا....عبد العزيز بن باز كمثال


تسييس الدين ... وراء نصف كوارثنا....عبد العزيز بن باز كمثال


بقلم حبيب رابح



هل حاكم العراق كافر وهل يجوز لعنه؟

هل يجوز لعن حاكم العراق؟ لأن بعض الناس يقولون: إنه ما دام ينطق بالشهادتين نتوقف في لعنه، وهل يجزم بأنه كافر؟ وما رأي سماحتكم في رأي من يقول: بأنه كافر؟

هو كافر وإن قال: لا إله إلا الله، حتى ولو صلى وصام، ما دام لم يتبرأ من مبادئ البعثية الإلحادية، ويعلن أنه تاب إلى الله منها وما تدعو إليه، ذلك أن البعثية كفر وضلال، فما لم يعلن هذا فهو كافر، كما أن عبد الله بن أبي كافر وهو يصلي مع النبي - صلى الله عليه وسلم-، ويقول: لا إله إلا الله ويشهد أن محمدا رسول الله وهو من أكفر الناس وما نفعه ذلك لكفره ونفاقه فالذين يقولون: لا إله إلا الله من أصحاب المعتقدات الكفرية كالبعثيين والشيوعيين وغيرهم ويصلون لمقاصد دنيوية، فهذا ما يخلصهم من كفرهم؛ لأنه نفاق منهم، ومعلوم عقاب المنافقين الشديد كما جاء في كتاب الله: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا[1]، وصدام بدعواه الإسلام ودعواه الجهاد أو قوله أنا مؤمن، كل هذا لا يغني عنه شيئا ولا يخرجه من النفاق، ولكي يعتبر من يدعي الإسلام مؤمنا حقيقيا فلا بد من التصريح بالتوبة مما كان يعتقده سابقا، ويؤكد هذا بالعمل، لقول الله تعالى: إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا[2]، فالتوبة الكلامية، والإصلاح الفعلي، لا بد معه من بيان، وإلا فلا يكون المدعي صادقا، فإذا كان صادقا في التوبة فليتبرأ من البعثية وليخرج من الكويت ويرد المظالم على أهلها، ويعلن توبته من البعثية وأن مبادئها كفر وضلال، وأن على البعثيين أن يرجعوا إلى الله، ويتوبوا إليه، ويعتنقوا الإسلام ويتمسكوا بمبادئه قولا وعملا ظاهرا وباطنا، ويستقيموا على دين الله، ويؤمنوا بالله ورسوله، ويؤمنوا بالآخرة إن كانوا صادقين. أما البهرج والنفاق فلا يصلح عند الله ولا عند المؤمنين، يقول سبحانه وتعالى:إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ، ويقول جل وعلا: ومن الناس من يقول ءامنا بالله وباليوم الآخر وماهم بمؤمنين * يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ * فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ[3]، هذه حال صدام وأشباهه ممن يعلن الإسلام نفاقا وخداعا وهو يذيق المسلمين أنواع الأذى والظلم ويقيم على عقيدته الإلحادية البعثية.

سورة النساء الآية 145.سورة البقرة الآية 160.سورة البقرة الآيات 8- 13.

من ضمن أجوبة سماحته رحمه الله على الأسئلة الموجهة له عام 1411هـ - 1991م، أيام غزو العراق للكويت-الفتاوى المجلد6

فتوى الشيخ ابن باز بجواز الاستعانة بالقوات الأمريكية 
السؤال :
يقول بعض الناس الذين يشككون في فتوى هيئة كبار العلماء بشأن الاستعانة بغير المسلمين في الدفاع عن بلاد المسلمين وقتال حاكم العراق- بعدم وجود الأدلة القوية التي تدعمها . . فما تعليق سماحتكم على ذلك؟
الجواب :
قد بينا ذلك فيما سبق وفي مقالات عديدة ، وبينا أن الرب جل وعلا أوضح في كتابه العظيم : أنه سبحانه أباح لعباده المؤمنين إذا اضطروا إلى ما حرم عليهم أن يفعلوه ، كما قال تعالى : {وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ}[1] ولما حرم الميتة والدم والخنزير والمنخنقة والموقوذة وغيرها قال في آخر الآية : {فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}[2] والمقصود أن الدولة في هذه الحالة قد اضطرت إلى أن تستعين ببعض الدول الكافرة على هذا الظالم الغاشم . لأن خطره كبير ، ولأن له أعوانا آخرين ، لو انتصر لظهروا وعظم شرهم ، فلهذا رأت الحكومة السعودية وبقية دول الخليج أنه لا بد من دول قوية تقابل هذا العدو الملحد الظالم ، وتعين على صده وكف شره وإزالة ظلمه . وهيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية لما تأملوا هذا ونظروا فيه ، وعرفوا الحال بينوا أن هذا أمر سائغ ، وأن الواجب استعمال ما يدفع الضرر ، ولا يجوز التأخر في ذلك ، بل يجب فورا استعمال ما يدفع الضرر عن المسلمين ، ولو بالاستعانة بطائفة من المشركين فيما يتعلق بصد العدوان وإزالة الظلم ، وهم جاءوا لذلك وما جاءوا ليستحلوا البلاد ، ولا ليأخذوها ، بل جاءوا لصد العدوان وإزالة الظلم ثم يرجعون إلى بلادهم ، وهم الآن يتحرون المواضع التي يستعين بها العدو ، وما يتعمدون قتل الأبرياء ، ولا قتل المدنين ، وإنما يريدون قتل الظالمين المعتدين وإفساد مخططهم والقضاء على سبل إمدادهم وقوتهم في الحرب . ولكن بعض المرجفين المغرضين يكذب على الناس ، ويقول : إنهم حاصروا الحرمين ، وإنهم فعلوا ، وإنهم تركوا ، كل هذا من ترويج الباطل والتشويش على الناس لحقد في قلوب بعض الناس ، أو لجهل من بعضهم وعدم بصيرة ، أو لأنه مستأجر من حاكم العراق ليشوش على الناس . والناس أقسام : منهم من جهل الحقائق والتبست عليه الأمور ، ومنهم من هو جاهل لا يعرف الأحكام الشرعية ، ومنهم من هو مستأجر من الطغاة الظلمة ليشوش على الناس ، ويلبس عليهم الحق ، والله المستعان .
[1] - سورة الأنعام الآية 119. [2] - سورة المائدة الآية 3.

وإليكم مقالة بن باز 

نشرت الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد بالرياض في عام 1402 هـ/1982م كتاباً من تأليف الشيخ بن باز يقول فيه : (أجمعت آراء السلف من أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية وابن كثير وابن القيم الذين أجمعوا على ثبوت الأرض ).من هنا: إنَّ القول بأن الشمس ثابتة وأن الأرض دائرة هو قولٌ شنيعٌ ومنكر ،ومن قال بدوران الأرض وعدم جريان الشمس فقد كفر وضل ، ويجب أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل كافراً مرتداً ، ويكون ماله فيئاً لبيت مال المسلمين" 

وأضاف ابن باز بأنه كان من جملة الناس الذين شاهدوا بعيونهم وأبصارهم سير الشمس وجريانها في مطالعها ومغاربها قبل أن يذهب نور عينيه وهو دون العشرين ، وأكد أن الشمس سقفها ليس كروياً كما يزعم كثير من علماء الهيئة الضالين ، وإنما هي قبة ذات قوائم تحملها الملائكة وهي فوق العالم مما يلي رؤوس الناس، و أنه لو كانت الشمس ثابتة لما كان هناك فصول أربعة ولكان الزمان في كل بلد واحد لا يختلف. 

وقد نصَّ في كتابه على (أن كثيراً من مدرسي علوم الفلك ذهبوا إلى القول بثبوت الشمس ودوران الأرض وهذا كفرٌ وضلال وتكذيبٌ للكتاب والسنة وأقوال السلف ،وقد اجتمع في هذا الأمر العظيم النقل والفطرة وشاهد العيان فكيف لا يكون مثل هذا كافراً)، وقد حجَّهم ! بقوله (لو أن الأرض تتحرك لكان يجب أن يبقى الإنسان على مكانه لا يمكنه الوصول إلى حيث يريد ، لذلك فالقول بهذه المعلومات الطبيعية وتدريسها للتلاميذ على أنها حقائق ثابتة يؤدي إلى أن يتذرع بها أولئك التلاميذ على الإلحاد حتى أصبح كثير من المسلمين يعتقدون أن مثل هذا الأمر من المسلمات العلمية).وكذلك استدل بأنَّه (لو كانت الأرض تدور كما يزعمون لكانت البلدان والأشجار والأنهار لا قرار لها ، ولشاهد الناس البلدان المغربية في المشرق والبلدان المشرقية في المغرب ، ولتغيرت القبلة على الناس لأن دوران الأرض يقتضي تغيير الجهات بالنسبة للبلدان والقارات هذا إلى أنه لو كانت الأرض تدور فعلاً لأحسَّ الن اس بحركة كما يحسون بحركة الباخرة والطائرة وغيرها من المركوبات الضخمة ).ووصف المسلمين الذين يؤمنون بكروية الأرض بأنهم يتبعون كلَّ ناعق يريد أن يفسد عقيدة المسلمين بأنهم بعيدون عن استعمال عقولهم وأنهم أعطوا قيادهم لغيرهم فأصبحوا كبيهمة الأنعام العجماء بعد أن فقدوا ميزة العقل. 

وقد خلص ابن باز إلى أن (القائل بدوران الأرض ضال قد كفر وأضل كذَّب القرآن والسنة ، وأنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل كافراً مرتداً ويكون ماله فيئاً لبيت مال المسلمين) .

اليكم مقاطع مما ذكره ابن باز في كتابه المسمى ي ( الأدلة النقلية و الحسية على جريان الشمس و سكون الأرض و إمكان الصعود إلى الكواكب ) من مطبوعات الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة سنة 1395 هجرية : قال ابن باز في كتابه المذكور في الصفحات التالية : (ص23) و كما أن هذا القول الباطل - يقصد ثبوت الشمس ودوران الأرض- مخالف للنصوص فهو مخالف للمشاهد المحسوس و مكابرة للمعقول والواقع لم يزل الناس بسلميهم وكافرهم يشاهدون الشمس جارية طالعة و غاربة ويشاهدون الأرض قارة ثابتة و يشاهدون كل بلد و كل جبل في جهته لم يتغير من ذلك شيء ، ولو كانت الشمس تدور كما يزعمون لكانت البلدان والجبال و الأشجار و الأنهار والبحار لا قرار لها و لشاهد الناس البلدان المغربية في المشرق والمشرقية في المغرب ولتغيرت القبلة على الناس حتى لا يقرّ لها قرار و بالجملة فهذا القول فاسد من وجوه كثيرة يطول تعدادها .

رجل لا يعلم أن الأرض تدور حول الشمس يفتي في مسائل سياسية معقدة ترتبط بها مصائر دول و شعوب و ها نحن شفنا نتيجة ذلك بأم أعيننا و لا زلنا سنرى ما دام مثل هؤلاء مازالوا يفتون و يتكلمون في أمر العامة بدون إحترام لأهل الإختصاص و المصيبة الكبرى أن الكثير من البسطاء يسمعون لهم و ينفذون أحكامهم معتقدين أنها واجبات دينية من تركها (ضال قد كفر وأضل كذَّب القرآن والسنة ، وأنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل كافراً مرتداً ويكون ماله فيئاً لبيت مال المسلمين) على طريقة بن باز و زملائه من علماء السلاطين

العقائد والأنظمة الشمولية للدكتور محمد العبد الكريم


الساحة - بقلم د.محمد العبد الكريم -







نشر مقال جديد للدكتور محمد العبد الكريم بعد اعتقاله لا يقل قوة من مقاله المدوي عن صراع الأجنحة ‏

مقدمة :

يقول الدكتور عبدالعزيز الوهيبي في صفحته على الفيسبوك الحمد لله....أخبرني الإخوة في مجلة ‏مؤتمر الأمة أن الدكتور محمد العبد الكريم سبق أن أرسل لهم مقالا عن مسألة الإصلاح والبلاغ المبين ‏لا تقل أهمية عن مقالته الشهيرة السابقة ، ولما لم أكن قد قرأت المقالة من قبل فقد وجدت بعد نشرها أن ‏فيها قوة في قول كلمت الحق ، فقلت إني توكلت على الله ربي وربكم مامن دابة في الأرض إلا هو آخذ ‏بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم....وإلى المقال العقائد والأنظمة الشمولية

انظر بقية المقالات والصور والفيديوهات المرتبطة بنفس الموضوع في التقدمية
http://www.taqadoumiya.net


بسم الله الرحمن الرحيم


منذ تأسيس الدولة " السعودية " وتوحيد مدنها في نظام شمولي ، والعلاقة بين الحاكم والمحكوم علاقة ‏عمودية ، أو بشكل أوضح: علاقة فوقية استعلائية، تقوم الدولة بإدارة الحياة السياسية والحياة الخاصة ‏للأفراد باتجاه رأسي ، وتتعاطى مع المتغيرات بشرط تجسيدها في جسم الدولة ، وليس لحرية الفرد ‏قيمة إلا إن كانت تؤثر في حرية الدولة.‏


وتم تشريع تلك العلاقة كعادة أي نظام شمولي من خلال التسلح بأيدلوجيا محددة لتقود جميع فعالياته، ‏ومن ثم تصبح عقيدة الدولة الرسمية.‏


ولأن هذه العقيدة غير قابلة للفصل عن جسم الدولة ، فإن جميع الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية تطبع ‏بالطابع الرسمي للسلطة السياسية ومن ثم تتحول العقائد ومؤسسات الدولة الدينية إلى أدوات للاستبداد ‏والقهر والتدخل، والاستيلاء على الأفكار والحريات،حتى يصبح من المستحيل على كل التيارات ‏الإصلاحية مواجهة محميات الحاكم إلا بمحميات مقاربة .‏


ولإتمام السيطرة تقوم الأنظمة الشمولية عادة باحتكار كل وسائل القوة والقمع ، ويتم عسكرة جميع ‏وسائل الاتصال والإعلام والصحافة ... ولأن الإعلام متمرد بطبيعته ، ووسائل الاتصال الحديثة تمنح ‏الفرد فرصة السياحة خارج الحدود، فقد قامت الدولة مؤخراً بمحاولة سن أنظمة وقوانين عقابية صارمة ‏لجرائم المعلومات، ولا زالت تصرح بين فينة وأخرى بالتباحث حول تقنين الصحف الإلكترونية على ‏الأنترنت! وقد أنشأت إدارات متخصصة في وزارة الداخلية ... لمراقبة المنتديات ، وهي محاولات ‏ستبوء بالفشل ، فصحافة المواطن تؤذن بانقلاب هائل على إعلام السلطة أو المسمى بالإعلام التقليدي ، ‏إلا أن كانت الدولة تنوي تجنيد نصف الشعب لمراقبة نصفه الآخر !!‏

أل سعود يحتكرون الحكم ولا يوزعونه


من السمات البارزة في نظامنا الشمولي عدم المساواة بين الأفراد، أو بين الأعراق.‏


ولكي نكون منصفين : فإن الطابع العام للدولة مزيج من الروح الإسلامية العامة تلتقي مع طبيعة الملك ‏القاهرة ، إلا أن هذه الروح الإسلامية أيضا لم تقوى على تلطيف طاقة العنف والبطش المختزنة في ‏الدولة .فقد فرض النظام روحاً تبعية قاسية على كل مناشط الحياة ، وورط استبداد الدولة الشريعة ‏الإسلامية بروح إكراهية سلطوية، وقصد إلى تطبيع الشخصية الإسلامية بطابع الغلظة والفضاضة، ‏وأخفى فيها معالم الرحمة واليسر والإنسانية. وانصب اهتمام مؤسسات الشريعة على ترسيخ الكيان ‏القائم، بالترغيب والترهيب ، لأنها تستمد وجودها من قوة النظام وليس من ذاتيتها أو استقلاليتها، وتلك ‏القوة لا تمنح إلا بشروط، وعلى إثر ذلك اصطبغت صورة العالم والشيخ ورجل الدين بأصباغ السلطة ‏ومسلكها في العلاقات العامة والخاصة .‏


لقد انتهت معالم الشريعة على يد النظام الشمولي، وتم الاستيلاء على روحها وأحكامها ،وبلورت كعقيدة ‏صالحة للاستبداد والقهر، وليس كشريعة صالحة لبناء الدين والدنيا، وأودعت ديوان الملوك كما تودع ‏الأموال، وسلمت مفاتيحها بنفوس مطمئنة ليد الحاكم، يرسمها ويعيد تخطيطها، وصار أكثر دعاتها ‏يفاخرون في كل المناسبات برعاية الدولة للشريعة ! وكلما اشتد الصراع مع التيارات المناهضة للتشدد ‏احتموا بالدولة لتقيهم بأس المخالفين، فالدولة تصنع الخصوم والدولة ترعى الشريعة والدولة تحمي من ‏الخصوم والدولة رب العالمين !‏


بدليل أن أدق التفاصيل صار لولي الأمر حق الإطلاع عليها ، ولم يعد الحياء مانعاً من إدخال ولي ‏الأمر حتى على فراشك ليأذن لك بإنجاب طفل مستعبد يضاف لبقية القطيع !‏


لقد أشار كلود بولين وهو يحلل الأنظمة الشمولية إلى قدرتها التامة على وضع العقول في حالة عبودية, ‏وإعاقتها في منبعها الحي عن كل تمرد, ملغية فيها حتى إمكانية تبلور النية في ذلك.‏


إن أي نظام شمولي لا يعمد إلى الاستعباد والاستبداد فهو يعلن وفاته .‏


إن الاستعباد ليس سلوكاً اختيارياً يمكن أن يستبعده الحاكم من نظامه، بل لا يقوم النظام الذي يقوده ‏‏"الحزب" الواحد دون قهر وتسلط ، ودون عقيدة مستخدمة لتسهيل الطاعة المطلقة التي ترى طاعة ‏الحاكم إذا أمر بمعروف، وطاعته إذا لم ينهى عن منكر؛ خشية الفتنة، وطمس كل كلمات الرفض ‏والاحتجاج باستدعاء المفسدة في ممانعة الحاكم حتى ولو ضرب ظهرك أو سرق مالك أو استباح ‏عرضك ...‏

الملك عبد الله مقعدا وبعد...


لقد أجمع دارسوا الأنظمة على سمات موحدة في كل الحكومات الشمولية، فمن الاستيلاء على التربية ‏والتعليم, وإقامتها على قاعدة الإيديولوجية الرسمية إلى وضع شبكة من الرقابة على الأفراد شديدة ‏الفاعلية، ومن تسخير التكنولوجيا الحديثة للسيطرة الكاملة الشاملة على كل نواحي حياة المواطنين إلى ‏تنظيم السكان بشكل يُسهل إخضاعهم عقليا و جسديا, مستخدمة الأدلجة كوسيلة ناجعة لغسل الأدمغة.‏


إن الأحكام الشرعية التي يطبقها النظام الشمولي، فتفرح لها قلوب بعض المؤمنين معتقدين أنهم البلد ‏الوحيد في العالم الأقرب للشريعة لأن نظامهم يرعى الشريعة ، ليست سوى مصيدة لتمكين الاستحكام ‏برقاب المحكومين.‏


ولإثبات هذه الفرضية نتسائل أولاً:‏


هل الغاية حماية الشريعة لحماية النظام، أم حماية النظام لحماية الشريعة ؟!‏


على من يقع البأس والتنكيل :‏


على من يتعرض لذات الحاكم أم على الذين يسخرون بالذات الإلهية ؟


وما الكتب التي يمنعها النظام الشمولي:‏


أهي كتب الخرافات والشعوذة أم كتب لوحظ فيها كلمة صغيرة في بحر لجي تجرح مشاعر النظام ؟!‏


إن واقع الأنظمة الشمولية في كل دول العالم مراعاة مصلحة النظام ولو ترتب على ذلك هلاك بقية ‏الشعب.والحاكم الفعلي في تلك الأنظمة هي المصالح الخاصة، وكل مصلحة عامة فهي منتهية إلى ‏تحسين حالة خاصة .‏


ودليل آخر:‏


أن الشريعة لا علاقة لها بسرقة الأموال العامة من الدولة ، والشريعة لا تحاسب الفساد المنظم ، ‏والشريعة تستعمل في الحقوق الواجبة على الحاكم كدين مكمل ، وفي حقوق الإنسان كمرشد ،بل ‏استعملت الشريعة لخدمة الإقطاع، وتم استحضارها في منح صكوك الأراضي وإطلاق يد ولي الأمر ‏يهب ما يشاء كيفما شاء وقتما شاء لمن شاء دون مساءلة من الشريعة، بل الشريعة أصبحت مشاركة ‏في انتهاب ثلثي أراضي الدولة على يد بضعة أفراد من السلطة ، فتضخمت أسعار العقار وعطلت ‏التنمية وانتشرت الجريمة واعتلى سوق الرشوة وصار في كل بيت بطال وبطالة ، وصار المال دولة ‏في يد الأغنياء، وكل هؤلأ الأغنياء إما سلطة مباشرة أو مقاربون لها أو مدافعون عنها مستنفعون منها ‏‏.‏

نايف بن عبد العزيز الملياردير متقلدا سيفا وخنجرا من الذهب الخالص ومرصعان بالألماس والياقوت يكره المثقفين ويحاربهم

إن الحلول غير الممكنة حالياً والتي تخيف الأنظمة الشمولية وتهدد قبضتها يمكن إجمالها فيما يلي:‏

أولاً: تغيير مفهوم التوحيد القائم على تنقية الإسلام من الخرافات والبدع إلى التوحيد القائم على معنى ‏الحرية التي تفضي إلى الواحدية المطلقة وإعلان انتهاء السلطان الأرضي ،وقيام الملك لله الواحد القهار ‏فلا سلطان ولا ملك في الأرض، وإنما يحكم الناس بحاكم يكون في مقام الوكيل عن وكيله ، ويعزل ‏بشوكة الأمة ، فالإسلام هو إعلان نهاية ملك القياصرة والأكاسرة ، والقرآن الكريم ردد قصة موسى ‏وفرعون وجعلها أكثر السور وروداً في مواضع مختلفة من القرآن، فمن الحرية بدأ الإسلام، وبأفول ‏شمسها غاب المعنى الحقيقي للدين .وقد بدأت معالم الحرية تظهر في كتابات وبحوث سلفية جليلة، ‏ولكنها تقمع بشراسة بالغة من لدن تيارات سلفية أخرى تنسج بمكرها الكبار قطع رؤوس الأحرار، ‏وتحيك في ظلامها الدامس بليل العبودية الإطاحة بنفوس تأبا معيشة الأحرار .‏


ثانياً: لا سبيل للتخلي عن الاستبداد إلا بالتخلي عن نظام الفرد الواحد الذي يحكم المجموع، لتكون ‏الكلمة شورى بين المؤمنين في مسلك من يدير شؤونهم .‏


أما استمرار النظام الحالي بحالته الراهنة فهو استمرار للقمع والاستبداد، مهما أبدى النظام مرونة في ‏سقف الحريات العامة للتعبير، لأن طبيعة الأنظمة هي التي تقرر مسلك الاستبداد وليست إرادة الحاكم ‏سوى معطى ثانوي لا يضمن سلامة العدل والقسط بين الناس .( إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها ‏وجعلوا اعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون )‏

محمد بن نايف بن عبد العزيز يواصل خطة أبيه في ضرب المثقفين بيد من حديد ودعم الوهابيين المتشددين


إن معظم السلفيين اليوم يرون أن كل التيارات تقف ضدهم ، ويرون أن كل التيارات لا تستطيع ‏مقاومتهم، وقد صدقوا في ذلك ، فلن يستطيع تيار فضلاً عن مجموعة من الكتاب والأقلام والبحوث ، ‏مقاومة التيار السلفي السعودي ، فهو محمي بسلطة تلتبس به ويلتبس بها ، وتدافع عنه ، ويدافع عنها ، ‏ولكن المقابل هو القضاء على أصول الشريعة الكلية، فهذا هو الثمن الباهض الذي دفعه التيار السلفي ‏وجعل خياره مع الاستبداد مقابل الحفاظ على مكتسبات حققت له وجوداً وانتشاراً في أوساط الناس، ‏وهذه المكتسبات التي حققت وجوده ليس منها أي معنى من معاني الاستقلال والحرية والعدل، فلم يكن ‏العدل والحرية والحكم الطبيعي هو السبب في قيام التيار السلفي ووجوده ، ولم تكن حقوق الإنسان ، ‏وتجريد الطغيان ، والتضحية في سبيل كرامة الناس علة في ظهوره، بل عامة السلفيين هم في توتر ‏بالغ من مسائل الحرية والعدل ، وظهرت لبعضهم كتابات مخزية لا يستحوون من نسبتها لهم ولتيارهم ‏، بل عامة التيار السلفي والحركي على وجه الخصوص انقلب إلى طور جامي جديد ، فطوفان الحداثة ‏والعولمة والهيمنة الدولية على العالم قلبت لديه الموازين، وبدلاً من البحث عن تضحيات كبرى لأجل ‏غايات الإسلام الكبرى باستعادة معاني التوحيد العظمى في العدل والشورى والحريات ، اندفع إلى ‏تصدير قضايا المرأة كسلاح في الحرب على الليبرالية ليضمن مقعده في الوجود، فالمرأة هي السلاح ‏وليست الحرية ، والمرأة هي الوجود وليس العدل .‏


"الزوجة الجزائرية للقرضاوي تروي قصة 'العشاء الأخير' للشيخ في بيتها!"

"الزوجة الجزائرية للقرضاوي تروي قصة
'العشاء الأخير' للشيخ في بيتها!"


صورة نادرة جدا ليوسف القرضاوي أيام شبابه... قبل أن يصبح شيخا مشهورا... كان يمكن أن يكون زواجه ناجحا لو حدث مع السيدة اسماء بن القاضي في هذه السن.. أما الزواج بها وهو في عمر جدها فقد أدى إلى كارثة...





تناولت صحيفة الحياة الصادرة من لندن قضية الأزمة الزوجية للداعية الإسلامي، يوسف القرضاوي، تحت عنوان: "الزوجة الجزائرية للقرضاوي تروي قصة 'العشاء الأخير' للشيخ في بيتها!"
انظر فيديو القرضاوي وحوار شامل مع زوجته في التقدمية
http://www.taqadoumiya.net/



وقالت الصحيفة: "ظن الكثيرون أن الأكاديمية الجزائرية الدكتورة أسماء بن قادة، التي جمعتها سنوات زواج بالداعية الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي، ألقت بكل ما في جعبتها، حين تحدثت عن حياتها مع الفقيه المثير للجدل، لكنها وفقاً لما علمت الحياة، من مصادر لم تكتب سوى السطر الأول في الأزمة."

وأوكلت بن قادة، بعد أن تقدم زوجها القرضاوي إلى محكمة الأحوال الشخصية في الدوحة بدعوى إثبات طلاق ضدها، للمحامي القطري الدكتور نجيب النعيمي قضيتها، وقالت رداً على سؤال للحياة: "نعم. الشيخ رفع دعوى لإثبات طلاقه، وأنا من جانبي وكلت محامياً للمرافعة في القضية، وهذه ليست المرة الأولى التي يسعى فيها القرضاوي إلى إحداث الطلاق."
وما يزيد استياء الدكتورة أسماء أكثر، كما تقول المصادر، أن «الشيخ قضى ليلة معها في تشرين الثاني (نوفمبر) 2008، وتبين لها لاحقاً أنه أراد تلك الليلة أن تكون آخر عهده بزوجته، أي أنه كان ينوي الطلاق، ما تسبب لأسماء في وجع وألم كبير.. خصوصاً أن الشيخ «ترك السيدة معلقة من دون حقوق، وأقفل كل وسائل الاتصال به، وترك زوجته وحيدة في الدوحة بعيداً عن عائلتها وأهلها عامين كاملين من دون حقوق.

السياسي:: الحقيقة بين يديك

فتوى التقدمية بخصوص الفن التشكيلي وكل انواع التصوير


بشرى لكل محبي الفن التشكيلي وكل أنواع التصوير، فتوى التقدمية الجديدة تنسخ فتوى التحريم الوهابية السعودية القديمة وتبيح ما أحله الله

فتوى التقدمية بخصوص الفن التشكيلي وكل انواع التصوير

مواطن بسيط بصدد تصوير نسائه ورغم انعدام أية ملامح لهن بسبب النقاب ... فقد منع شيوخ الوهابية السعودية عملية التصوير هذه من أساسه... وقد يجلد في الساحات العامة من قبل المطوعة لخروجه على الفتوى الوهابية المذكورة... بشرى له ولأمثاله ففتوى التقدمية أباحت لهم ما أحله الله

التصوير وسائر ما يدخل في الفن التشكيلي حرام تحريما مطلقا عند مشايخ الوهابية ضمن عشرات من الفتاوى الموجودة ضمن فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء وقد أخذت نموذجين من هذه الفتاوى كدليل على اثبات صحة ما أدعيه من كون الوهابية يحرمون تحريما قاطعا كل أنواع التصوير مهما كان ولأي سبب وانهم في بعض الحالات يجوزون أشياء قليلة من باب الضرورة ولا يجوز ما عدا ذلك وكذلك اقامة التماثيل والنصب لأي غرض كان فهي محرمة تحريما مطلقا لأنها ستؤدي الى الشرك بالله وكأن هذه الأمور هي لب الدين و جوهره والخروج عنها معصية ما بعدها معصية ألهذا الحد يقع اختزال الدين وتسطيحه في هذه القشور وترك لبه من عدالة اجتماعية في توزيع الثروة واقامة مجتمع شوروي تتكافأ فيه الفرص بين الجميع وضمان حقوق الانسان والمساواة بين الجنسين الى حد أن الاسلام بديلا عن ذلك يكرمها ويعلي من شأنها فان كل هذا لا نجده عندهم بقدر ما نجد تمجيد الحاكم وتحريم نقده بل واضفاء غطاء ديني لكل التصرفات الشاذة وغير المناسبة لمصلحة الاسلام و المسلمين ولذا لا بد من مواجهتهم بكل هذه الحقائق لعل وعسى أن نوقظ فيهم ضمير الصحوة الاسلامية والنخوة العربية فينتصروا للحق بديلا عن كيل الاتهامات لكل من يعارضهم بكونه رافضيا أو متأمركا أو علمانيا معاديا للاسلام واني جازم من كونهم بديلا عن الانصياع للحق عند ظهور هذه الفتوى سوف يشيطنونني ويصفوني بكل ما وصف به مالك الخمر أو أكثر من ذلك واني لأدعو لهم بالهداية و العودة الى الصراط السوي الذي يعلمونه حق العلم ولكن الخوف من السلطة والمصالح الدنيوية قد تكون هي التي تحول بينهم وبين الاذعان للحقيقة واليكم فيما يلي اثنتين من الفتاوى التابعة للجنة الدائمة للافتاء و البجوث بارقامها كما هي مذكورة في مصادرها
س2: ما موقف الإسلام من إقامة التماثيل لشتى الأغراض؟
ج2: إقامة التماثيل لأي غرض من الأغراض محرمة سواء كان ذلك لتخليد ذكرى الملوك وقادة الجيوش والوجهاء والمصلحين أم كان رمزا للعقل والشجاعة كتمثال أبي الهول أم لغير ذلك من الأغراض؛ لعموم الأحاديث الصحيحة الواردة في المنع من ذلك؛ ولأنه ذريعة إلى الشرك كما جرى لقوم نوح .
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد ، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو // عضو // نائب رئيس اللجنة // الرئيس //

عبد الله بن قعود // عبد الله بن غديان // عبد الرزاق عفيفي // عبد العزيز بن عبد الله بن باز //

السؤال الثامن من الفتوى رقم (3592):
س8: هل التصوير بالكاميرا حرام أم لا شيء على فاعله؟
ج8: نعم، تصوير ذوات الأرواح بالكاميرا وغيرها حرام، وعلى من فعل ذلك أن يتوب إلى الله ويستغفره ويندم على ما حصل منه ولا يعود إليه.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد ، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو // عضو // نائب رئيس اللجنة // الرئيس //
عبد الله بن قعود // عبد الله بن غديان // عبد الرزاق عفيفي // عبد العزيز بن عبد الله بن باز //




احتوت كتب الحديث على محموعة من الاحاديث النبويةالشريفة بشأن التصوير واقتنائه.وكذالك فى المقام الثانى ذلك الكم الهائل من صور المخطوطات الاسلامية التى تنتشر فى المتاحف والمكتبات العالميه هذا بالاضافه الى بعض الصور الجدارية,مما يؤكد على ان المسلمين عرفوا فن التصوير وزاولوه واستخدموه على طول العصور الاسلاميه,فضلا عما ثبت للتصوير من فوائد لا يمكن الاستغناء عنها فى العصر الحديث كمقياس للتمدن والتحضر بالنسبة للشعوب.ومن ثم اصبح لابد لكل من يدرس التصوير الاسلامى ان يناقش هذا الموضوع من خلال ما ورد فى القرآن الكريم وفى الاحاديث النبويه الشريفه.
وبالنسبه للقرآن الكريم توجد فيه اشارة صريحه لفن التصوير و التماثيل فى سورة سبأ(الايات 12و13). عند الحديث عن سيدنا سليمان وتسخيره الجن فى عمل التماثيل والقصور الشامخه والقصاع الضخمه كالحياض وقدور كبيره ثابتات لاتتحرك لكبرها وضخامتها حيث يقول تعالىوَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (12) يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13) سبأ وهنا تجدر الاشاره الى ان هذا الموقف لايمكن القياس عليه لانه من المعجزات والنعم التى وهبها الله لنبيه ورسوله سليمان بن داود وغير قابله للتكرار. وكذلك فى سورة الانبياء(الايه 51 _59)حيث قال تعالى . إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (52) قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ (53) قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (54) قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ (55) قَالَ بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (56) وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (57) فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (58) قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59) الأنبياء بحيث وضحت الآيات كيف أن سيدنا ابراهيم كان قاطعا في و استنكاره الاوثان التى يعبدها قومه من دون الله وهى فى أشكال تماثيل منحوته تذكرنا بتلك الاوثان التى كانت حول الكعبه بمدينة مكه.
هنا فان القرآن يقبل ضمنا بالصورة الأولى التي ليس فيها شبهة اشراك بالله باعتبار أن ذلك من نعم الله على نبيه في حين أنه في الصورة الثانية حيث تتأكد شبهة الاشراك فان الرفض يكون حاسما وهنا فان المنطق يقول بدوران العلة مع المعلول حيثما كانت شبهة الاشراك كان المنع وحيما انتفت انتفى المنع وهذا هو المنطق الذي سنسير به مع السنة النبوية أيضا
وأما بالنسبه للاحاديث النبويه الشريفة فنجد منها مجموعه صريحة النهى عن صناعة التماثيل وعن تصوير ما فيه روح سواء أكان انسانا أم حيوانا أم طيرا فى حين تجيز تصوير ما ليس فيه روح كالأشجار والأزهار ونحوها:وأول هذه المجموعة حديث عن ابن عباس قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(من صور صورة فى الدنيا كلف يوم القيامه أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ)(اخرجه الترمزى).والحديث الثانى (ان من اشد الناس عذابا يوم القيامه الذين يصورون هذه الصور).والثالث(ان الملائكه لا تدخل بيتا فيه تماثيل)(فقه السنه المجلد الثانى).
كما نجد مجموعه ثانيه من الاحاديث يفهم منها الترخيص بالتصوير وأنه ليس بحرام وبخاصة الصور التى لا ظل لها كالنقوش فى الحوائط وعلى الورق والصور التى توجد فى الملابس والستور والصور الفوتوغرافية فهذه كلها جائزه. وأول حديث ما ذكرته عائشه رضى الله عنها قالت:(دخل على سول الله وقد سترت سهوة لى بقرام فيه تماثيل فلما رآه هتكه وتلون وجهه وقال:(يا عائشه:أشد الناس عذابا يوم القيامه الذين يضاهون بخلق الله)قالت عائشه فقطعناه وجعلنا منه وسادة أو وسادتين).و الحديث الثانى أيضا عن عائشه قالت(كانت لى ستر فيه تمثال طائر وكان الداخل اذا دخل اسقبله,فقال رسول الله :(حولى هذا فانى كلما دخلت فرأيته ذكرت الدنيا)رواه مسلم. والحديث الثالث ما رواه يسر بن سعيد عن زيد بن خالد عن أبى طلحه عن النبى قال:(ان الملائكه لاتدخل بيتا فيه الصور).قال يسر ثم اشتكى زيد فعدنا فاذاعلى بابه ستر فيه صور فقلت لعبيد الله ربيب ميمونه زوج النبى :ألم يخبرنا زيد عن الصور يوم الاول؟فقال عبيد الله:ألم تسمعه حين قال:(الا رقما فى ثوب).
ونجد مجموعه ثالثه من الاحاديث النبويه الشريفه تستثنى لعب الاطفال كالعرائس ونحوها فانه يجوز صنعها وبيعها. وأول حديث عن عائشه قالت:(كنت ألعب بالبنات.فربما دخل على رسول الله وعندى الجوارى.فاذا دخل خرجن واذا خرج دخلن)رواه البخارى وأبوداود.و الحديث الثانى عن عائشه ايضا:أن النبى قدم عليها من غزوة تبوك أو خيبر وفى سهوتها ستر فهبت الريح فكشفته عن بنات لعائشه لعب.فقال:(ما هذا يا عائشه؟)قالت:بناتى.ورأى بينهن فرسا له جناحان من رقاع.فقال:(ما هذا الذى أرى وسطهن؟)قالت:فرس.قال:(وما هذا الذى عليه؟)قالت:جناحان.قال:(فرس له جناحان؟)قالت:أما سمعت أن لسليمان خيلا لها أجنحه.قالت:فضحك رسول الله حتى بدت نواجذه).رواه أبو داود والنسائى.
مما سبق يتضح أن الاحاديث النبويه تتدرج من الشدة الى التخفيف بخصوص النهى عن التصويربحيث يمكننا تقسيمها الى ثلاث مجموعات:
الاولى تنهى عن التصوير وتندد بالمصورين وربما السبب وراء ذلك أن القوم كانوا حديثى عهد بعبادة الصوروذلك أن شبهة الوثنية قائمة وبناء عليه كان المنع النبوي شأنه في ذلك شأن القرآن ولا فرق بينهما في هذا المجال.
والثانيه تبيح الصورة التى لا ظل لها كالصور الجداريه والصور على الورق أو على الستور والملابس .
والثالثه تبيح صور لعب الاطفال كالعرائس ونحوها وربما كان من بين الاسباب فى ذلك اثارة غريزة الامومه عند الشابات الصغيرات.
ويؤيد ذلك ما ذكره الطحاوى بأن التصوير كان فى البدايه منهيا عنه جميعه ثم أبيح ما كان رقما فى ثوب وأباح ما يمتهن من الصور.
أى ان الاسلام قد أباح التصوير ما دام بعيدا عن الوثنيه وعن شبهة منافسة الخالق وعن تثبيط الامة عن القيام بواجبها وتحمل مسؤليتها. وللتأكد من صحة هذا الموقف فلنعرض أيضا موقف الدكتور محمد عمارة وهو من هو في هذه المسألة لنستأنس به ويكون دعما لنا لاغنى عنه
قائد الجيش السعودي الماريشال خالد بن سلطان عبد العزيز في صورة مع حسناوات فرنسيات جميلات... الفتوى لا تعنيه لأنها مخصصة فقط للمساكين والفقراء لا للملوك والأمراء...


موقف الدكتور محمد عمارة من المسألة

يرى الأستاذ الدكتور محمد عمارة أن العلة في تكسير الأصنام هي أن تعبد من دون الله عز وجل أما إذا انتفت هذه العلة فتبقى كجزء من تراث الأمة وتاريجها ولايجوز تحطيمها بحال
وإليك تفصيل الفتوى
يقول الأستاذ الدكتور محمد عمارة
الموقف الشرعي للقضية ينبع من القرآن الكريم. وللقرآن الكريم مواقف متعددة إزاء التماثيل؛ فعلى سبيل المثال في عصر سيدنا سليمان عليه السلام جعل القرآن الكريم عمل التماثيل نعمة من نعم الله على سيدنا سليمان، فقد جاء في سورة سبأ وفي سياق تعداد نعم الله سبحانه وتعالى على سيدنا سليمان قول الله سبحانه: "ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر وأسلنا له عين القطر ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير* يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل داود شكرًا وقليل من عبادي الشكور"

في هذه الآية جاء ذكر التماثيل وعمل التماثيل في سياق تعداد النعم التي أنعم الله بها على سيدنا سليمان، ولم تكن تلك التماثيل يومها معبودة من دون الله، ولم تكن خطرًا على عقيدة التوحيد، ولم تكن تمثل شائبة تشوب نقاء عقيدة التوحيد.

أما في عصر سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام وعندما كانت التماثيل أصنامًا تُعبد من دون الله فإن الموقف القرآني تجسّد في تحطيم سيدنا إبراهيم لهذه التماثيل؛ إزالة للشرك وتنقية للتوحيد ومنعًا لأية شوائب يمكن أن تغري الإنسان بعبادة غير الله.

ونفس الموقف تكرر عندما كانت الوثنية العربية الجاهلية تتخذ الأصنام والتماثيل معبودات، يتقربون بها إلى الله زلفًا، ويجعلونها وسائط بين الإنسان وخالقه؛ لذلك كان تشريع القرآن الكريم لنبينا صلى الله عليه وسلم هو إزالة وتدمير وتحطيم كل هذه الأصنام المعبودة.

وقد نهى القرآن الكريم عن عبادة هذه الأصنام، وسفّه أحلام وعقول الذين يتخذونها معبودات من دون الله، وجسد هذا الموقف القرآني وطبقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم؛ حيث أزالوا جميع ما كان في شبه الجزيرة العربية من أصنام، حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة لم يدخل الكعبة إلا بعد تطهيرها من الأصنام والصور المجسدة، وكانت الأصنام تعلوها حيث جعلها المشركون متحفًا لكل ألوان وأنواع الأصنام، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة يحطمونها وهم يتلون قول الله سبحانه: "جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقًا".

إذن الموقف القرآني والتطبيقات النبوية، سواء على عهد سيدنا سليمان أو قبله؛ على عهد سيدنا إبراهيم أو في عصر ختم النبوة.. الموقف إزاء التماثيل ليس واحدًا، إنما يتعلق بالمقاصد إزاء هذه التماثيل: هل هي مجرد زينة تكون من نعم الله كما كانت لسليمان، أم أنها وسائط في العبادة، وشبهات يجب تحطيمها، كما حدث في ملة أبي الأنبياء إبراهيم، وملة وشريعة خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم.

ولقد سار صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا النهج الذي لا يعمِّم؛ ففي الوقت الذي أزالوا فيه التماثيل المعبودة وحطموها، تركوا التماثيل في البلاد التي فتحوها عندما لم تكن معبودة من دون الله.. صنع ذلك في مصر فاتحها عمرو بن العاص، ومعه كوكبة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فهؤلاء الصحابة الذين فتحوا مصر والذين سبق وحطموا التماثيل المعبودة في شبه الجزيرة العربية هم الذين تركوا التماثيل في مصر؛ لأنها لم تكن معبودة، ولم يكن نصارى مصر يعبدونها، ولم تكن خطرًا على عقيدة الجيش المسلم الفاتح لمصر.

ونفس الشيء حدث عندما فتح المسلمون بلاد المشرق وذهبوا إلى أفغانستان، كان ذلك في عصر الخلافة الراشدة على عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه.. الصحابة الذين فتحوا أفغانستان رأوا فيها هذه التماثيل البوذية التي كانت موجودة قبل ذلك التاريخ، وتركوها وبقيت حتى عصرنا الراهن.

وحدث ذلك أيضًا عندما فتح المسلمون الهند، وتركوا فيها تماثيل بوذا، وعندما فتح المسلمون جزيرة صقلية وتركوا فيها الآثار الرومانية، وبقيت هذه التماثيل والآثار الرومانية حتى عصرنا الراهن، وزارها في أوائل القرن العشرين 1903 الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده، وكتب عدة مقالات في مجلة المنار وتحدث فيها عن هذه التماثيل وكيف أنها ليست معبودة من دون الله، ولا تمثل خطرًا على عقيدة التوحيد، وإنما هي جزء من ذاكرة التاريخ.

وكتب الإمام محمد عبده هذه المقالات معلقًا على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أشد الناس عذابًا يوم القيامة المصورون"، وعلق فقال: إن الحديث جاء في أيام الوثنية وكانت الصور تُتخذ في ذلك العهد لسببين: الأول اللهو، والثاني التبرّك بمثال من ترسم صورته من الصالحين، والأمر الأول مما يبغضه الدين، والثاني مما جاء الإسلام لمحوه، والمصوَّر في الحالين شاغل عن الله، أو ممهد للإشراك به، فإذا زال العارضان وقُصدت الفائدة، كان تصوير الأشخاص بمنزلة تصوير النبات والشجر والمصنوعات، وقد صُنع ذلك في حواشي المصاحف، وأوائل السور، ولم يمنعه أحد من العلماء، مع أن فائدة نقش المصاحف موضوع النزاع، أما فائدة السور فمما لا نزاع فيه".

إن الشريعة الإسلامية ـ وهذا أيضًا كلام الإمام محمد عبده ـ أبعد من أن تحرّم وسيلة من أفضل وسائل العلم، بعد تحقيق أنه لا خطر فيها على الدين، لا من جهة العقيدة، ولا من جهة العمل، وليس هناك ما يمنع المسلمين من الجمع بين عقيدة التوحيد، ورسم صورة الإنسان والحيوان لتحقيق المعاني العلمية وتمثيل الصور الذهنية.

أيضًا هناك من الأدلة الشرعية تطبيقات عهد النبوة؛ فكما أزال الصحابة الصور والتماثيل عندما تكون معبودة من دون الله، استخدموها واستخدموا المرسوم فيها من صور الأصنام والتماثيل عندما لم تكن هناك مظنة لتعظيمها. فالسيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها تروي في الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد في مسنده، فتقول: "قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفر وقد اشتريت نمطًا" أي نسيجًا من صوف، أو بساطا فيه صورة، ومعنى الصورة في الحديث النبوي وفي العهد النبوي صورة الصنم المعبود؛ لأن الذين كانوا ينسجون النسيج ويصدّرونه إلى شبه الجزيرة العربية حينئذ كانوا يعلمون أن العرب أهل وثنية وعبدة أصنام، وكانوا يرسمون صور الأصنام على الأقمشة كي تروج في تلك البيئة.

فالسيدة عائشة اشترت قماشًا فيه صورة، وعلقت هذا القماش على كوة أي على نافذة في منزل النبوة، فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم كره هذا الذي صنعته عائشة.

وفي ذات الحديث برواية أنس بن مالك تعليل لسبب كراهة رسول الله صلى الله عليه وسلم تعليق هذا القماش وما فيه من الصور، يقول أنس: "كان ستر لعائشة قد سترت به جانب بيتها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أميطي، أي أزيحي عنا قِرَامَك هذا (ستر رقيق فيه ألوان ونقوش)، فإنه لا تزال تصاويره تعرض لي في صلاتي"، أي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما وقف في المنزل يصلي رأى الصور أي صور الأصنام على هذا الستر المعلق أمامه، فكره ذلك لأن هذه الصور تخايله وهو يصلي، وطلب من السيدة عائشة أن تزيح هذا الستار، فأخذت السيدة عائشة هذا القماش وقطّعته وجعلته وسائد فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستخدم هذه الوسائد ويتكئ عليها وفيها رسم الصور أي التماثيل، وهي في هذه الحالة ممتهنة أي أن الإنسان لا يعظمها.. أي أن علة التحريم قد انتفت.

وهناك حديث آخر رواه الإمام أحمد يقول: إن الصحابي المسور بن مخرمة دخل على عبد الله بن عباس رضي الله عنهما يعوده في مرضه، فرأى عليه ثوب إستبرق وبين يديه كانون عليه تماثيل، فقال له: يا ابن عباس ما هذا الثوب الذي عليك؟ قال: ما هو؟ قال: إستبرق، قال: ما علمت به، وما أظن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنه إلا للتجبر والتكبر ولسنا بحمد الله كذلك، قال: فما هو الكانون الذي عليه الصور، قال ابن عباس: ألا ترى كيف أحرقناها بالنار"، إذن نحن أمام هذا الحديث نجد الأحكام معللة بعلل، ونجدها تدور مع عللها حِلاً وحرمة.


والكانون أي الموقد الذي قوائمه صور أي تماثيل، أحل ابن عباس استخدامه واقتناءه في بيته لأنه يوقد فيه النار، فهو لا يعظم هذه التماثيل وإنما هو يمتهنها ويحتقرها ويجعلها موقدًا للنار ومكانًا للرماد.

إذن هذه التماثيل حطمها الصحابة عندما كانت شبهة للعبادة، واستخدموها عندما لم تكن شبهة للعبادة.

أيضًا في كتب الأصول، وعند واحد من أئمة علم الأصول وفقهاء المذهب المالكي، عند الإمام أحمد بن إدريس القرافي وهو من تلاميذ العز بن عبد السلام وهو من علماء القرن السابع الهجري. يحكي الكرافي في كتابه "شرح المحصور" حل اقتناء التماثيل التي تُستخدم للزينة وليست للعبادة، ليس هذا فحسب بل إنه قام بصنع هذه التماثيل، أي أنه مارس النحت والتشكيل.

يقول القرافي: بلغني أن الملك الكامل وُضع له شمعدان، وهو عمود طويل من نحاس، له مركز يوضع عليه الشمع للإنارة، كلما مضى من الليل ساعة انفتح باب منه، وخرج منه شخص يقف في خدمة الملك، فإذا انقضت عشر ساعات أي حان وقت الفجر طلع الشخص على أعلى الشمعدان وإصبعه في أذنه وقال: صبّح الله السلطان بالسعادة، فيعلم السلطان أن الفجر طلع.
نحن هنا أمام صنعة شمعدان فيه تماثيل وأشخاص وهذه التماثيل تتحرك في أوقات محددة فتمثل ساعة يُضبط بها وبحركتها الوقت، بل إن التمثال يتحرك عند وقت الفجر فيضع إصبعه على أذنه، كأنه يؤذن ويقول بالصوت للسلطان صبح الله السلطان بالسعادة.

وبعد أن يحكي القرافي هذا الذي صُنع للملك الكامل يقول: وعملت أنا هذا الشمعدان، وزدت فيه أن الشمعة يتغير لونها في كل ساعة: وأصبح الشمعدان أسدا تتحول عيناه من السواد الشديد إلى البياض الشديد إلى الحمرة الشديدة، وفي كل ساعة لها لون. غير أن القرافي عجز عن صنعة الكلام للشخص الذي يصعد على أعلى الشمعدان وإصبعه في أذنه يشير إلى الأذان.

أي أن القرافي صنع شمعدانًا ونحت تماثيل لأشخاص حية، وجعل منهم ساعة تحدد الزمان وتشير إلى وقت الأذان، كل هذه الإشارات تفصح عن أن حكم الإسلام في صناعة التماثيل هو حكم معلل بعلل، يدور مع هذه العلل حيث دارت بالحل والحرمة.

ولقد أجمع العلماء على أن التماثيل إذا أدت إلى منفعة فإنها تكون حلالاً، واستدلوا بالحديث الصحيح الذي جاء فيه عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها كانت تلعب وهي زوج لرسول الله صلى الله عليه وسلم بلعبً منها تماثيل خيل، أي تماثيل لأحياء، وكانت تُسمّى خيل سليمان، وكانت لها عرائس وتماثيل ودمى تلعب بها، وعندما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تلعب مع صواحبها بهذه التماثيل لم يغضب ولم ينه عن ذلك، بل عندما خجلت صواحبها منه قربهن إليها ثانية كي يلعبن معها.

والسيدة عائشة تروي الحديث فتقول: "دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا وأنا ألعب بالبنات أي تماثيل البنات، فقال: ما هذا يا عائشة؟ قلت: خيل سليمان، فضحك".

ويعلل العلماء –كما جاء في الجامع لأحكام القرآن للقرطبي- ذلك بدور لعب البنات بهذه التماثيل في تربيتهن؛ حيث يتدربن على تربية أولادهن منذ الصغر بالألفة التي تنشأ بينهن وبين دمى العرائس والأطفال.

هذا هو موقف الإسلام قرآنًا وسنة وتطبيقات لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من التماثيل والصور المجسدة: يحرمونها ويحطمونها عندما تكون مصدر شرك أو شبهة على نقاء عقيدة التوحيد، ويبيحونها إذا كانت لمجرد الزينة أو أثرًا من آثار التاريخ، يفصح عن وقائع التاريخ ويتحول إلى جزء من ذاكرة الذين يرون هذه التماثيل.

هناك أمر آخر هو أن المسلمين الذين يدعون الناس إلى التوحيد وإلى أرقى مستويات التنزيه للذات الإلهية مطالبون بأن يتركوا غيرهم وما يعبدون؛ فالمسلمون ليسوا مطالبين بتحطيم المعبودات الزائفة التي تُعبد من دون الله، بل إنهم منهيون عن سب هذه المعبودات الزائفة؛ وذلك حتى لا يؤدي هذا السب إلى ردود أفعال يسب فيها الوثنيون والمشركون الله سبحانه وتعالى.

وفي القرآن الكريم في سورة الأنعام في سياق الحديث عن التوحيد يقول الله سبحانه وتعالى: "اتبع ما يوحى إليك من ربك لا إله إلا هو وأعرض عن المشركين* ولو شاء الله ما أشركوا وما جعلناك عليهم حفيظًا وما أنت عليهم بوكيل"، في هذه الآية يطلب المولى منا أن نعبده وحده لا شريك له، وفي ذات الوقت يطلب منا ألا نكون وكلاء وحفاظًا ومسيطرين على الذين أشركوا، ثم تقول الآية التالية: "ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوًا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون"، إذن فنحن مطالبون أن نوّحد الله وألا نحطم معبودات المشركين، بل وألا نسبّ هذه المعبودات الزائفة؛ كي لا يؤدي ذلك إلى سب المشركين لله سبحانه وتعالى، كما حدث أخيرًا؛ فعندما بدأ تحطيم تماثيل بوذا في أفغانستان أحرق الهندوس القرآن الكريم. والله أعلم .
انتهى النقل عن الدكتور محمد عمارة


وبناء على ماتقدم من اعتبارات فانا في التقدمية نعلن عن نسخ كل تلك الفتاوى ونعتبرها كأنها لم تكن موجودة أصلا ونقرر بدلا عنها بأن التصوير بكل أنواعه واقامة التمائيل للزينة والاحتفال وفي البيوت كتحف  اذا كانت دون شبهة الاشراك بالله فهي حلال على المسلمين جميعا في كل أنحاء الدنيا وذلك أن تحريمها جميعا كان بدون مبرر أصلا ولا حاجة لنا به و يجب أن يركز المسلمون على القضايا الجوهرية في دينهم من مثل التوزيع العادل للثروة و السلطة وعدم احتكارهما فقط لدى العائلات الحاكمة وعدم الاذعان للكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية والعمل على تحرير كل فلسطين بدل التغني بالقدس بديلا عنها تلهية للجماهير وعدم فعل أي شيىء


الناصر خشيني نابل تونسEmail Naceur.khechini@gmail.comSite http://naceur56.maktoobblog.com/