بشرى للنساء السعوديات والمسلمات: التقدمية تفند فتاوي الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء الوهابيين في السعودية في تحريم عمل الكاشيرات وحرمة الاختلاط وتبيح لهن ما حلله الله
نص فتوى اللجنة الدائمة حول تحريم عمل الكاشيرات وحرمة الاختلاط
ردا من التقدمية على سيل الفتاوى المتخلفة والتي تدل على جهل تام بالدين والدنيا معا والصادرة للأسف عن الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء الوهابيين في السعودية وعلى كل حال فانهم لا يمثلون شيئا في الدين الاسلامي باعتبارهم يخالفون أهم تعليماته السمحة ويقتصرون على مواقف تاريخية ظهرت في عصور معينة لها تداعياتها الخاصة بها ويحاولون الباسها للعصر الحاضر ومن ذلك ما ورد من فتوى تعتبر بكل المقاييس أم الفضائح في الفتاوى السخيفة والتي يتحفوننا بها من حيت لآخر وهي آخر تقليعة من تقليعات فتاواهم البعيدة كل البعد عن جوهر الاسلام وتعاليمه التي تقضي بتكريم المرأة والاعلاء من شأنها ولكنهم لغاية خسيسة وخلافا لمقتضيات الشرع يعاملونها معاملة غير انسانية وغير لطيفة وكأنها مكمن الشر في الوقت الذي تكون فيه أما وأختا و زوجة و بنتا وحفيدة و زميلة في العمل أي انسان بكامل انسانيته وذلك في فتواهم الصادرة يوم 23 ذو القعدة لسنة 1431ه تحت عـ24937ـدد حيث تتضمن منع المرأة من العمل في الأسواق والفضاءات التجارية وذلك بتعلة عدم الاختلاط وهذه صورة الفتوى و نصها
نص فتوى اللجنة الدائمة حول تحريم عمل الكاشيرات وحرمة الاختلاط الصادرة اليوم الأحد 23/11
فتوى رقم (24937) وتاريخ 23/11/1431 هـ
...الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. وبعد:
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ماورد إلى سماحة المفتي العام من المستفتي .... والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم (1467) وتاريخ 18/11/1431 هـ وقد سأل المستفتي سؤالا هذا نصه: (قامت العديد من الشركات والمحلات (هايبر بنده، مرحبا، رد تاج ) بتوظيف النساء بوظائف كاشيرات (محاسبات) تحاسب الرجال والنساء باسم العوائل تقابل في اليوم الواحد العشرات من الرجال وتحادثهم وتسلم وتستلم منهم، وكذلك ستحتاج للتدريب والاجتماع والتعامل مع زملائها في العمل ورئيسها؟ ماحكم عمل المرأة في مثل هذه الأعمال؟ وما حكم توظيف الشركات والمحلات للمرأة في هذه الأعمال أفتونا مأجورين ) .
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت : لا يجوز للمرأة المسلمة أن تعمل في مكان فيه اختلاط بالرجال، والواجب البعد عن مجامع الرجال والبحث عن عمل مباح لا يعرضها لفتنة ولا للافتتان بها ، وما ذكر في السؤال يعرضها للفتنة ويفتتن بها الرجال فهو عمل محرم شرعاً وتوظيف الشركات لها في مثل هذه الأعمال تعاون معها على المحرم فهو محرم أيضا ، ومعلوم أن من يتقي الله جل وعلا بترك ما حرم الله عليه وفعل ما أوجب عليه فإن الله عز وجل ييسر أموره كما قال تعالى (ومن يتقي الله يجعل له مخرجاً * ويرزقه من حيث لا يحتسب) وفي الحديث المخرج في مسند أحمد وشعب الإيمان للبيهقي عن رجل من أهل البادية قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "أنك لن تدع شيئاً لله عز وجل إلا بدلك الله به ما هو خير لك منه" قال البيهقي رجاله رجال الصحيح ومعلوم جهالة الصحابي لا تضر كما نص على ذلك علماء الحديث، وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ
عضو: صالح بن فوزان الفوزان
عضو: أحمد بن علي بن سير المباركي
عضو: عبدالكريم بن عبدالله الخضير
عضو: محمد بن حسن آل الشيخ
عضو: عبدالله بن بن محمد بن خنين
عضو: عبدالله بن محمد المطلق
فتوى رقم (24937) وتاريخ 23/11/1431 هـ
...الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. وبعد:
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ماورد إلى سماحة المفتي العام من المستفتي .... والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم (1467) وتاريخ 18/11/1431 هـ وقد سأل المستفتي سؤالا هذا نصه: (قامت العديد من الشركات والمحلات (هايبر بنده، مرحبا، رد تاج ) بتوظيف النساء بوظائف كاشيرات (محاسبات) تحاسب الرجال والنساء باسم العوائل تقابل في اليوم الواحد العشرات من الرجال وتحادثهم وتسلم وتستلم منهم، وكذلك ستحتاج للتدريب والاجتماع والتعامل مع زملائها في العمل ورئيسها؟ ماحكم عمل المرأة في مثل هذه الأعمال؟ وما حكم توظيف الشركات والمحلات للمرأة في هذه الأعمال أفتونا مأجورين ) .
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت : لا يجوز للمرأة المسلمة أن تعمل في مكان فيه اختلاط بالرجال، والواجب البعد عن مجامع الرجال والبحث عن عمل مباح لا يعرضها لفتنة ولا للافتتان بها ، وما ذكر في السؤال يعرضها للفتنة ويفتتن بها الرجال فهو عمل محرم شرعاً وتوظيف الشركات لها في مثل هذه الأعمال تعاون معها على المحرم فهو محرم أيضا ، ومعلوم أن من يتقي الله جل وعلا بترك ما حرم الله عليه وفعل ما أوجب عليه فإن الله عز وجل ييسر أموره كما قال تعالى (ومن يتقي الله يجعل له مخرجاً * ويرزقه من حيث لا يحتسب) وفي الحديث المخرج في مسند أحمد وشعب الإيمان للبيهقي عن رجل من أهل البادية قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "أنك لن تدع شيئاً لله عز وجل إلا بدلك الله به ما هو خير لك منه" قال البيهقي رجاله رجال الصحيح ومعلوم جهالة الصحابي لا تضر كما نص على ذلك علماء الحديث، وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ
عضو: صالح بن فوزان الفوزان
عضو: أحمد بن علي بن سير المباركي
عضو: عبدالكريم بن عبدالله الخضير
عضو: محمد بن حسن آل الشيخ
عضو: عبدالله بن بن محمد بن خنين
عضو: عبدالله بن محمد المطلق
ان هذه الفتوى نهاية في التعامل القرووسطي مع المرأة بحيث تعتبر مجرد حريم يثير الغرائز ويجب فصله عن مجتمع الرجال اتقاء للفتنة التي تعني ان كل لقاء بينهما هو مجرد التفكير في الجنس فاي عقلية هذه اضافة الى كونها ستقضي على آلاف العائلات التي تعمل بناتهن ونساؤهن في تلك المحلات بحيث لم تراعي هذه الفتوى الواقع الاجتماعي ولا الاقتصادي و لاظروف تطور المجتمع وأن المرأة أصبحت شريكا فاعلا ولها دور في التنمية الاقتصادية والاجتماعية فكيف يمكن اقصاؤها بهذه الطريقة المجحفة ان مثل هذه الفتوى أشبه ما تكون من مخلفات عصور الانحطاط و التخلف حيث كان ينظر الى المرأة على أنها مجرد حريم وليس لها من قيمة أو اعتبار في الوقت الذي أكد فيه الاسلام على حق المرأة في العمل بأي نوع من الأعمال سواء كانت تجارة أو غيرها المهم أ ن تحافظ على دورها التربوي مثلها في ذلك مثل الأب بأن لا تمارس الأعمال المخلة بالشرف و فيما عدا ذلك فان الأصل الشرعي هو الاباحة ومن ذلك ما كانت تقوم به السيدة خديجة رضي الله عنها من أعمال التجارة وكانت تبرم الصفقات مع من يقومون بالسفر نيابة عنها فلماذا لم يمنعها الرسول عليه السلام من ذلك وكذلك فان الله تعالى بارك للرسول في هذا الرزق المتأتي من عمل السيدة خديجة كما ورد في قوله تعالى وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8)الضحى
وقد شجع الرسول المرأة على العمل منذ فجر الإسلام والأمثلة كثيرة عن عمل الصحابيات في عهد الرسول بمالا يدع مجالاً للشك بأن عمل المرأة ليس عيباً أو حراماً ولا حتى خروجاً عن دورها الذي خلقها الله من أجله فهذه رفيدة رضي الله عنها قد بنى لها رسول الله خيمة في المسجد لتعمل ممرضة وطبيبة وهذه قيلة رضي الله عنها علمها الرسول أصول البيع والشراء وهذه خالة جابر رضي الله عنهما أمرها الرسول أن تعمل في حقلها, هذه نسيبة بنت كعب يأمرها أن تتمترس في المعركة, وهذه أم رعلة رضي الله عنها يأمرها الرسول أن تزين النساء, وهذه ريطة زوجة عبد الله بن مسعود رضي الله عنها يشجعها الرسول على الغزل وهذه محجنة رضي الله عنها تخدم المسجد
فعندما نتحدث عن عمل المرأة في الإسلام نعني التشريع الذي جاء به الرسول وطبقه عملياً في حياته وطبقه الصحابة رضوان الله عليهم والذي يمكن تطبيقه في كل زمان ومكان وليس واقع المسلمين وسلوكهم وما عليه البعض اليوم في نظرتهم إلى المرأة وعملها ومع ازدياد الصحوة الإسلامية يزداد الوعي حول مكانة المرأة وتعود العقول المفكرة لتأخذ من سيرة المصطفى وتنهض بحال المرأة المسلمة لتعود إلى وظيفتها وتمارس دورها الحضاري الذي مارسته في عصر الرسول
لا خلاف في ان اجماع أمة الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم انعقد على وجوب تستر المرأة المسلمة, كما ان اي عمل تقوم به تراعي فيه – وجوباً و ليس استحباباً و لا ندباً – كل ما يؤدي الى عدم تبرجها. فالاسلام لم يشدد على ستر المراة تضييقاً عليها و إنما خوفاً عليها من فتنتها و أفتتان غيرها بها. و كذا صونا لعرضها و حفظا لقداسة شخصها. كما انه لا خلاف ايضاً في ان الاسلام شرع للمرأة العمل في اي مجال يصون حرمتها و يحترم كرامتها. فقد كانت المرأة في العهد النبوي تمارس نشاطاتها في بيتها و خارجه – إن دعت الحاجة – مع التزامها بما أمرها به دينها فقد عملت في شتى المجالات من تجارة و طب و تعليم و حتى انها أخذت قسطها من المشاركة في العمل العسكري و غير ذلك من الاعمال التي تتطلبها حاجة الوقت و تليق بها. و سنبين هنا نماذج من مجالات عمل المرأة ليتبين لنا انها لم تكن على الهامش في العهد النبوي وانما أخذت مكانتها اللائقة بها كانسان كامل الانسانية جاء هذا الدين الحنيف لتحريره من عهود الظلم والاضطهاد التي عرفتها المرأة قبله فلماذا نتعسف عليها اليوم بفتاوى لاتراعي ذلك الجانب الثوري الذي جاء به الاسلام هدما لصروح الطلم التي عرفتها المرأة في غيره من النظم. وذلك أنها لم تكن آله تستخدم من طرف الرجل, مهضومة الحق, ممنوعة من ممارسة دورها الحياتي.
و ستكون الامثلة التي سنوردها مقسمة حسب القطاعات التي أشتغلت فيها المرأة في زمن الحبيب صلى الله عليه و سلم.
أولا: التعليم و الإفتاء
لقد كان نساء النبي صلى الله عليه و سلم يدرّسن غيرهن من النساء و يفتوهن في بعض الاحكام. فقد نقل السيوطي في كتاب تدريب الراوي عن ابي حزم قوله: ان أكثر الصحابة إفتاء – مطلقاً – ستة هم: عمر و علي و ابن مسعود و ابن عمر و ابن عباس و زيد بن ثابت و عائشة رضي الله عنها. و في الاحياء للامام الغزالي قوله: لم ينصب أحد من الصحابة نفسه للفتوى إلا بضعة عشر رجلا و عد معهم عائشة. راجع إحياء علوم الدين. ج1/ ص 23.
ثانياً: مجال التجارة
لا سنة للنساء في ممارسة التجارة أظهر و أهدى من الاقتداء بسيدتنا خديجة بنت خويلد التي كانت من اصحاب رؤوس الاموال في مكة. فقد كانت لها تجارة تبعث بها الى الشام حتى أن عيرها كانت كعامة عير قريش, تستأجر لها الرجال يجلبون لها المال فيبيعونه و تجازيهم عوضا عن ذلك. فقد خرج في عيرها خير الرجال صلى الله عليه و سلم مع غلامها ميسرة و قالت له: اعطيك ضعف ما أعطي قومك و قبل رسول الله صلى الله عليه و سلم و خرج الى سوق بصرى و باع سلعته التي خرج بها, و اشترى غيرها و ربحت ضعف ما كانت تربح. فأربحت خديجة النبي صلى الله عليه و سلم ضعف ما سمت له. راجع الاصابة ج4/ص81/ رقم 334.
و في ترجمة قيلة أم بني أنمار – من طبقات ابن سعد – أنها قالت: جاء النبي صلى الله عليه و سلم الى المروة ليحل بعمرة من عمره, فجئت أتوكأ على عصا حتى جلست اليه فقلت: يا رسول الله إني امرأة, ابيع و اشتري فربما اردت ان اشتري سلعة, و اعطي فيها اقل مما اريد ان آخذها به, و ربما أردت ان ابيع السلعة فاستمت بها أكثر مما اريد ان ابيعها به ثم نقصت ثم نقصت حتى أبيعها بالذي أريد ان ابيعها به. فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم: لا تفعلي هكذا يا قيلة و لكن اذا اردت ان تشتري شيئا فأعطي به الذي تريدين أن تأخذيه به أعطيت أو منعت, و اذا أردت ان تبيعي شيئاً فستأمي الذي تريدين أن تبيعيه به أعطيت او منعت. رواه البخاري في التاريخ و ابن ماجه و ابن سعد في الطبقات.
ثالثا: مجال الطب و التمريض
كان النسوة في عهد الرسول صلى الله عليه و سلم يمرضن و يداوين, ومن أشهر أولئك الممرضات الربيع بنت معوذ بن عفراء التي كانت تخرج مع النبي صلى الله عليه و سلم في بعض غزواته لمعالجة الجرحى. و كذلك رفيدة الأنصارية التي كانت لها خيمة جنب المسجد تعالج فيها الجرحى من أصحابه صلى الله عليه و سلم, و حديث علاجها لسعد بن معاذ رضي الله عنه مشهور معروف.
و في ترجمة عائشة رضي الله عنها من الإصابة قال هشام ابن عروة عن أبيه ما رأيت أحداً علم بفقه و لا بطب و لا بشعر من عائشة. راجع الإصابة ج4/ص359 و قد كانت عائشة كذلك تعالج رسول الله صلى الله عليه و سلم, فقد أخرج أحمد من حديث هشام أبن عروة عن أبيه ان عائشة قالت: إن رسول الله صلى اله عليه و سلم عند آخر عمره أو في آخر عمره كانت تقدم عليه وفود العرب من كل وجه, و تنعت له الأنعات و كنت أعالجه بها.
رابعاً: المجال العسكري
ثبت ان المرأة شاركت في الغزو مع رسول الله صلى الله عليه و سلم و دافعت عنه و أعانت رجال جيوشه بالسقيا, و الإطعام, و العلاج.
و قد روي عن عمر رضي الله عنه في ترجمة أم عمارة الانصارية رضي الله عنها قوله: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: ما التفت يمينا و لا شمالا يوم أحد إلا و أنا أراها تقاتل دوني. يعني أم عمارة نسيبة بنت كعب. الحديث حسن أخرجه ابن سعد راجع الإصابة ج4/ ص479. وروي كذلك عن أنس قوله: ان ام سليم اتخذت خنجراً يوم حنين, و قالت: اتخذته إن دنا مني أحد من المشركين بقرت بطنه. حديث صحيح. أخرجه مسلم.
و روى أنس كذلك أنه لما كان يوم أحد أنهزم الناس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: و لقد رأيت عائشة و أم سليم مشمرتان أرى خدم سوقهما تنغزان القرب فقال: غيره تنقلان القرب على متونهما ثم ترجعان فتملآنها ثم تجيئان فتفرغانها في أفواه القوم. حديث متفق عليه.
و قد روي عن عمر رضي الله عنه في ترجمة أم عمارة الانصارية رضي الله عنها قوله: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: ما التفت يمينا و لا شمالا يوم أحد إلا و أنا أراها تقاتل دوني. يعني أم عمارة نسيبة بنت كعب. الحديث حسن أخرجه ابن سعد راجع الإصابة ج4/ ص479. وروي كذلك عن أنس قوله: ان ام سليم اتخذت خنجراً يوم حنين, و قالت: اتخذته إن دنا مني أحد من المشركين بقرت بطنه. حديث صحيح. أخرجه مسلم.
و روى أنس كذلك أنه لما كان يوم أحد أنهزم الناس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: و لقد رأيت عائشة و أم سليم مشمرتان أرى خدم سوقهما تنغزان القرب فقال: غيره تنقلان القرب على متونهما ثم ترجعان فتملآنها ثم تجيئان فتفرغانها في أفواه القوم. حديث متفق عليه.
و لأبي داود من طريق حشرج ابن زياد عن جدته أنهن خرجن مع النبي صلى الله عليه و سلم في حنين, فسألهن النبي صلى الله عليه و سلم عن ذلك فقلن: خرجنا نغزل الشعر و نعين في سبيل الله و نداوي الجرحى و نناول السهام و نسقي السويق.
خامساً: مجال السفارة و الوساطة و الشفاعة
لقد كانت للنسوة المسلمات حظوة عظيمة عند رسول الله صلى الله عليه و سلم, فكن محببات اليه, يعطف عليهن, و يرحمهن, و يقضي لهن الحوائج و قد كن يسألنه في المسائل فيجيبهن, و يستشفعن عنده و يشفعهن. و قد روي في ترجمة أسماء بنت يزيد الأنصارية انها أتت رسول الله صلى الله عليه و سلم سفيرة عن يعض النسوة, لتسأله هل يشاركن – أي النسوة – الرجال في الأجر؟ فبش لها رسول الله صلى الله عليه و سلم و ألتفت الى الصحابة و قال لهم: هل سمعتم مقالة أمرأة أحسن سؤالا عن دينها من هذه؟ الى آخر الحديث راجع الاستيعاب لأبن عبد البر ج4/ ص237.
أما شفاعتهن عنده فقد وردت في غير ما محل, فمن ذلك ما روى ابن عبد البر في الاستيعاب أن أم حكيم بنت الحارث ابن هشام قال: أسلمت يوم الفتح, فأستأمنت النبي صلى الله عليه و سلم في زوجها عكرمة ابن أبي جهل حين فر الى اليمن, فخرجت في طلبه و ردته حين أسلم, فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم حين رآه لما أتت به : مرحباً بالراكب المهاجر, أخرجه الترمذي من طريق مصعب ابن سعد.
و كذلك قول النبي صلى الله عليه و سلم لأم هانئ بنت أبي طالب – لما أجارت رجلين أراد علي أخوها ان يقتلهما – قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ. الحديث متفق عليه.
النتيجة
و خلاصة القول إن كل ما لعبته المرأة المسلمة في عهد المصطفى صلى الله عليه و سلم من دور تتعذر الاحاطة به.
و قد اثرنا أن نبرز في عرضنا السابق المجالات المهمة في المجتمع و التي كانت للنسوة مكانة فيها خلال ذلك العهد, مع العلم ان تدبيرهن شؤون بيوتهم لسنا في حاجة لذكره. و كذا ما ورد في قيامهن و اعتنائهن بأمورهن الشخصية مثل التجميل و الطب النسائي و الغزل و الخياطة, و غير ذلك من الاعمال و الحرف التي مارسنها في ذلك الوقت.
و عزاءنا أن يثير هذا العرض – المقتضب – القراء الكرام في جواز إفساح الطريق أمام المرأة المسلمة لممارسة مهامها إذا علمنا منها أمانة في دينها و خوفاً و طاعة لربها.
وبناء على ما تقدم والتزاما من التقدمية بالخط التقدمي الذي اتخذته لنفسها في التعامل مع مثل هذه الفتاوى التي تخالف أسس الدين الاسلامي وتحاول ايجاد بديل غير سوي لديننا الحنيف الذي يقر المساواة في جوانب عديدة بين المرأة والرجل كما أنه حاسم في تكريم المرأة الى أبعد حد لذا نقرر واستنادا الى الآيات القرآنية ذات العلاقة بهذا الموضوع وتصرفات الرسول عليه السلام وما سارت عليه الأمة الاسلامية قاطبة منذ أربعة عشر قرنا خلت بحيث لم يشذ أي انسان ويمنع المرأة من العمل لذا نقرر أن هذه الفتوى باطلة ولا أساس لها من الصحة في ديننا ونسمح للمرأة بالعمل الشريف ونؤكد على أن الذي يمنع وقوع الفساد في المجتمع ليس منع الاختلاط وانما التربية الحسنة وأنه اذا ما أحسنا تربية المرأة وتعويدها على تحمل المسؤولية دون حبس لارادتها الحرة فستكون امرأة صالحة وأن منهج الاغلاق و المحاصرة بدعوى الالتزام الحرفي بالنصوص فان هذا أبعد ما يكون عن الأهداف الحقيقية لشرع ديننا الحنيف وذلك ان أهم هدف كبير تنبني عليه فلسفة التشريع الاسلامي هي الحرية والمسؤولية والتربية على يقظة الضمير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق