مرحبا بزوار التقدمية

مرحبا بالزوار الكرام لمدونة التقدمية. هذه المدونة تتبع صحيفة التقدمية الأصلية وهذا موقعها http://www.taqadoumiya.net/. تعرضت للضرب والحذف فجر يوم 3 سبتمبر وتم استعادتها في آخر يوم 4 سبتمبر بعد الاتصال بشركة غوغل... قد تضرب في أية لحظة مرة أخرى فالرجاء من القراء المهتمين بالمقالات تسجيلها أو طبعها أو البحث عنها عبر غوغل في مواقع أخرى...

الاثنين، 15 نوفمبر 2010

لم يبق للعرب إلا التفاوض"سارّة ناتنياهو" !!


لم يبق للعرب إلا التفاوض"سارّة ناتنياهو" !!

بقلم محمد صالح مجبد

"عزيزي رئيس الوزراء، زوجتي لا تُعيّن المقرّبين منها في مناصب قيادية بالحكومة وخارجها" هكذا خاطب رئيس الكنيست"رؤوبين ريبلين" –غاضبا- رئيس الوزراء الإسرائيلي"بينيامين ناتنياهو" مُلمّحا إلى الدور الكبير الذي تلعبه زوجة رئيس الوزراء "سارة ناتنياهو" في تسمية مُعاوني زوجها ومستشاريه والتحكّم،عن بعد، في سياسة الحكومة وبرامجها.ولئن كان خطاب رئيس "الكنيست" عنيفا ومباشرا يعكس الصراع الدائر بين الرجلين الذي احتدم خاصّة عند مناقشة ميزانية الدولة، رغم انتمائهما إلى الحزب نفسه، فإنّ مضمونه لم يعد سرّا.ذلك أنّ تعاظم دور "سارّة ناتنياهو" قد تجاوز الدوائر الضيّقة ،والفضاءات المغلقة إلى صفحات الجرائد.فقد أشارت صحيفة"يديعوت أحرونوت" إلى ما أسمته "أدوارا خفيّة" لعقيلة رئيس الوزراء القادرة على التدخّل في أيّ قرار سياسيّ يمكن أن يتّخذه زوجها. وأكّدت ذات الصحيفة زرع هذه المرأة لجواسيس في إدارة زوجها ينقلون لها كلّ ما يدور في غيابها.وممّا تؤكّد به الجريدة نفوذ "سارة ناتنياهو" خبر حرصها على تعيين صديقتها في ديوان زوجها، ونجاحها في إقناعه بتخصيص سيارة لها لترافقه في زياراته.

وإذا ثبت هذا الأمر فإنّ العرب جميعا من "عبّاس" إلى الجامعة العربية، قد ضلّوا الطريق ،وسلكوا المسار الخاطئ عندما ذهبوا إلى "ناتنياهو" يفاوضونه ،و يطلبون إليه أن يُوقف الاستيطان.لقد ضيّعوا وقتا طويلا يحاورون مَن لا يملك لهم نفعا أو ضرّا إلّا بمقدار ما تسمح به الزوجة، وتؤشّر على صلوحيته !!. لقد بات أكيدا –وإن بصفة متأخرّة عند المفاوض العربي-أنّ "سارّة" هي التي تملك القَوْل الفصل، وهي التي تُوجّه زوجها، وترتّب له القرارات التي لا يملك إلاّ أن ينطق بها مزهوّا وهو يرتدي إحدى بدلاته الجميلة التي تنتقيها له من أفخر المحلات في باريس ولندن !!وقد تناقلت وسائل الإعلام أنّ "ناتنياهو" كان ،مع الفريق المفاوض الذي رافقه إلى أمريكا،يرفع جلسة المفاوضات لمزيد التنسيق والتشاور .فهل كان يُعلّق هذه المفاوضات التي يتابعها الكثيرون في العالم ليعود إلى التّشاور مع زوجته التي تكون في الغالب مرافقة له أم مع مستشاريه وقد بلّغتهم زوجة رئيس الوزراء،بَعْدُ، بما يجب عليهم فعله؟؟ولا عجب أن تكون زوجة رئيس الوزراء وراء إلغاء زيارة له إلى باريس للقاء الرئيس الفرنسي "نيكولا ساركوزي" و"محمود عبّاس" في قمّة ثلاثيّة لأنّ موعدها لا يتزامن مع موسم التخفيضات في فرنسا !!!
إذن على الجامعة العربية أن تُعدّل أوتار تفاوضها بإيقاف الحوار مع "بينيامين ناتنياهو" ،والسعي إلى ترويض المرأة الحديديّة "سارة".إذ لم يعد غريبا أن يفوق تأثيرها في سير المفاوضات دور رئيس الولايات المتحدة الأمريكيّة"باراك أوباما" !!.

إنّ "خارطة الطريق" الجديدة التي يجب أن يُهرْول في اتجاهها العرب، هي الوصول إلى قلب "سارة" لأنّ  النجاح في تليين رأيها  كفيل بأن يدفع "ناتنياهو" إلى تقديم "تنازلات مؤلمة" تتمثّل في تأجيل الاستيطان أشهرا  معدودات !!.. وما عليهم إلّا أن يحرّفوا مثلا سائرا عندهم يشي بالنهم يقول "أقرب طريق إلى قلب الرجل معدته" ويحوّلوه "أقرب طريق إلى "ناتنياهو" زوجته" !!!
وأين الغرابة في ذلك وقد تمرّس العرب بالتفاوض مع النّساء، وخبروا طرقهنّ في الشدّة واللين ؟؟؟وبما أنّ العرب لا يميلون –بالفطرة- إلى التغيير ،ويعتبرونه "أنفلونزا سياسيّة" يجب التصدّي لها بشتّى أنواع المضادّات الحيويّة، فاوض الفريق نفسه الحكومات الإسرائيليّة المتعاقبة يمينا ويسارا بابتسامة تعلو محيّا أعضائه ،و دخل مع "مادلين أولبرايت" و"كوندليزا رايس" والسيّدة كلينتون" وتسيفني ليبيّ" في مفاوضات ماراطونيّة . ولن يُضير هذا المفاوض العربي الذي يبغي السلام والأمن ،استجابة إلى طبيعة المرحلة، أن يُضيف إلى القائمة زوجة رئيس الوزراء باعتبارها طرفا رئيسا فيما يجري الآن وغدا ،بأرض فلسطين !!
إذن ،في زمن العجائب والغرائب، ليس مستبعدا أن يكون وصول المفاوض العربي إلى قلب "سارة ناتنياهو" ومنه إلى عقلها سبيلا لدفع مسيرة السلام وإنعاشها بعد أن نامت طويلا في غرفة الإنعاش !!
محمد صالح مجيّد.


هناك تعليق واحد:

  1. شر البلية ما يضحك :)

    أحسنت يا أستاذ محمد صالح مجيّد.

    محمد اسحق الريفي
    غزة فلسطين

    ردحذف