مرحبا بزوار التقدمية

مرحبا بالزوار الكرام لمدونة التقدمية. هذه المدونة تتبع صحيفة التقدمية الأصلية وهذا موقعها http://www.taqadoumiya.net/. تعرضت للضرب والحذف فجر يوم 3 سبتمبر وتم استعادتها في آخر يوم 4 سبتمبر بعد الاتصال بشركة غوغل... قد تضرب في أية لحظة مرة أخرى فالرجاء من القراء المهتمين بالمقالات تسجيلها أو طبعها أو البحث عنها عبر غوغل في مواقع أخرى...

الأربعاء، 24 نوفمبر 2010

صراع الأجنحة في القصر السعودي: تكهنات بـ"الغيب" ... و شعب مغيب


صراع الأجنحة في القصر السعودي: تكهنات بـ"الغيب" ... و شعب مغيب

بقلم حبيب طرابلسي
نقلا عن موقع 
http://www.saudiwave.com/

لا تزال الوعكة الصحية للملك عبد الله بن عبد العزيز ("انزلاق غضروفي وتجمّع دموي") تشغل "الخبراء" في الشأن السعودي الذين انقسموا بين منذر بـ"حرب عشائرية وصراعات قبائلية و فوضى شاملة" في حالة وفاة الملك، و متفائل بـ"خلافة سلسة" لا تدع مجالا لفراغ في السلطة، غير أن "المحللين" أجمعوا على أن الصراع المكتوم بين أجنحة الأسرة الحاكمة سيحتدم وسط تغييب تام للشعب واستبعاد لمجلسي الوزراء و الشورى في عملية انتقال الحكم.
نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية

"سيناريوهات" و "ترشيحات"
 
قد يطول سرد أسماء كل "المحللين" الذين تطرقوا لخبايا أروقة القصر السعودي بسبب "الوعكة الصحية" التي ألمت بالرجل الأول لبلد يمتلك أكثر من خمس احتياطي العالم من النفط الخام.  لكن أغلب التكهنات أكدت بأن التنافس بين الأجنحة - وبالتحديد بين الملك ومن يمثلهم من جانب، و"السديريين" (خاصة سلطان و نايف و سلمان) من جانب آخر-  قد بلغ ذروته و بأنه سيؤدي إلى تخلي الطاعنين في السن و/أومن أصابهم المرض لفائدة الأبناء من أحفاد مؤسس الدولة الحديثة، عبدالعزيز آل سعود ... مع اختلاف في "السيناريوهات" و تنوع في "الترشيحات".

ومن بين "السيناريوهات" الدراماتيكية، ما جادت به قريحة "المحلل" الإيراني "حسن هاني زاده" في مقال بعنوان "السعودية بدون الملك عبد الله"، إذ تنبأ بأن "موت الملك المحتمل يمكن أن يجر البلاد إلى حرب عشائرية ... وأن يثير فوضى سياسية شاملة في أنحاء هذه الدولة القبائلية... و يؤدي إلى اندلاع صراعات قبائلية ربما يقسم المملكة إلى منطقتين شرقية وغربية ...".

أما الكاتب "إيلي شلهوب"، فقد خلص إلى أن "معركة الخلافة ترجّح الجيل الثاني"، استنادا إلى "مصادر مطلعة" و "مصادر عليمة" و "مصادر وثيقة الصلة" و "بعض التسريبات" و "مصادر قريبة من أروقة صناعة القرار في السعودية". وذهب شلهوب إلى القول في صحيفة "الأخبار" اللبنانية بأن "سفر الملك عبد الله إلى الولايات المتحدة، بهدف معلن هو "العلاج"، وإن كانت التسريبات تفيد أنه ذاهب ليبحث ترتيبات الخلافة".
خالد بن سلطان قائد الجيش

في المقابل، قلل المحلل "كريستوفر بوسيك" (من مؤسسة كارنيغي) من احتمالات حدوث فراغ في السلطة في  حالة وفاة الملك عبد الله، مؤكدا لوكالة "فرانس برس" بأن "العائلة الحاكمة السعودية توحد دائما صفوفها لاتخاذ ما يجب القيام به بشكل سريع جدا، في حال وفاة ملك البلاد".

أما المحلل السعودي عبد العزيز الصقر، مدير "مركز الخليج للأبحاث" بدبي، فقال لنفس الوكالة: "وفقا لتقاليدنا، ليس هناك من ابن يوافق على أن يحل محل والده إذا كان هذا الأخير لا يزال على قيد الحياة". ولعل الصقر نسي أن التقاليد في البلد الخليجي المجاور، قطر، لم تمنع الأمير الحالي، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، من الاستيلاء على مقاليد الحكم من والده، إثر انقلاب أبيض في يونيو عام 1995م.

أما "الواشنطن بوست"، فتقول في تقرير من القاهرة بإمضاء  "لي كيث": "أي شخص يصعد للعرش من المتوقع أن يحافظ على التحالف الوثيق للمملكة مع الولايات المتحدة"، مضيفة "ولكن آجلا أو عاجلا، فإن العرش سيتحرك إلى الجيل القادم، وهو ما يحتمل أن ينتج عنه مسألة عميقة مثيرة للانقسام".
الملك عبد الله في كرسي مقعد

أما عن  الترشيحات، فحدث و لا حرج.  هناك من يتوقع أن يتولى العرش أمير منطقة مكة المكرمة، خالد الفيصل، وأن يتخلى الأمير سلطان عن منصب وزير الدفاع لابنه خالد ويكون الأمير نايف وليا للعهد، ويصبح تركي الفيصل وزيرا للخارجية.  وهناك من يتوقع أن يعين الملك عبد الله الأمير خالد الفيصل نائباً ثانياً لرئيس الوزراء، مكان نايف، ما يؤهله ليكون ولي العهد المقبل، ويعين خالد بن سلطان وزيراً للدفاع، ومحمد بن نايف وزيراً للداخلية، وتركي الفيصل وزيراً للخارجية، وبندر بن سلطان رئيساً للاستخبارات...

الشعب رهينة صراعات الأجنحة

لقد رحب عشرات الكتاب السعوديون بـ"الشفافية" والمصارحة التي تم التعامل بها في الإعلان عن مرض الملك عبدالله و عن تطورات حالته الصحية لاحقا. وهو ما اعتبرته عدة وكالات أنباء و صحف غربية سابقة في العالم العربي.
لكن لم يطالب أي من هؤلاء الكتب بالتعامل بنفس الشفافية عما يدور في الكواليس إزاء مسألة  التداول على العرش.

وكان الملك عبد الله قد أدخل في سنة 2006 تحديثاً لآلية انتقال الخلافة، من خلال "هيئة البيعة" التي تُعنى باختيار الملك وولي العهد، وهي تتكون من بعض أبناء وأحفاد الملك عبد العزيز. لكن نظام الهيئة جعل مسألة حسم انتقال الحكم محصورة داخل الأسرة الحاكمة واستبعد أي دور لمجلس الوزراء أو مجلس الشورى في عملية انتقال الحكم.
متعب بن عبد الله بن عبد العزيز استولى على الحرس الوطني

ويقول الدكتور سعد الفقيه، زعيم "الحركة الإسلامية للإصلاح" التي تتخذ من لندن مقراً لها، أن "الملك عبد الله حاول عبثا تفعيل الهيئة التي وبقيت حبرا على ورق، لأن السديريين لم يستجيبوا لدعوات الملك للاجتماع و بقيت الهيئة حبرا على ورق".
ويذكر الفقيه بأن الخلاف بين أبناء العائلة المالكة قد تجلى علناً حين عيّن الملك عبد الله الأمير نايف نائباً ثانياً لمجلس الوزراء، حيث عبّر عدد من الأمراء الأصغر سناً، مثل الأمير طلال و الأمير بندر بن سلطان، عن عدم رضاهم.

وأضاف الفقيه بأن "العائلة الحاكمة حاليا لن تستطيع مواجهة الأزمة وربما يكون اندلاع الخلاف حتميا، أولا لأنه لا يوجد شخص مرجع قادر على حسم الأمر، وثانيا لا توجد آلية متفق عليها في العائلة تحل الإشكالات داخل العائلة".

ويتفق معه في الرأي الكاتب إيلي شلهوب الذي أشار إلى أنه خلال العقود الماضية "أثبتت العائلة قدرتها على ضبط الخلافات والتناقضات داخلها بفضل الدور الذي كان يمارسه الأمير محمد بن عبد العزيز، عميد الأسرة والمرجع المتمكن والحاسم لكل خلافاتها". وقد توفي الأمير محمد عام 1988م.

وفي مقال بعنوان "السعودية: حكومة المنتجع في أغادير"، أشارت أستاذة الإنثربولوجيا الاجتماعية بجامعة لندن، الدكتورة مضاوي الرشيد، بدورها إلى "تقوقع المجتمع السعودي بعيدا عن مراكز صنع القرار وانعدام المؤسسات المدنية والتي يمكن لها أن تسد الفراغ إن حصل".

لكن أعنف انتقاد لتغييب الشعب عن مسألة تداول السلطة جاء من الداخل، على لسان الشيخ الدكتور محمد العبدالكريم، أستاذ أصول الفقه بكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.

فقد أطلق وابلا من التساؤلات في مقال بعنوان "أزمة الصراع السياسي بين الأجنحة الحاكمة في السعودية (محاولة للبحث عن مصير الشعب السعودي)": "هل سيبقى مصير الوحدة ومصير الشعب معلقاً بالصراعات الداخلية والخارجية وبوجود العائلة أو ذهابها؟ كيف نضمن وطناً موحداً بعيداً عن الصراعات، بعيداً عن هيئة البيعة واتفاقها أو اختلافها على من سيحكم ؟ كيف نضمن سلامة الشعب من التفكك والانهيار ؟ ماذا لو حدث صراع عائلي مسلح ؟ هل تكون مهمتنا الاصطفاف مع أحد الأجنحة ؟ ثم لماذا لا تدخل هيئة البيعة الشعب في اختيار الحاكم ؟ هل الشعب مجموعة قطيع ينتظر من يرعاه، ويعطيه الراتب آخر الشهر ؟ "

ويختتم العبدالكريم قائلا في مجلة "رؤية": "أعيدوا الاعتبار للشعب، بالمساواة بينه، وبقوامته الحقيقية على الدولة، وبشورى حقيقية، لشعب حقيقي وليس شعباً صورياً في توحيد صوري شكلي، قابل للتفكك لمجرد اختلافات داخلية داخل النظام".

ويعلق أحد القراء، "منصور القحطاني"، قائلا: "يفترض أن تكتب هذه المقالة بماء الذهب وتعلق في الكعبة".


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق